المغرب: 2 من خلية بلعيرج حصلا منه على أسلحة للسطو على مصارف وتمويل عمليات

معتصم والمراوني أقرا للمحققين بإعجابهما بثورة الخميني.. وحرب العصابات في أميركا اللاتينية

TT

قال المصطفى معتصم، أمين عام حزب «البديل الحضاري» المغربي المحل، والمعتقل في إطار ملف خلية «بلعيرج» المشتبه في تورطها بالإرهاب، إنه انخرط في تنظيم «الشبيبة الاسلامية» الذي كان يتزعمه، عبد الكريم مطيع عام 1972، ولعب دورا مهما في استقطاب مجموعة من الطلبة الى صفوف هذا التنظيم الديني عام 1975، وأثناء ذلك تعرف على محمد المراوني، الامين العام لجمعية «الحركة من اجل الأمة» المحلة.

وأكد معتصم للمحققين الامنيين المغاربة أنه اتفق مع المراوني ومحمد الأمين الركالة، الناطق الرسمي باسم حزب «البديل الحضاري» المحل، على تأسيس تنظيم سري سمي آنذاك «الاختيار الاسلامي»، حدد له هدف واضح هو تغيير الاوضاع القائمة بالمغرب في جميع الميادين بما فيها الحقل السياسي.

واعترف معتصم لذات المحققين بأن تياره الديني عقد اجتماعا بمدينة طنجة (شمال المغرب)، صيف 1992 بحضور المراوني، والركالة، وآخرين معتقلين معه حاليا في السجن المحلي بمدينة سلا المجاورة للرباط، بينهم عبد القادر بلعيرج، زعيم الخلية، والعبادلة ماء العينين، عضو حزب العدالة والتنمية المعارض، ذي المرجعية الاسلامية.

وأشار معتصم الى أن بلعيرج وافق على فكرة جلب الأسلحة النارية من الخارج، كونه يقيم ببلجيكا، وذلك من أجل القيام بعملية سطو كبرى على المصارف والاسواق الحرة، ومتاجر الذهب والمجوهرات.

وأكد معتصم أن تياره الديني عقد لقاء آخر بمنزل المراوني بحي المحيط بالرباط، عام 1993، للتحضير لاغتيال مغاربة من ديانة يهودية، مشيراً إلى أن الذين حضروا الاجتماع تطرقوا لفكرة إنشاء جناح عسكري لحركة الاختيار الاسلامي، وأنه طلب من بلعيرج السهر على جلب الأسلحة، لتنفيذ عمليات شبيهة بما تقوم به جماعات يسارية متطرفة تنشط في أميركا اللاتينية.

ومن جهته، قال المراوني، لذات المحققين، إنه بعد تنفيذ عملية اغتيال عمر بن جلون، أحد القادة الاساسيين لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عام 1975، قرر جمع مجموعة من أعضاء الشبيبة الاسلامية، لتصحيح مسارها السياسي، حيث تقدم بوثيقة تضمنت ملاحظات حول مسألة الشورى، وكيفية اتخاذ القرارات بصفة جماعية، والتخلي عن فكرة مواجهة اليسار، وربط اتصالات بجماعات دينية كانت تنشط بدورها سريا.

وأكد المراوني أن العناصر التي كانت تنشط في حركة «الاختيار الاسلامي»، أعادت هيكلة تنظيمها، حيث تم إحداث مجلس للقيادة، رأسه معتصم، والركالة، ومجلس التنسيق الوطني، الذي لعب دورا في الإشراف على أنشطة الحركة الاسلامية بمختلف المدن المغربية، من أجل استقطاب عناصر جديدة، ونشر فكرة تغيير «النظام السياسي للدولة المغربية»، كي يصبح نظاما أشبه بالنظام الإيراني، حيث يكون لولاية الفقيه دور مركزي، وأقوى من مؤسسة إمارة المؤمنين المنصوص عليها في دستور المغرب، مبرزا أن مجلس التنسيق الوطني ضم في صفوفه عدة اشخاص بينهم الصحافي عبد الحفيظ السريتي، ومصطفى المسعودي، ولذلك أيدت حركة الاختيار الاسلامي، الثورة الايرانية.

وأوضح المراوني أن حركته تمكنت في ظرف وجيز، من استقطاب عناصر نشيطة منتصف عقد الثمانينيات من القرن الماضي، بينهم طلبة، مثل محمد الشعباوي، والمختار لقمان (معتقلان في نفس الملف)، حيث أمر المراوني، الشعباوي الانخراط في سلك الامن الوطني، لاختراق الجهاز الامني.

وأكد المراوني أن الابيض بلقاسم، الذي كان نشيطا في صفوف تنظيمه «الاختيار الاسلامي» بأوروبا، عمل على استقطاب العبادلة ماء العينين، الذي كان يدرس الصيدلة ببلجيكا، والذي طلب منه إحضار مادة مخدرة من المختبر الذي كان يعمل به، لتصفية أحد الاشخاص، مضيفا أنه طلب من السريتي، وعبد الله الرماش (معتقل في إطار نفس الملف)، وماء العينين، استهداف سيارة نقل الأموال الخاصة بمؤسسة توزيع الماء والكهرباء، «إذ اتفقوا جميعهم على خطة، تهدف الى وضع مسامير في طريق السيارة المستهدفة، وأن يقوم الرماش بمهاجمة سائق السيارة، وشل حركته من خلال استخدام مادة مخدرة».

وأضاف المراوني أن العملية باءت بالفشل، نظراً لأن ماء العنين لم يحضر المادة المخدرة، من جهة، وبسبب يقظة سائق سيارة نقل الاموال، من جهة أخرى، لذلك لم يكن له بد من اللجوء الى خدمات بلعيرج، المختص في جلب الاسلحة، وبيعها في السوق السوداء، إذ طلب من بلعيرج إحضار مسدس لتصفية بلقاسم، الذي اتضح أنه اخترق تنظيمه، ذلك أنه كان يشتغل لفائدة الاستخبارات الفرنسية.

وروى المراوني أنه في غضون عام 1993، عقد تنظيمه السري، اجتماعا مهما، حضرته جميع العناصر النشيطة في حركة «الاختيار الاسلامي»، إذ ارتدى الحاضرون أقنعة، وتداولوا في أمر التجارب الناجحة دولياً بينها التجربة الفلسطينية، والثورة الايرانية، وأيضا تجربة الجماعات الماوية النشيطة في أميركا اللاتينية، إذ تمت دراسة كتاب «طوبا ماروس»، الذي يحكي النجاح الذي حققته الجماعات اليسارية المتشددة من خلال خوضها حرب العصابات في أميركا اللاتينية، مؤكدا أنه تسلم رفقة معتصم، مسدسين مع ذخيرتهما، ومسدس كاتم الصوت، وعبوة غاز مشلة للحركة بداخل كيس بلاستيكي.

وأقر المراوني أنه استمع الى عرض حول كيفية صناعة المتفجرات من خلال مواد كيماوية بسيطة، وتم التخطيط لسرقة مصارف مغربية، ومتاجر كبرى، قصد تمويل العمليات الإرهابية، إذ لم تنجح عملية اغتيال بابي إزنكوط، الذي اصيب برصاصتين، في كتفه، مشيراً إلى أنه أمام الفشل الذريع الذي أصيب به تنظيمه السري، قرر إحداث حزب «الحركة من أجل الأمة» عام 2005.