تباينت رؤى الخبراء والمحللين السياسيين المتابعين للحركات الإسلامية حول الكلمة المتلفزة للدكتور أيمن الظواهري ـ الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة»، والتي بثتها فضائية «الجزيرة» أول من أمس، وتحدث فيها الظواهري باللغة الانجليزية، على عكس عادته، ليعيد إلى الأذهان مرافعته الشهيرة باللغة الانجليزية أمام المحاكم المصرية مطلع الثمانينات في قضية الجهاد الكبرى التي أعقبت مقتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات.. الظواهري دعا في رسالته أول من أمس إلى الجهاد في باكستان.
وبينما اعتبر ضياء رشوان، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية (متخصص في شؤون الجماعات الأصولية)، كلمة الظواهري «طبيعية من حيث زمانها ومكانها».. وذلك بالنظر إلى أحاديث الظواهري الشهرية، يرى ممدوح إسماعيل محامي الجماعات الإسلامية بمصر أن «حرص الظواهري على الحديث الآن يرد على شائعة موته في الغارة الأخيرة، على الحدود الباكستانية الأفغانية واستهدفت أبو خباب». لكن فؤاد علام الخبير الأمني، الوكيل الأسبق لجهاز مباحث أمن الدولة في لمصر، يعتقد أن «الظواهري قيادي في تنظيم وهمي»، جازماً بأن «تنظيم القاعدة غير موجود الآن»، مبرراً ظهوره (الظواهري) برغبته في تأكيد دوره مسبقاً في إسقاط الرئيس الباكستاني برويز مشرف، حال سقوطه.
وقال رشوان «رسالة الظواهري في ذلك التوقيت تأتي متوافقة مع تكتيكات ظهوره الإعلامي التي تتكرر مرة واحدة كل شهر تقريبا، فخلال العام الماضي ظهر ما يقرب من 10 مرات.. وإن أضفت إشاعة إصابته أو مقتله التي روجتها شبكة CBSالأميركية أهمية خاصة على رسالته الأخيرة».
وعن استخدامه اللغة الإنجليزية لأول مرة في رسائله للرأي العام لفت رشوان إلى أن ذلك يأتي ضمن إستراتيجية «التنويع الإعلامي» التي يحرص عليها على الدوام، ومن جانبه يرى ممدوح إسماعيل، محامي الجماعات الإسلامية، أن «الرسالة تأتي بمثابة إثبات للذات من قبل تنظيم القاعدة بعد الضربات الموجعة التي تلقاها أخيرا ومنها مقتل أبو خباب وتسببت في إضعاف التنظيم بشكل كبير».
ولفت إسماعيل إلى أن الظواهري استخدم اللغة الإنجليزية لأنه يريد إرسال اشارة سريعة للشعب الباكستاني منتهزا فرصة تضييق الخناق على مشرف «في وقت عاجل لا يحتمل ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية أو الإنجليزية التي يفهما أغلب الباكستانيين». وكشف إسماعيل عن أن استخدام الظواهري للإنجليزية في مخاطبة الرأي العام «لم يكن أول مرة، فقد تحدث مطولا بالإنجليزية أثناء محاكمته في قضية تنظيم الجهاد عام 1981 عقب اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات».