بوش أثار قضية الحريات الدينية في الصين وصلى في كنيسة قبيل لقائه نظيره الصيني

بحث الأزمة الجورجية مع ساركوزي ودعا إلى وقف إطلاق النار

الرئيس الاميركي ينظر الى نظيره الصيني قبيل بدء المحادثات بينهما (أ ب)
TT

جدد الرئيس الاميركي جورج بوش دعواته الى حرية المعتقد الديني في الصين، اذ حضر قداسا في بكين، وطمأن الحكومة الصينية الى انه ليس هناك ما يجب ان تخشاه من الديانة، وذلك قبل لقائه نظيره هو جينتاو.

واستأثرت الازمة الجورجية باهتمام الرئيس الاميركي، الذي تحادث هاتفيا مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، بخصوص النزاع في اوسيتيا الجنوبية، على ما اعلن البيت الابيض.

وصرح الناطق باسم البيت الابيض غوردن جوندرو، بان «الرئيسين متفقان بشكل عام بشأن هذه المسألة، وبشكل خاص حول النقاط الثلاث التالية: ضرورة وقف اطلاق النار، ضرورة فك الارتباط (العسكري) وضرورة احترام وحدة الاراضي الجورجية».

من جانب آخر، شدد بوش على أولوية الحريات الدينية في الصين، اذ قال بعد حضور قداس في كنيسة كوانجي البروتستانتية، «كان لنا انا ولورا (زوجته) الشرف والسعادة الكبيران بان نصلي هنا في بكين»، حسبما نقل تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

وتابع في رسالة مبطنة الى الحكومة الصينية، «هذا يثبت بكل بساطة ان الله واحد وان الله محبة، وانه يجب ألا تخشى اي دولة وأي رجل او امرأة من تأثير ديانة تقوم على المحبة».

ووصف بوش زيارته الى الكنيسة البروتستانتية، حين استقبله هو جينتاو بعد بضع ساعات بانها كانت لحظة «مفعمة بالتقوى».

غير ان تلك كانت الاشارة الوحيدة والمبهمة الى مواضيع يمكن ان تشكل مصدر خلاف اثناء اطلالة الرئيسين الوجيزة على الصحافيين، قبل ان يباشرا محادثاتهما ثم يتناولا الغداء معا.

وفي انتظار موعد اللقاء، انضم بوش مع زوجته وابنته الى الجمهور الذي صفق للسباح الاميركي مايكل فيلبس، لدى فوزه باول ميدالية ذهبية له. واكد بوش وهو، على اهمية العلاقات الصينية الاميركية. وقدم هو تعازيه غداة حادث قتل سائح اميركي في بكين، مؤكدا انه يتابع المسألة بجدية.

وامام بوش وهو جينتاو مواضيع كثيرة للبحث تمتد من ازمتي الملفين النوويين الكوري الشمالي والايراني، الى المبادلات التجارية، ويشكل اللقاء بينهما النقطة المركزية السياسية لزيارة تستمر اربعة ايام للصين.

وان كان الرئيس الاميركي المولع بالرياضة يخصص زيارته بشكل اساسي لمتابعة الالعاب الاولمبية، الا انه اكد مرارا انه سيطرح مع الرئيس الصيني مسألة الحريات. وتأتي الحرية الدينية في طليعة الحقوق الاساسية التي يدعو بوش الصين الى احترامها.

وبوش في موقع حرج ما بين دعوات المدافعين عن حقوق الانسان لاستغلال الفرصة الاعلامية الاستثنائية اثناء الالعاب الاولمبية لتوجيه رسالة قوية الى السلطات الصينية، ودعوات القادة الصينيين لعدم تسييس الالعاب.

ويؤكد بوش انه حريص على عدم الخلط بين الامرين، موصيا باعتماد دبلوماسية اكثر تكتما تكون بنظره مجدية اكثر.

واستمر بوش في خطه الدبلوماسي البالغ الدقة، الذي يتبعه منذ بضعة اشهر بحضوره قداسا في كنيسة كوانجي، حيث تجمع عشرات المصلين وانشد كورس من الاطفال الصينيين تراتيل بالانجليزية والصينية.

وكان بوش خلال زيارة سابقة عام 2005 قد حضر قداسا ايضا في كنيسة بروتستانتية رسمية.

غير ان منظمة العفو الدولية اتهمته باضفاء مصداقية الى سياسة الحكومة الصينية باختياره كنيسة كوانجي، التي تشرف عليها الدولة، بدل كنيسة مستقلة. وتقع سياسة الاشراف الصارم على الكنائس الصينية في طليعة مخاوف الادارة الاميركية.

وذكر بوش الحريات في الصين بشكل يومي في تصريحاته، على الرغم من حساسية الحكومة الصينية حيال كل ما تعتبره تدخلا في الشؤون الداخلية وكل ما يمكن ان يسيء الى الفرصة الاستثنائية المتاحة للبلاد، للتقرب من العالم خلال الدورة الاولمبية.

وتشكل مسألة حقوق الانسان نقطة خلاف كبير بين واشنطن وبكين، وعلى الاخص في ما يتعلق بالتبت وترى واشنطن في الدالاي لاما الزعيم الروحي للتبتيين احد كبار دعاة الحريات، في ما تعتبره بكين انفصاليا خطيرا. ومن اللافت بهذا الصدد، ان بوش الذي كان اول رئيس اميركي ظهر علنا مع الدالاي لاما، لم يذكر التبت مرة هذا الاسبوع.