جمهورية أوسيتيا: تاريخ مضطرب

TT

اوسيتيا الموحدة، احدى دويلات منطقة القوقاز التي تحمل الاسم التاريخي «الانيا» سبق واعلنت في عام 1774 انضمامها الى الامبراطورية الروسية التي ظلت جزءا من اراضيها حتي اندلاع ثورة اكتوبر1917. شهدت المنطقة العديد من المعارك الضارية في اعقاب هذه الثورة بين البلاشفة وخصومهم من المناشفة والبورجوازيين. في 21 ديسمبر 1921 اصدرت هيئة رئاسة الحزب الشيوعي الجورجي قرارها حول تاسيس اوسيتيا في المناطق التي يقطنها الاوسيتيون وحددت اللجنة الثورية الموالية للبلاشفة حدودها التي احتدم النزاع حولها لاحقا واسفر عن انضمام المناطق الشمالية الى روسيا فيما استطاعت السلطة البورجوازية في جورجيا فرض سيطرتها على المناطق الجنوبية. في عام 1922 اعلنت جورجيا في اطار جمهوريات ما وراء القوقاز التي كانت تضم ايضا ارمينيا واذربيجان انضمامها الى الاتحاد السوفياتي الذي تشكل عام 1922. في 5 ديسمبر 1936 التاريخ الرسمي لتاسيس جمهورية جورجيا السوفياتية بعد انفصالها عن ارمينيا واذربيجان، اعلنت جورجيا اوسيتيا الجنوبية واحدا من اقاليمها مع منح سكانه الحكم الذاتي. في 10 نوفمبر 1989 مع ظهور بوادر الديموقراطية نتيجة اعلان الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف سياسات البيريسترويكا في عام 1985 اعلن مجلس نواب اوسيتيا الجنوبية تحويل الاقليم الذي كان يتمتع بالحكم الذاتي الى جمهورية ذات حكم ذاتي ما حاولت جورجيا منعه بالقوة ابان حكم الرئيس الاسبق زفياد غامساخورديا قبيل الجنوح نحو اعلان استقلالها عن الاتحاد السوفياتي، وهو ما اسفر لاحقا عن اندلاع الحرب الاهلية واعلان ابناء الاقليم الانفصالي الكامل وقيام جمهورية اوسيتيا الجنوبية في 20 سبتمبر 1990 وهو ما ردت عليه جورجيا بالغاء نظام الحكم الذاتي في الاقليم وفي كل من جمهوريتي ابخازيا وادجاريا في 10 ديسمبر 1990 ما كان المقدمة العملية للاشتباكات التي تحولت الى نزاع اثني طال ايضا ابخازيا وادجاريا.

وفي 14 يوليو 1994 بموجب ما سمي باتفاقيات داغوميس ابان حكم الرئيسين الجورجي ادوارد شيفارنادزه والروسي بوريس يلتسين جرى الاتفاق حول وقف الحرب الاهلية واقرار شرعية ارسال قوات حفظ السلام الروسية التي ينسحب وجودها على جمهورية ابخازيا المتاخمة لاراضي روسيا الاتحادية على ضفاف البحر الاسود الامر الذي حظي باعتراف منظمة الامن والتعاون الاوروبي.في 12 نوفمبر 2006 اجرت اوسيتيا الجنوبية استفتاء اقرت نتيجته موافقة الغالبية الساحقة موافقتها على الاستقلال وطلب الانضمام الى روسيا الاتحادية كما جرت انتخابات رئيس الجمهورية في نفس اليوم والتي فاز فيها ادوارد كوكويتا متفوقا على منافسه الذي حاولت تبليسي تمرير ترشيحه هناك.