مقديشو: حركة الشباب تعلن مقتل 36 وجرح العشرات من القوات الإثيوبية

زيناوي يستدعي قادته الأمنيين والعسكريين بعد إخفاقهم في احتواء الخلاف الصومالي

الرئيس الصومالي يتحدث إلى الصحافة بالقصر الرئاسي في مقديشو أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلنت حركة الشباب المجاهدين المناوئة للرئيس الانتقالي عبد الله يوسف، أنها قتلت 36 جنديا إثيوبيا وجرحت عشرات آخرين في سلسلة عمليات ناجحة شنتها ضد القوات الإثيوبية الموجودة في الصومال منذ عام 2006.

وقالت الحركة في بيان لـ«الشرق الأوسط» عبر البريد الالكتروني، أنها نصبت ليلة أول من أمس كمينا محكما لقافلة تابعة للقوات الإثيوبية عند نقطة الكلم 13 في الضاحية الشمالية للعاصمة مقديشو، مشيرة إلى أن ما وصفته بالاشتباك العنيف قد أدى إلى إحراق عربتي أورال بالكامل ومصرع ثلاثين من هذه القوات بالإضافة إلى عشرات الجرحى.

وكانت نفس الحركة قد أعلنت في بيان نشره موقع محسوب على تنظيم القاعدة أمس مسؤوليتها عن مصرع ستة جنود إثيوبيين من جراء تفجير لغم أرضي على قافلة راجلة تابعة للقوات الإثيوبية في قرية ونلوين ضمن إقليم شابيلا السفلي.

ولم ترد أية تأكيدات رسمية من القوات الصومالية الحكومية أو القوات الإثيوبية لهذه الأرقام التي تشير مبدئيا إلى تصاعد خسائر الجيش الإثيوبي في الصومال بعد نحو 16 شهرا من وجوده في البلاد بطلب من الرئيس الانتقالي عبد الله يوسف.

وتزعم حركة الشباب أنها تسيطر سيطرة كاملة على مناطق جنوب ووسط الصومال في ظل غياب تام للسلطة الهشة التي يقودها يوسف.

إلى ذلك، أعرب مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي عن قلقه العميق للصعوبات التي تواجهها الحكومة الاتحادية الانتقالية في الصومال، مشيرا إلى استقالة عدد من الوزراء وتأثير ذلك على جهود السلام والمصالحة الجارية.

وما يزال الصراع السياسي محتدما بين الرئيس عبد الله يوسف ورئيس حكومته بعد استقالة 12 وزيرا يمثلون ثلثي الحكومة المكونة أساسا من 18 عضوا فقط.

ورفض رئيس الوزراء الصومالي نور عدي التنحي عن منصبه على الرغم من تصاعد الدعوات البرلمانية والحكومية لإجباره على الاستقالة، بينما لم يسفر لقاء مقتضب عقده مؤخرا مع يوسف عن أي تسوية سلمية لهذه الأزمة التي تكاد أن تعصف بالسلطة الانتقالية التي تم تشكيلها عقب مفاوضات ماراثونية دامت عامين في العاصمة الكينية نيروبي عام 2003.

وقالت مصادر صومالية لـ«الشرق الأوسط» إن رئيس الوزراء الإثيوبي ميلس زيناوي قد استدعي إلى أديس أبابا بشكل مفاجئ الجنرال بقرى هيراد قائد القوات الإثيوبية بالإضافة إلى المسؤول عن المخابرات الإثيوبية في الصومال بعد الأنباء التي تحدثت عن فشلهما في احتواء الخلافات بين يوسف وعدي.

ولفتت المصادر إلى أن هذا الاستدعاء المفاجئ يعكس انهيار الوساطة الإثيوبية بين الطرفين، فيما لا يزال البرلمان منقسما على نفسه في هذا الصدد.

وناشد مجلس السلم والأمن في بيان أصدره أول من أمس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا فى ختام اجتماعه الـ146، القادة الصوماليين إظهار وحدة الهدف واتخاذ كل الإجراءات المطلوبة لتعزيز تماسك المؤسسات الاتحادية الانتقالية.

وبعدما أدان المجلس الهجمات التي تقوم بها عناصر مسلحة ضد قوات «أميسوم» وعمال الإغاثة، اعتبر إن جميع كل أعمال العنف تستهدف تقويض العملية الحالية في الصومال ونشر عدم الاستقرار في الإقليم بأسره.