القضاء الأميركي: طبيب سيعاين باكستانية متهمة بالارتباط بـ«القاعدة»

مقتل 13 شخصاً على الأقل في اعتداء استهدف الجيشَ بالمناطق القبلية

موقع انفجار وقع في بيشاور بباكستان أمس (ا ب ا)
TT

امر القضاء الاميركي بان يعاين طبيبٌ باكستانية متخصصة بالجهاز العصبي، يشتبه بعلاقاتها مع «القاعدة»، جُرِحتْ في الصدر غداة اعتقالها بأفغانستان منتصف يوليو (تموز) الماضي. وتمثل عافية صديقي، 36 عاما، منذ الخامس من الشهر الجاري أمام محكمة بنيويورك بتهمة الاعتداء ومحاولة قتل مسؤولين عسكريين اميركيين.

وكانت الشرطة الافغانية قد اعتقلتها بولاية غزنى. وفي اليوم الذي أعقب توقيفها عندما زارها مسؤولون عسكريون اميركيون في مكان اعتقالها، أطلقت رصاصتين من مسدس بدون ان تصيب احداً. لكن احد المسؤولين العسكريين اطلق النار على صديقي فأصابها في الصدر. وأمر قاضٍ بان «يعاين طبيب المتهمة خلال 24 ساعة». وسيقرر الطبيب ما اذا يمكن لصديقي البقاء في السجن او يجب نقلها الى المستشفى. ومثلت صديقي وهي أم لثلاثة اولاد، الاثنين، أمام المحكمة في كرسي نقال. وقالت اليزابيث فينك، محامية صديقي، ان موكلتها لم تتلق علاجاً طبياً مناسباً منذ اصابتها. واضافت «يجب اخراجها من السجن ونقلها الى المستشفى، وصلت الى الولايات المتحدة قبل اسبوع ولم يعاينها طبيب». وفقدت صديقي في 2003 عندما كانت تزور اهلها في كراتشي في باكستان. وانتقد اقرباء صديقي ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان بشدة اختفاءها. واشاروا الى انها ربما اعتقلت في سجن سري في اميركا الشمالية. وتم ادراج اسمها عام 2004 ضمن لائحة الاشخاص الذين يشتبه بان لهم صلات مع «القاعدة». الى ذلك، قتل ما لا يقل عن 13 شخصا في انفجار قنبلة استهدفت حافلة عسكرية في بيشاور شمال غربي باكستان قرب الحدود مع افغانستان حيث تدور مواجهات بين الجيش والمتشددين الاسلاميين الباكستانيين. ويتزامن هذا الاعتداء مع تأزم الوضع السياسي الداخلي في باكستان إثر اطلاق الائتلاف الحكومي، الخميس، آلية لإقالة الرئيس برويز مشرف. ووقع الانفجارُ لدى مرور حافلة عسكرية على جسر عند أطراف بيشاور المدينة الباكستانية المجاورة لافغانستان.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فان فجوة واسعة خلفها الانفجار، وفي قعرها هيكل الحافلة، فيما بقع الدماء تلطخ المكان. كما دمر الانفجار ايضا سيارتين خاصتين كانتا في المكان. وقال الشرطي خان عباس ان «13 جثة و15 جريحا نقلوا» الى أحد مستشفيات بيشاور، موضحاً ان أربعة ضباط وطفلة في الرابعة من بين القتلى. وافاد مالك ناويد خان، المسؤول بشرطة الولاية الحدودية الشمالية الغربية وعاصمتها، بيشاور، ان «عبوة ناسفة وضعت تحت الجسر» وفجِّرت عن بعد، موضحا ان زنة العبوة 35 كلغ.

ولم يعلن أيُّ طرف مسؤوليته عن التفجير، إلا ان مسؤولين ربطوا بين هذا الاعتداء والمعارك الضارية التي تدور منذ السادس من اغسطس (آب) الحالي بين الجيش واسلاميين مقربين من طالبان و«القاعدة» بمناطق قبلية قريبة. وقال وزير الاعلام في الولاية ميان افتخار حسين في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية «ان هؤلاء الارهابيين يقتلون أبرياءَ الا ان الحكومة ستقضي عليهم». واعلن الجيش انه قتل اكثر من 150 مقاتلا مسلحا خلال اقل من اسبوع ثلثهم الاثنين وحده في اقليم باجور بمنطقة القبائل. كما قتل ستة مدنيين أمس عندما قصفت مروحيات مواقع للمسلحين في هذه المنطقة الوعرة المسالك حيث تعتقد الولايات المتحدة ان «القاعدة» وطالبان تمكنتا من اعادة تنظيم قواهما بالتعاون مع حركة طالبان الباكستانية. وتخضع باكستان لضغط شديد، خصوصا من واشنطن لضرب المتمردين في المناطق القبلية التي تستخدم قاعدة انطلاق لمهاجمة القوات الدولية في افغانستان.

ورداً على العمليات العسكرية، شن انصار طالبان الباكستانية هجمات عدة في باكستان (اكثر من 1100 قتيل خلال نحو عام) غالبيتها انتحارية كان آخرها في السادس من يوليو في اسلام آباد (19 قتيلا) في الذكرى الاولى للهجوم على المسجد الاحمر في اسلام آباد حيث كان مسلحون يتحصنون فيه. وكانت «القاعدة» قد اقسمت بلسان زعيمها اسامة بن لادن ورجله الثاني ايمن الظواهري، اضافة الى المسؤولين في حركة طالبان على الثأر لضحايا المسجد الأحمر.