نصف وزراء الحكومة يؤيدون فكرة الإفراج عن البرغوثي

شخصيات ليبرالية إسرائيلية تحاول إقناع أولمرت بضرورة إطلاقه قبل رحيله

TT

جددت مجموعة من الشخصيات اليهودية الليبرالية في اسرائيل الحملة لاطلاق سراح الأسير الفلسطيني، مروان البرغوثي، بدعوى انه أهم وأفضل شخصية لوراثة الرئيس الفلسطيني الحالي، محمود عباس (أبو مازن)، في المستقبل. وتوجهوا الى رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، بالمطالبة أن يتخذ القرار الشجاع بهذا الشأن في أسرع وقت ممكن.

ويأتي تجدد هذه الحملة بسبب الشعور السائد في اسرائيل بانه بعد مغادرة أولمرت مقر رئاسة الحكومة، سيكون من الصعب على أي رئيس حكومة ان يتخذ قرارات جريئة في الموضوع الفلسطيني. فإذا أقام حزب «كديما» حكومة جديدة، سيتصرف قائده الجديد بحذر جديد وسيكون همهم الأساسي ترميم شعبية الحزب بعدما أصابه من انهيار شعبية في عهد أولمرت. ولن يقدم على خطوات بعيدة المدى مثل اطلاق البرغوثي. وإذا شكلت الحكومة تسيبي ليفني، فستكون أضعف من أن تتخذ قرارا في هذا الموضوع. وإذا فاز برئاسة الحزب شاؤول موفاز، فإن من الصعب عليه أن يتغلب على مواقفه اليمينية.

لذلك، يرون ان اولمرت هو القائد الاسرائيلي الوحيد القادر على اتخاذ قرار شجاع كهذا، وسيكون عليه ان يتخذه على الفور حتى ينفذ في عهده. وحسب مصدر مقرب لهذه المجموعة فإنهم اتصلوا مع الوزراء في حكومة أولمرت الحالية، فردا فردا، وتبين لهم أن نصفهم يؤيدون بحماس اطلاق سراح البرغوثي. وان هناك أكثر من وزيرين يترددون ومن الممكن أن يغيروا رأيهم لصالح القرار إذا وافق أولمرت. وقالت إحدى هذه الشخصيات، في حديث مع «الشرق الأوسط»، انه ورفاقه يطلقون هذه المبادرة اليوم، من منطلق رؤية المصلحة المشتركة للفلسطينيين وللاسرائيليين المعنيين بعملية السلام. وأضاف ان عددا من رفاقه في هذه المبادرة التقوا البرغوثي في سجنه وطلبوا منه أن يقول لهم بصراحة ما الذي يفكر فيه وانه تعامل معهم بمنتهى الصراحة وقال لهم انه يريد سلاما على أساس دولتين للشعبين في حدود 1967 شرط أن تكون القدس الشرقية عاصمة فلسطين وانه يريد التوصل الى تسوية مع اسرائيل من خلال التحالف مع من يؤيد هذه الفكرة من حركة حماس وانه يرفض ان يكون أداة لقمع حماس كما يتمنى البعض ويريد التوصل الى اتفاق وحدة وطنية معها، باعتبارها حركة وطنية ذات وزن جماهيري.

وأضاف الرجل، وهو ضابط أمن كبير سابق في اسرائيل، ان صراحة البرغوثي يجب أن تقابل بالاحترام حتى لو كانت مزعجة للاسرائيليين، وذلك لأنه لا يخدع أحدا. واسرائيل تحتاج الى قائد فلسطيني قوي، صاحب رأي وفكرة وذي شعبية واسعة ورصيد لدى شعبه ويحمل رأيا مبدئيا بضرورة السلام مع اسرائيل، وهذه الصفات لا تتوفر في قائد فلسطيني آخر سوى البرغوثي. لذلك، فمن غير المعقول ان تظل اسرائيل عالقة في حسابات سياسية آنية ضيقة، وعليها أن تبدأ التفكير في عصر ما بعد أبو مازن بشكل معمق. فما يجري في السلطة الفلسطينية يؤثر مباشرة على اسرائيل. ولفت الرجل النظر الى اليأس الذي أخذ يدب في صفوف قيادة «فتح» الحالية من التفاوض مع اسرائيل، على أثر تعثر المسيرة السلمية وتراخي موقف الادارة الأميركية. وقال: «لقد بدأت تسمع آراء مزعجة حتى في محيط الرئيس الفلسطيني تجاه المفاوضات مع اسرائيل، تتمثل في اتهامه بالاعتدال الزائد. وعلينا أن لا نستخف بتصريحات رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض أبو علاء (أحمد قريع)، في انه قد ينشأ وضع يجعلهم يعودون الى طرح فكرة الدولة الواحدة للشعبين. فهذه الفكرة ناجمة عن اليأس وهي تلقي رواجا شديدا في صفوف الفلسطينيين اليوم. والأنكى من ذلك انها بدأت تجد آذانا صاغية جدا في أوروبا. فهناك لا يفهمون المشكلة اليهودية الديمغرافية ويريدون التخلص بأي ثمن من الصراع الاسرائيلي الفلسطيني الذي أتعبهم وبات يهدد مصالهحم، ولا يهمهم بالتالي سوى مصالحهم. لهذا فإن المصلحة الاسرائيلية تقتضي اتخاذ قرارات جريئة تتلاءم والرؤيا الاستراتيجية لمستقبل اسرائيل».