جيبوتي تحث المجتمع الدولي على إغاثتها فوراً لمواجهة الجفاف وارتفاع أسعار المواد الغذائية

برنامج الغذاء العالمي: 54% من سكان البلاد بحاجة ماسة لمساعدات طارئة

TT

قال مسؤولون في العاصمة الجيبوتية لـ«الشرق الأوسط» أمس إنها تشهد تدفقا كبيرا للنازحين من القرى والأرياف في المديريات الداخلية والبلدان المجاورة، والذين تضرروا بفعل الجفاف الذي تعيشه البلاد منذ بضعة أسابيع. وأوضح هؤلاء أن مجموعة من النازحين يبلغ عددهم نحو 600 شخص؛ ومعظمهم من النساء والأطفال والمسنين تظاهروا لمطالبة السلطات الجيبوتية بتقديم يد العون لهم بعدما تقطعت بهم السبل بسبب كارثة الجفاف. وتقول الحكومة الجيبوتية إنها تواجه صعوبات جمة في تلبية مطالب هؤلاء النازحين وناشدت المجتمع الدولي الإسراع بتقديم مساعدات مالية إليها على الفور لمواجهة تداعيات الأزمة الإنسانية الناجمة عن الجفاف وارتفاع أسعار المواد الغذائية. وتقدر الحكومة الجيبوتية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والوكالات الأممية، المساعدة المطلوبة لتلبية احتياجات السكان المتضررين من الجفاف بنحو 32 مليون دولار.

ووفقا لما أبلغه محمود علي يوسف وزير الخارجية الجيبوتي لـ«الشرق الأوسط»، فإن هذه المساعدة ستخصص لتحسين الوضع الغذائي للاجئين، وتعزيز استقرار مجموعات السكان من البدو الرحل والسيطرة على الأوضاع المتصلة بالصحة الحيوانية. وتعزيز النظام الصحي اللازم لمواجهة حالات الطوارئ على المستويين الوطني والإقليمي، فضلا عن حماية المهاجرين من البلدان المجاورة الذين سيستفيدون من الحصول على المساعدة الطبية. وأضاف أن «جميع التقييمات المشتركة التي قامت بها الحكومة الجيبوتية ووكالات الأمم المتحدة في المناطق الريفية من البلاد كشفت عن كارثة حقيقية تتمثل في نفوق أعداد كبيرة من الماشية، ومعدلات عالية لسوء التغذية، وارتفاع نسبة الفقر المدقع من 42 % إلى 54 % من السكان، وفقا لتقديرات البنك الدولي». ولاحظ يوسف أن السكان الفقراء في المناطق الحضرية يعانون بشدة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، مما أجبر الكثير من الأسر على خفض عدد الوجبات إلى واحدة أو اثنتين في اليوم. وكانت شبكة نظام الإنذار المبكر ضد المجاعة قد حذرت أخيراً من خطورة الأوضاع الناجمة عن كارثة الجفاف في جمهورية جيبوتي. وجاء في تقرير للشبكة أن الجفاف الطويل وارتفاع أسعار المواد الغذائية والكيروسين أديا إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في البلاد. ونقلت عن ماركوس بريور، المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي في شرق أفريقيا ووسطها قوله «أدى الجفاف الذي تعانيه جيبوتي منذ عام 2003 إلى نقص المراعي وخسائر جسيمة في الثروة الحيوانية، حيث قضى على 40 ـ 70% منها في أجزاء مختلفة من البلد».

وتوقعت شبكة نظام الإنذار المبكر ضد المجاعة بأن ما مجموعه 341000 شخص يمثلون نحو 54% من سكان البلاد سيكونون بحاجة ماسة لمساعدات غذائية طارئة وإمدادات المياه بحلول نهاية أغسطس (آب) الحالي. وكان برنامج الغذاء العالمي قد قدر في وقت سابق عدد الأشخاص الذين هم في حاجة للمساعدات الغذائية في مدينة جيبوتي وحدها بنحو 55 ألف شخص.