الجميل يطالب بالعودة إلى اتفاق الهدنة مع إسرائيل ويدعو إلى «علاقة ندية» بين لبنان وسورية

سأل عن جدوى سلاح «حزب الله» بعد القرار 1701

TT

تساءل الرئيس اللبناني الأسبق رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل عن جدوى سلاح «حزب الله» بعد القرار 1701 الذي أقام منطقة حدودية دولية عازلة بين لبنان وإسرائيل. وطالب بان «ينعم لبنان، أسوة بسورية، بالعودة إلى اتفاقية الهدنة لينعم بالاستقرار». وتطرق إلى الزيارة التي سيقوم بها رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى دمشق بعد غد (الأربعاء)، داعيا إلى «علاقة ندية بين لبنان وسورية» ومطالبا بان تعمد سورية «فورا وفي أقرب وقت إلى الاعتراف بحدود لبنان انطلاقا من مزارع شبعا وصولا إلى الشمال».

وقال الجميل في كلمة ألقاها خلال العشاء السنوي لقسم حزب «الكتائب» في منطقة عاليه: «حتى الأمس القريب حاولوا أن يفرضوا على هذا الجبل بالذات من خلال الهجمات التي حصلت عليه مفهوما آخر. وكانت هذه الوحدة والتضامن اللذين حافظا على سلامة الجبل. وكانت الوقفة البطلة التي وقفتموها لكي تحافظوا على كرامة هذا الجبل. ونحن نفتخر بوحدة هذا الجبل التي عززناها بورقة تاريخية وقعتها أنا ووليد بك (جنبلاط) في المختارة منذ سنوات، ومن ثم زيارة غبطة البطريرك (نصر الله صفير) إلى الجبل التي رسخت أكثر فأكثر هذه الوحدة، وحدة أبناء الجبل التي هي الضمانة الأساسية والأولى من أجل الحفاظ على استقلال لبنان وعلى الحرية والكرامة».

وأضاف: «أناشدكم أن تحافظوا بكل قوة على وحدة الجبل بكل طوائفه وأحزابه الحريصة على السيادة والكرامة. ونحن نعاهدكم بان تبقى يدنا ممدودة وقلبنا مفتوحا من اجل أن تترسخ أكثر وأكثر الوحدة في هذا الجبل الأشم لكي يبقى السد المنيع أمام كل من يفكر ولو للحظة بأنه من السهل النيل من كرامة المواطن اللبناني ومن حريته ومن لبنانيته».

وتناول زيارة الرئيس سليمان إلى دمشق قائلا: «نحن نريد في هذه المناسبة أن نتمنى له التوفيق فيها وأن يعود منها موفقا. والتوفيق هو بمعالجة كل المشاكل العالقة بيننا وبين سورية، بدءا بملف المفقودين والأسرى، ومن ثم كل المواضيع التي تتعلق بسيادة هذا البلد وبكرامة الشعب اللبناني. نحن نريد علاقة ندية بين لبنان وسورية... نحن نريد كل الخير لجيراننا، إنما كذلك نريد منهم أن يحترموا خير لبنان ومصالحه الحيوية والوطنية. يدنا ممدودة على أساس أن تترسخ المصلحة الوطنية العليا وتعمد سورية فورا وبأقرب وقت إلى الاعتراف بحدود لبنان، ليس انطلاقا من شمال لبنان إلى جنوبه، إنما انطلاقا من مزارع شبعا وصولا إلى الشمال. وإذا كانت سورية حقيقة حريصة على مصلحة لبنان، فإننا نتساءل: لماذا لم يتوضح الموقف السوري بالنسبة إلى مزارع شبعا؟».

وأضاف: «أما في ما يتعلق بسلاح حزب الله فنحن نقدر كل الجهود التي بذلها الحزب في الماضي. إنما الآن، ولا سيما بعد القرار 1701 الذي أنشأ منطقة عازلة دولية بإشراف الجيش اللبناني وبمساعدة قوات الطوارئ الدولية على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية، فإننا نتساءل ما هي جدوى سلاح حزب الله انطلاقا من هذا الواقع الجديد وإقامة منطقة حدودية دولية عازلة بين لبنان وإسرائيل؟ هل يريد حزب الله استعمال السلاح للتحرش بقوات الطوارئ الدولية أو بالشرعية الدولية؟ هذا في الواقع منطق غير منطقي. ولا يمكن أن يخدم مصلحة لبنان وفي أي حال، نحن لا نقبل به. بل نحن نصر أن يكون هناك حوار جدي وصريح وشفاف حول هذه النقطة بالذات، لأننا نعتبر أنه، كما الحدود السورية ـ الإسرائيلية آمنة هناك اتفاقية هدنة تحكم تلك الحدود. ولهذا نحن، وبعد أن جرى التصويت على القرار 1701، نطالب بالعودة إلى اتفاقية الهدنة. ونطالب، أسوة بسورية، أن ينعم لبنان بهذا الاستقرار بالحد الأدنى، لكي ينطلق بحوار جدي على صعيد الداخل وحوار دبلوماسي لكي يستعيد استقراره وكل حقوقه من الجميع ويسترجع ويحرر كل أراضيه».

ودعا الجميل إلى عدم المزايدة في موضوع الحق بالمقاومة، قائلا: «إذا كنا نؤكد على هذا الحق، فهو حق لكل اللبنانيين بكل الأحزاب يمينا ويسارا، جنوبا وشمالا، أن ينعموا بثقافة السلام والحياة والمحبة. هذه هي رسالتنا للجميع. تفضلوا من دون تخوين أحد ومن دون مزايدات، تفضلوا نجلس حول طاولة. هذه سورية اليوم تفاوض على اتفاقية سلام مع اسرائيل من خلال تركيا. وبالأمس القريب حزب الله فاوض اسرائيل من خلال المانيا لاسترجاع الاسرى، فلماذا يمنع عن لبنان؟». وتابع: «نحن واضحون في هذا الموضوع. ونقول لا نريد مفاوضات سلام مع اسرائيل إنما نريد مفاوضات من أجل استرجاع مزارع شبعا. ويسهل استرجاع هذه المزارع من خلال المفاوضات اذا ما تعاونت سورية معنا وقدمت مرة اخيرة المستندات حسب القانون الدولي لتؤكد سيادة لبنان وحدود سيادته على مزارع شبعا».