«شنطة» طعام للمصريين الفقراء في رمضان

تبنتها سوزان مبارك للحد من فوضى موائد الرحمن

TT

وجهت سوزان مبارك، قرينة الرئيس المصري، خطابا إلى وزارة التضامن الاجتماعي، والجمعيات الأهلية، ومنظمات المجتمع المدني في مصر، مطالبة فيه بتوحيد جهود هذه الجهات وحثها على مساعدة الفقراء، وتوفير الطعام لهم خلال شهر رمضان، الذي يحل في مصر مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل، وفقا للحسابات الفلكية.

وتتبلور المساعدات التي دعت إليها سوزان مبارك في صورة شنطة (حقائب طعام) تحتوي على عدد من السلع الغذائية والأطعمة المجففة، لتصل هذه المساعدات إلى مستحقيها في أفضل صورة، وبشكل يحافظ على مشاعر المتعففين منهم، بخاصة بعد الإسراف الكبير، وسوء التنظيم الذي تشهده موائد الرحمن في السنوات الأخيرة، مما يحول دون وصول المساعدات إلى مستحقيها من الفقراء.

وعلى الرغم من أن هذه الدعوة لاقت ترحيبا كبيرا في أوساط رجال الأعمال، إلا أنهم رفضوا في الوقت نفسه إلغاء موائد الرحمن، معتبرين الدعوة الجديدة محاولة لتقنينها، بحيث لا يحرم من هذه الموائد من هم على سفر، أو العمال الذين يوجدون في أعمالهم وقت الإفطار.

وحول فكرة الحقيبة الجديدة يقول رجل الأعمال محمد فريد خميس: إن «موائد الرحمن بحاجة لترشيد وتوجيه.. ومن هذا المنطلق أرحب بتحويل جزء كبير من ميزانية هذه الموائد إلى دعم عيني وحقائب طعام جاف يتم توزيعها على المنازل، وهذا ما نفعله في (مدينة) العاشر من رمضان؛ حيث نوزع 27 ألف شنطة سنويا في شهر رمضان».

كما طالب رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى بالعودة إلى فكرة «بنك الطعام»، معتبرا أنها «فكرة جيدة لا يوجد فيها إهدار، وتعالج سلبيات موائد الرحمن التي يمكن أن يجلس عليها غير المحتاجين»، مضيفا أن فكرة «بنك الطعام» تحتاج إلى التعرف على الأسر المستحقة، وكذلك إلى دعم إعلامي. فيما أكد الدكتور محمد مختار المهدي، رئيس الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة على أن «الجمعية بالأساس لا تعترف بمسألة موائد الرحمن، وتعتبرها غير مجدية للأسر الفقيرة». ويبرر ذلك بأنه «إذا كان الرجال يستطيعون الجلوس الى موائد الرحمن، فإن السيدات والأسر المتعففة ترفض الجلوس الى هذه الموائد، لذلك تعتمد الجمعية الشرعية بالأساس على شنطة رمضان، وهذا العام أعددنا مليون شنطة حتى الآن».

وعلى العكس من ذلك شدد الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق عضو مجمع البحوث الإسلامية، على أنه « ينبغي عدم الدعوة إلى إلغاء موائد الرحمن نهائيا؛ لأنها من الصدقات التي لها الجزاء الوفير؛ بشرط عدم الإعلان عن أصحابها حتى لا تدخل في نطاق الرياء». ورأى عاشور أنه يجب تقديم المساعدات للفقراء بصور مختلفة، سواء من خلال الموائد أو شنط الأطعمة.

ومن جهتها تبنت صحيفة «أخبار اليوم» القومية دعوة سوزان مبارك، ولفتت إلى أنه تم تشكيل لجنة تنفيذية تشرف على «حقائب الطعام» تضم الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، والدكتور محمد عبد الحليم عمر، أمين عام المؤسسة المصرية للزكاة، والجمعية الشرعية، وجمعيتي الأورمان والرسالة الخيريتين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في اجتماع بين ممثلي الجمعيات الأهلية والمسؤولين بوزارة التضامن الاجتماعي قبل أيام، تم الاتفاق على إعداد مليون و600 شنطة سلع غذائية رمضانية توزع على الأسر الفقيرة.

وأضافت أن «الجمعية الشرعية ستتولى توزيع مليون شنطة، بينما ستتولى المؤسسة المصرية للزكاة توزيع 30 ألف شنطة كمرحلة أولى».

وبحسب إحصائيات تقريبية، تقدر تكلفة موائد الرحمن بمحافظة القاهرة وحدها بنحو 300 مليون جنيه مصري (حوالي 56.4 مليون دولار)، فيما لا تزيد في أي محافظة أخرى على مليون جنيه (نحو 187.8 ألف دولار) في شهر رمضان.