فلسطينيون: لقد قتلناه وأتعبنا قلبه

TT

جاء موت محمود درويش مفاجئا. وربما بحسب ما وصفه بعض الفلسطينيين مباغتا وموجعا، الى الحد الذي ارتدى فيه بعض الفلسطينيين الملابس السوداء، حدادا على درويش وخرجوا بشكل عفوي الى الشوارع يضيئون شموعا على روح شاعرهم ويبكون.

وبرغم ان الحياة العادية لم تتأثر وسارت بشكل طبيعي، ربما لفرط ما تعود الفلسطينيون عليه من الخسارات. الا ان كثيرا من الذين التقتهم «الشرق الأوسط» اتفوقوا على وصف درويش بالرمز والنجم الفلسطيني الابرز. وبينهم من ذهب الى حد القول «لقد قتلناه واتعبنا قلبه». وقالت عبلة درويش من بيت لحم، وهي اعلامية فلسطينية ارتدت الملابس السوداء: «وجدت نفسي ارتدي الملابس السوداء من دون تخطيط.. لم يكن امامي سوى الاسود.. نعم احسست بأني فقدت شخصا عزيزا، وكل من اتصلت بهم بكوا مثلي وهم مصدومون». وأمضت عبلة يومها كما تقول تقرأ وتبحث عن قصائد درويش لـ«تعزي» نفسها. وتشعر عبلة ان الانقسام الفلسطيني زاد من معاناة درويش، الذي كتب يقول بعد سيطرة حماس على قطاع غزة «أنت منذ الآن غيرك». قائلا ان الفلسطينيين لم يعودوا «استثناء».

وفي رام الله حيث يجرى الاستعداد لاستقبال جثمان درويش، غدا الثلاثاء، الغيت كل الاحتفالات، والمهرجانات الخاصة والعامة، وحفلات تخريج بعض الطلبة في الكليات، ونكست الاعلام الفلسطينية فوق المؤسسات الحكومية ومقر الرئاسة. وقال ربيع دويكات من سوق فلسطين المالي: «لم نستطع العمل بالشكل المطلوب، لقد احسست اني فقدت احد افراد اسرتي. كان رحيل درويش صدمة لكل الفلسطينيين». وتابع: « لقد أوجعني درويش.. كنا في حالة بحث روحي وقرأنا كل قصائده من جديد، كان بالنسبة لي اغلى من كل السياسيين الفلسطينيين».

ويحفظ الفلسطينيون الكثير من قصائد درويش المكتوبة، والذين لا يقرأون له، يحفظون قصائده المغناة عن ظهر قلب، ومن بينها القصيدة الشهيرة «أحن الى خبز أمي». ويعمل مسرحيون فلسطينيون على تحويل بعض قصائد درويش الى مسرحيات. وقال اياد الحروب وهو عضو في مسرح «الحارة» كان خبرا مفاجئا وحزينا، انه احد اهم رموزنا، ونحن نناقش قصائده الآن، ونتدارس تحويل بعضها الى مسرحيات».