باكستان: مقتل 100 متشدد وتسعة جنود في وزيرستان

خطة أميركية جديدة لملاحقة المتطرفين في الشريط الحدودي

متظاهرون باكستانيون يحملون ملصقات تطالب بالافراج عن عافية صديقي المتهمة بالانتماء الى القاعدة (أ. ف. ب)
TT

قال متحدث عسكري باكستاني امس ان اكثر من 100 مقاتل إسلامي وتسعة جنود باكستانيين لاقوا حتفهم في قتال ضار خلال الايام الاربعة الماضية في منطقة باجوار القبلية باقليم وزيرستان الشمالية.

وتعرف باجوار التي تقع قرب الحدود الافغانية بأنها ملاذ لمقاتلي تنظيم القاعدة وحركة طالبان. واندلعت الاشتباكات يوم الاربعاء بعدما هاجم المقاتلون الموالون لطالبان نقطة تفتيش في منطقة لوي سوم على بعد 12 كيلومترا تقريبا الى الغرب من خار وهي البلدة الرئيسية في الاقليم.

وقال متحدث باسم سلاح الحدود الباكستاني: «القتال لا يزال مستمرا والقوات المدعومة بطائرات هليكوبتر مقاتلة تستهدف مواقع المقاتلين بشكل اساسي على الجبال». واوضح ان تسعة جنود لاقوا حتفهم ايضا خلال القتال. وقال مقيمون ان القوات الباكستانية تقصف مخابئ المقاتلين ومواقعهم بالمورتر والمدفعية وفر كثير من القرويين الى اماكن اكثر امنا في المنطقة.

وتدهور الوضع الامني في انحاء شمال غربي باكستان في الاسابيع الاخيرة وسط ضغوط متصاعدة من الحلفاء الغربيين على باكستان لمنع المتشددين من شن هجمات عبر الحدود على قواتهم في افغانستان.

وتراجع العنف في شمال غربي باكستان بعد ان تولت حكومة ائتلافية السلطة بعد الانتخابات التي جرت في فبراير (شباط) الماضي وبدأت محادثات مع المتشددين من خلال زعماء العشائر. لكن الهدوء انتهى فيما يبدو وصعد المتشددون هجماتهم بعد ان علق زعيمهم بيت الله محسود المحادثات في يونيو (حزيران) الماضي». الى ذلك يضغط مسؤولون عسكريون واستخباراتيون اميركيون، على الرئيس جورج بوش لتوجيه قوات بلاده في أفغانستان لتبني سياسة أكثر عدائية لملاحقة العناصر المتطرفة داخل الأراضي الباكستانية، في سياق تحول في إستراتيجية مكافحة الإرهاب، وفق ما نقلت الأسوشيتد برس. ويطالب كبار مسؤولي أجهزة الأمن الأميركية بوش تفويض القوات الاميركية المزيد من المرونة لمطاردة مقاتلي طالبان والقاعدة، الذين يعبرون الحدود من مناطق القبائل الباكستانية لشن هجمات داخل أفغانستان. وشرح مصدر استخباراتي رفيع مطلع، رفض كشف هويته، أن الخطة قد تتضمن إيفاد فريق من القوات الاميركية الخاصة، تحت الإشراف المؤقت لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، إلى مناطق القبائل، النائية والخارجة عن سلطة إسلام آباد، لتسديد ضربات نحو أهداف قيمة، بحسب الوكالة. وهناك توقعات بأن يثير التحرك جدلاً على الصعيد الداخلي والخارجي، حيث أبدت حكومة باكستان، مراراً، معارضتها لأي توغل عسكري أمريكي في أراضيها، إلى جانب رفض البعض في واشنطن لها. ويأتي المقترح في خضم تنامي تململ سياسي في باكستان، ومخاوف من تواطؤ عناصر من قوات الأمن الباكستاني مع تلك الحركات المتشددة. وذكر المصدر المسؤول، إن كبار مسؤولي الأمن القومي الأميركي اجتمعوا الأسبوع الماضي بالبيت الأبيض لمناقشة تلك التوصيات وينظرون حالياً في كيفية تطبيقها. وكشف مصدر أميركي آخر، طلب كذلك عدم تحديد هويته، أن طواقم من وزارة الدفاع، والخارجية إلى جانب أجهزة الاستخبارات والأمن القومي، ستعكف على «مراجعة وإعادة صياغة إستراتيجية عبر ـ الحدود». ويتخوف بعض المسؤولين الأميركيين في وزارتي الدفاع والخارجية من المقترح الجديد الذي قد يرتد سلباً على استقرار حكومة إسلام آباد، فيما يدفع البعض في وكالة الاستخبارات الاميركية للمضي قدماً بها. وتتيح قوانين الاشتباك للقوات البرية الاميركية ملاحقة المليشيات المسلحة لأكثر من ستة أميال داخل الأراضي الباكستانية، حال تعرض تلك القوات لهجوم أو إطلاق العدو النار عليها. ويتيح للطائرات الاميركية الدخول حتى عشرة أميال داخل المجال الجوي الباكستاني، وفق الأسوشيتد برس.