مقتل «أبو سعيد المصري» الرجل الثالث في «القاعدة» في اشتباكات على الحدود الأفغانية

محامي الإسلاميين بمصر: «أبو اليزيد» مزق جوازه وغير اسمه وغادر مصر قبل 20 عاما

TT

أكد مسؤول أمني باكستاني أمس ان القوات الباكستانية قتلت أخيرا، قائدا كبيرا في تنظيم القاعدة خلال اشتباكات وقعت في منطقة باجور قرب حدود افغانستان. وأكد المسؤول مقتل مصطفى ابو اليزيد، الملقب بـ«أبو سعيد المصري» ويعتقد انه الرجل الثالث في التنظيم بعد مقتل عدد كبير من قادة القاعدة خلال السنوات الماضية. الا ان متحدثا باسم حركة طالبان الباكستانية المتحالفة مع تنظيم القاعدة نفت مقتل اي مسلح اجنبي. وقال مولوي عمر، المتحدث باسم حركة طالبان باكستان «اخالف بشدة التقارير بان ابو سعيد المصري قتل في باجور، حيث لا يوجد اجانب». ويعد المصري أكبر عضو في القاعدة يقتل في منطقة الحزام القبلي في باكستان منذ موت مواطنه أبو خباب المصري وهو خبير اسلحة كيماوية وبيولوجية في تنظيم القاعدة الشهر الماضي. وحسب مصادر أمنية فان أبو اليزيد قائد لعمليات القاعدة في افغانستان، وهو مصري الجنسية سجن لفترة مع ايمن الظواهري الرجل الثاني في القاعدة بعد اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1981. وكان يشار اليه على انه ثالث اكبر شخصية في القاعدة بعد القضاء على او اعتقال خمسة شغلوا المركز الثالث في التنظيم منذ عام 2001. وكان أبو اليزيد قد أجرى حديثا نادرا مع تلفزيون «جيو» الباكستاني الخاص أذيع الشهر الماضي قال فيه ان المفجر الانتحاري الذي نفذ هجوما على السفارة الدنماركية في اسلام اباد في يونيو (حزيران) جاء من مدينة مكة السعودية. وصرح محمود شاه وهو قائد امن سابق لمنطقة البشتون القبلية في شمال غربي باكستان لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن المصري وأبو اليزيد شخص واحد فيما يبدو وأن وفاته سيكون لها أثر على أعمال العنف في أفغانستان وباكستان. وقال شاه «هذه شخصية مهمة أخرى تذهب. سيكون لذلك أثره». وأضاف «القاعدة هي الآلة المحركة الرئيسية وراء أعمال العنف المسلحة في أفغانستان وباكستان. ومقاتلو طالبان والشيشان والاوزبك هم جنود ميدانيون ووقود للمعارك ولكن الآلة الحقيقية هي القاعدة».

