صنعاء: تفكيك خلية لـ«القاعدة» كانت تخطط لعمليات في اليمن وخارجه

الأمن اليمني يؤكد مقتل قائدها والعثور على أسلحة ووثائق ومخططات

TT

اعلنت وزارة الدفاع اليمنية أمس تفكيك خلية تابعة لتنظيم القاعدة ومقتل قائدها حمزة سالم القعيطي الذي قالت انه احد ابرز قادة تنظيم القاعدة في اليمن مع اربعة من رفاقه، في اشتباكات مع قوات الامن أول من امس في مدينة تريم في محافظة حضرموت (شرق).

وذكرت مصادر امنية على موقع الوزارة الالكتروني الاخباري، ان الخلية التي كانت تطاردها قوات الامن في تريم (800 كلم شرق صنعاء) «كانت تعتزم تنفيذ هجمات ارهابية مفخخة داخل اليمن وخارجه». واضاف الموقع انه تم ضبط اسلحة مختلفة ومعدات ومتفجرات مخصصة لتفخيخ السيارات و«مجموعة من الوثائق والمعلومات والمخططات الخطيرة التي لا تستهدف اليمن فحسب وانما تستهدف المنطقة بشكل عام».

وذكر الموقع ان قوات الامن عثرت على «جوازات سفر صادرة من بعض الدول العربية وكذلك جواز سفر باسم احمد عمر سعيد المشجري منفذ الهجوم الارهابي الذي استهدف بسيارة مفخخة المجمع الامني في سيئون في حضرموت خلال الشهر المنصرم» وجوازي سفر لشخصين يحملان الجنسية السعودية. وأسفر هذا الهجوم عن مقتل احد عناصر الامن.

وقال مصدر مسؤول في محافظة حضرموت إن جهاز الأمن عثر على معلومات وكميات من الاسلحة والمتفجرات في المنزل الذي كان يوجد فيه عناصر خلية القاعدة، وشهد قتالا عنيفا بين هذه الخلية وقوات الأمن، في مدينة تريم بمحافظة حضرموت أول من أمس. وقال المصدر إن الامن عثر بداخل المنزل الذي تحصن فيه الارهابيون من تنظيم القاعدة على 40 كيسا من مادة البارود المتفجرة وكميات من مادة تي ان تي شديدة الانفجار وورشة لحام لتجهيز السيارات المفخخة ووثائق مهمة بضمنها 3 جوازات سفر باسم أحمد سعيد عمر المشجري الذي نفذ الهجوم الانتحاري على معسكر الأمن العام بمدينة سيؤون في الـ25 من يوليو (تموز) الماضي وجوازي سفر آخرين سعوديين أحدهما باسم وليد بن راضي بن سميليل وجواز السفر الاخر يحمل اسم بداح بن مقحص بن بداح القحطاني.

كما عثرت أجهزة الأمن على عدد من اسطوانات الغاز كانت مهيأة للتفجير وكمية من القنابل والأسلحة والذخائر وأجهزة كومبيوتر ومجموعة من الوثائق والمخططات الخطيرة.

وأشارت المعلومات التي أصبحت بحوزة الأمن اليمني إلى أن مجموعة تريم من تنظيم القاعدة التي قتل من أعضائها 5 عناصر كان لها علاقة بالحوادث والأعمال الارهابية التي وقعت في عدد من المناطق والأماكن المهمة في العاصمة صنعاء وعدن وحضرموت منها ذلك الهجوم الانتحاري على معسكر الأمن المركزي والأمن العام بسيئون والهجوم الانتحاري الذي وقع في ميناء الضبة لتصدير النفط في حضرموت في منتصف سبتمبر (أيلول) من عام 2006 ومدرسة 7 يوليو الذي استهدف منفذوه السفارة الأميركية بصنعاء المجاورة لتلك المدرسة.

وذكرت مصادر أمنية إن من بين القتلى من تنظيم القاعدة بمعركة تريم المقاتيل بحضرموت حمزة سالم القعيطي أحد القياديين من تنظيم القاعدة الذين فروا من سجن الأمن السياسي بصنعاء في منتصف فبراير (شباط) من العام 2006 ضمن ما عرف بقائمة الـ23 حيث قتل من تلك المجموعة في معارك واشتباكات مع الامن اليمني 5 عناصر بينما سلم 15 فارا أنفسهم للأمن اليمني، بينما لا يزال 3 قياديين من تنظيم القاعدة طليقين من قبضة أجهزة الأمن وهم: ناصر عبد الكريم عبد الله الوحيشي، 30 عاما، وينتمي إلى قرية مرتعة بمحافظة البيضاء ويعتقد بقيادته لتنظيم القاعدة في اليمن وقاسم يحيى الريمي (29 عاما) وهو من قرية جدر بأمانة العاصمة صنعاء ومحمد سعيد العمدة من حارة المستشفى الجمهوري بمدينة تعز. وأكدت المصادر الامنية بمحافظة حضرموت مقتل 5 من تنظيم القاعدة وجنديين أمنيين وجرح في هذه المواجهات العنيفة أركان حرب قوات الأمن المركزي بمينة تريم العقيد الركن صالح الخياطي.

وقالت سلطات الأمن اليمنية إن الوثائق والمخططات التي وصفت بالخطيرة والتي تم العثور عليها في المنزل الذي كانت تتخذه عناصر «القاعدة» مقراً للتخطيط والتجهيز لعملياتها، بينت أن خلية التنظيم كانت تخطط لمزيد من العمليات الإرهابية في اليمن ودول اخرى، مشيرة إلى أنها تستهدف المنطقة بشكل عام والى ان تلك الخلية مسؤولة عن استهداف السفارتين الأميركية والايطالية في صنعاء قبل أشهر بقذائف صاروخية وعن عدد آخر من العمليات الإرهابية التي شهدها اليمن أخيراً.

إلى ذلك، دعت الحكومة اليمنية مواطنيها في جميع المحافظات إلى المزيد من اليقظة والى التعاون مع أجهزة الأمن لملاحقة «العناصر الخارجة عن القانون وصولا إلى إلقاء القبض عليها». واعتبر مجلس الوزراء اليمني في اجتماعه الأسبوعي المنعقد أمس أن هذه العمليات الإرهابية تهدف إلى التأثير السلبي على عملية التنمية والاستثمار في البلاد.

وكانت قوات أمن يمنية اشتبكت بعد ظهر أمس الأول مع مسلحين في أحد أحياء مدينة تريم بمحافظة حضرموت، وذلك عندما داهمت هذه القوات وفي ضوء معلومات أمنية منزلا يشتبه في استخدامه من قبل عناصر مطلوبة امنياً. وعندما وصلت قوات الأمن إلى المنزل، بادرها المسلحون بإطلاق القنابل والرصاص. وتوسع الأمر إلى اشتباكات أسفرت عن مقتل جنديين وخمسة من المطلوبين واعتقال اثنين آخرين، إضافة إلى إصابة خمسة من رجال الأمن، بينهم ضابط كبير برتبة عقيد ركن.

يذكر أن محافظة حضرموت شهدت خلال الأشهر القليلة الماضية أعمالا إرهابية كشفت عن نشاط واسع النطاق لتنظيم «القاعدة».