بوش للرئيس الصيني: إذا كانت لديك علاقات مع البشير فكر في المساعدة لحل أزمة دارفور

حزب الترابي ينفي اتهامات الحكومة له.. ويقول إنها محاولة للتغطية على أخطائها في الإقليم

TT

حث الرئيس الأميركي جورج بوش أمس الصين على استخدام نفوذها مع الحكومة السودانية للمساعدة في حل الأزمة الإنسانية التي يشهدها إقليم دارفور.

وقال بوش في تصريحات ل«إن.بي.سي» في بكين إنه ينبغي للزعماء الصينيين الاستفادة من علاقاتهم مع الرئيس السوداني عمر البشير في حل أزمة دارفور.

وأضاف بوش: «موقفي هو: إذا كانت لديك علاقات مع السيد البشير، فكر في إمكانية المساعدة في حل الأزمة الإنسانية في دارفور».

وأوضح أن «هذه كانت رسالتي إلى الحكومة الصينية»، وذلك في إشارة منه إلى المحادثات التي أجراها أمس مع الرئيس هو جينتاو وزعماء صينيين آخرين.

وأعرب الرئيس الأميركي عن أسفه من سحب السلطات الصينية تأشيرة دخول كانت منحتها إلى الأميركي جوي شيك الحاصل على ميدالية أولمبية في التزلج السريع، والذي كان يعتزم السفر إلى بكين خلال دورة الألعاب الأولمبية لجذب الانتباه إلى أزمة دارفور.

وتعتبر الصين من كبار المستثمرين في صناعة النفط هناك وتقدم للخرطوم صفقات سلاح كبيرة، وهي من النقاط التي يوجه المجتمع الدولي فيها النقد لبكين في الوقت الذي تسلطت فيه أعين العالم عليها اثناء استضافتها للدورة الاولمبية.

وشجب الرئيس الأميركي حكومة السودان لسياستها في اقليم دارفور حيث تسبب الصراع في قتل 200 ألف شخص وتشريد 2.5 مليون منذ ان حمل المتمردون السلاح ضد حكومة الخرطوم عام 2003. ووصف بوش ما حدث بأنه ابادة جماعية وهو ما تنفيه حكومة السودان كما يحجم المجتمع الدولي عن استخدام هذا التعبير.

وحرص بوش خلال زيارته للصين التي استمرت اربعة ايام على اتخاذ موقف متوازن امتدح فيه الصين في عدد من القضايا وفي الوقت نفسه حثها على تحسين سجلها في حقوق الإنسان الذي يتعرض لانتقادات دولية.

ومن جهته، قال الرئيس السوداني، عمر البشير، إن «ادعاءات» المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو ـ أوكامبو، أسهمت في توحيد الصف الداخلي بصورة كبيرة لم يشهدها السودان من قبل.

وواصل البشير تفنيد اتهامات أوكامبو، مشيراً إلى أنها دعاوى باطلة هدفت إلى زعزعة استقرار وأمن السودان وإيقاف مسيرة التنمية التي يشهدها حالياً. وشدد البشير على أن «الابتلاءات التي يتعرض لها السودان لن تزيده إلا قوة في المضي قدماً» وفق الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية السودانية.

وتابع الرئيس السوداني قائلاً إن مشكلة دارفور هي إحدى حلقات التآمر ضد السودان بسبب رفضه الهيمنة الاستعمارية، متهماً الإعلام  الغربي، المدعوم من جماعات الضغط، بالعمل على تشويه صورة السودان بدعاوى التطهير العرقي والإبادة الجماعية في الإقليم الغربي، وفق الموقع.

ومن جهته، نفى حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض الذي يقوده حسن الترابي, اتهامات علي عثمان طه نائب رئيس الجمهورية له بإشعال نيران الحرب في دارفور، غرب البلاد، واصفا تلك التصريحات بأنها محاولة من الحكومة لتغطية أخطائها في الإقليم.

وقال الأمين السياسي للحزب، كمال عمر، إن الحكومة تحاول صرف الأنظار عما يواجهها من ملاحقات من المحكمة الجنائية الدولية. وأضاف عمر في تصريحات للجزيرة أن خطاب طه، جاء مخالفا لدعوة الرئيس عمر حسن البشير الذي ينادي بتحقيق إجماع الصف الوطني.

وجاء هذا الموقف بعد تصريحات لنائب الرئيس في ختام أعمال المؤتمر العام للحركة الإسلامية بشقها المؤيد للحكومة، قال فيها إن بعض الحركات المتمردة تعمل تحت إمرة المؤتمر الشعبي بزعامة الدكتور الترابي.

وندد طه بطلب المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية توقيف الرئيس البشير، باعتبار أن ذلك لا يستهدف إحقاق الحق في دارفور «وإنما هو هجمة على التجربة السودانية بأكملها».

كما أشار إلى أن أطرافا في الغرب لا تريد أن ترى تجربة السودان الذي يحاول أن يصوغ «تجربة خاصة وفق قناعاته الداخلية».

وذكر نائب الرئيس الذي يشغل كذلك منصب الأمين العام للحركة الإسلامية ـ جناح الحكومة، أن مؤتمرها السابع سعى لتحقيق الوحدة الداخلية والاتصال بالخارج لإيجاد جبهة مقاومة وصمود في وجه الهجوم على السودان.