من جهته نفى محامي الإسلاميين بمصر، ممدوح إسماعيل، أن يكون الرجل الثالث في تنظيم القاعدة، الذي قُتل باشتباكات وقعت أخيراً قرب الحدود الباكستانية الأفغانية، مصطفى أبو اليزيد، من المدانين أو المتهمين في قضية اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات عام 1981، قائلاً إن «أبو اليزيد»، الذي يلقبه البعض باسم «أبو سعيد المصري»، سافر قبل 20 عاماً لأفغانستان ضمن مئات من مصريين مزقوا جوازات سفرهم وغيروا أسماءهم، ولا يمكن التعرف عليهم حتى في بلدانهم الأصلية، إلا بصعوبة بالغة، بسبب ستار السرية الذي يفرضونه على أنفسهم منذ زمن طويل. وقال إسماعيل لـ «الشرق الأوسط» أمس إنه توجد معلومة خاطئة تتردد في وسائل الإعلام الآن، وهي أن «أبو اليزيد» كان متهماً في قضية الجهاد.. «هو لم يكن متهماً فيها مطلقاً، ولم يرد اسمه فيها، لكن من الممكن أن يكون اعتقل في ذلك الوقت، لأن حملة الاعتقالات في عام 1981 ضمت الآلاف.. وجود اسمه على لائحة اتهام في قضية الجهاد غير صحيح مطلقاً». وقال «إسماعيل» إن مصطفى أبو اليزيد، الذي يلقب أيضاً باسم «أبو سعيد المصري»، والذي وصفته لجنة التحقيق الأميركية في أحداث 11 سبتمبر، بأنه «كبير المديرين الماليين» بالقاعدة، يعتبر «من الجيل الذي سافر ضمن مجموعات كبيرة لأفغانستان، واعتمدت على السرية، وغير معروفة، لأنها لم تشارك في أحداث عنف أو (في) تنظيمات أو غيره مما حدث في مصر (في العقدين الأخيرين من القرن الماضي)، وبالتالي سيظل كل يوم يظهر أسماء جديدة بهذه الطريقة.. مثل هؤلاء غير معروفين مطلقاً على ساحة التنظيمات بمصر.. مصطفى أبو اليزيد كان من هذه النوع، وكذلك أبو خباب المصري الذي قتل من قبله». وأوضح «إسماعيل» ان بعض المصريين الموجودين في تنظيم القاعدة هناك (على الحدود الباكستانية الأفغانية) انخرطوا رغم أنفهم في المعارك والمشاكل المتنامية بين حكومات تلك الدول ومواطنيها، وأن شقاً آخر موجود هناك بإرادته، وبخاصة من أصاحب الرؤى المؤيدة للانخراط في هذا (العنف). وعما إذا كان هناك من يرى أنه يسير في الطريق الخطأ، ويريد الخلاص من الظروف التي وجد نفسه فيها، ويرغب في تسوية مشاكله القانونية والقضائية، وطي صفحة الماضي بالعودة إلى بلاده، قال «إسماعيل»: أعتقد أن مصر ليست معنية بهذا الأمر، ولا توجد أحداث مباشرة ارتكبوها ضد مصر، و«بالتالي مصر من الناحية القانونية والناحية الأمنية، غير معنية بهم إطلاقاً، ثم إن كثيرا من هؤلاء انقطعت صلتهم بمصر تماماً، من حيث الانتماء والجنسية، عديد منهم ذابوا في شخصية وجنسية وجغرافيا أخرى، هذه مسألة مهمة.. حين تنظر لصورة أبو سعيد المصري، تجد صورة رجل أفغاني». وفي ما يتعلق بمدى تأثير أولئك المصريين المنخرطين في تنظيم القاعدة من المعروفين، مثل الدكتور أيمن الظواهري، وغير المعروفين الذين تظهر أسماؤهم فجأة بين حين وآخر، على وضع التيارات الدينية بمصر، مثل تحريضهم للجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد ضد المراجعات التي تخلتا فيها عن العنف تجاه الدولة، قلل ممدوح إسماعيل من قدرتهم على التأثير على أي من التيارات داخل مصر، بقوله «أنا شخصياً مقتنع أنه ليس لهم قوة تنظيمية تستطيع أن تؤدي عملاً داخل مصر.. أصبح كل ما يسمع في الإعلام خطابا بصوت مرتفع.. (خطابا) مزعجا فقط»، لكنه أضاف أن المصريين الموجودين هناك (في تنظيم القاعدة على الحدود الباكستانية الأفغانية) مثل أيمن الظواهري، ومن معه، ولهم مواقف معادية من المراجعات، والحكومة المصرية، لا يوجد تكييف لطريقة لملاحقتهم أو إعادتهم أو شيء من هذا القبيل، المشكلة تكمن في هذا الأمر الذي يخضع لتقدير السلطة المصرية، ورؤية المعلومات والتقارير لديها، وهو: ماذا ستستفيد مصر من عودتهم، و(وما إذا كانوا مطلوبين من) أميركا.. الأفضل، من وجهة نظري هو أن تتركهم مصر وشأنهم لتستريح بعيداً عنهم»، مشيراً إلى أن هناك «موضوعات (تتعلق بأعضاء بتنظيم القاعدة) خرجت عن نطاق الإقليمية، وترجيح الرأي فيها ليس بالمسألة البسيطة والسهلة».

من جانبها قالت مصادر أصولية مصرية في اتصال بـ «الشرق الأوسط» أمس إن مصطفى أحمد محمد عثمان أبو اليزيد، الذي حاز ثقة زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، أدار في السنوات الأخيرة، ولفترة، أموالاً تخص التنظيم وعملياته في بعض المناطق من العالم.