بروكسل تعيد فتح التحقيقات في ملف بلعيرج.. حول جرائم إرهابية ارتكبت في بلجيكا

مكتب التحقيق البلجيكي: من حق الرباط أن تحاكمه فقط على الجرائم التي ارتكبها على الأراضي المغربية

TT

أعلن مكتب التحقيق الفيدرالي البلجيكي أمس انه قرر استئناف التحقيقات في ملف المغربي الاصل عبد القادر بلعيرج المشتبه في علاقته بجرائم قتل وارهاب ارتكبت في بلجيكا. وقالت وكالة الانباء البلجيكية، ان سلطات التحقيق تريد ان تعرف ما اذا كان بلعيرج متورطا في جرائم اخرى غير تلك التي ذكرت امام رجال التحقيق في الرباط ام لا، وهي ست جرائم قتل ارتكبت على الاراضي البلجيكية، واعترف بها بلعيرج بعد اعتقاله منتصف فبراير (شباط) الماضي على رأس شبكة تعتبرها الرباط ذات صلة بالارهاب. ومن المنتظر ان تبدأ جلسات محاكمته منتصف اكتوبر (تشرين الاول) المقبل.

وقال مكتب التحقيق الفيدرالي البلجيكي ان بلعيرج اجاب على اسئلة رجال التحقيق في الرباط، والتي تتعلق بالجرائم التي ارتكبها في حق المغرب او على التراب المغربي، اما الجرائم التي وقعت في بلجيكا، لا يمكن للقضاء المغربي ان يحاكمه عليها. وقال مكتب التحقيق البلجيكي «اذا كانت السلطات المغربية قد طلبت رسميا من بلجيكا ان تترك لها بلعيرج وملفه لمحكامته فان بروكسل ليس لديها الاستعداد لقبول ذلك، لأن التحقيقات والبحث والتحري، حول مدى تورط بلعيرج في انشطة ارهابية على التراب البلجيكي قد بدأت بالفعل من جديد».

وهي خطوة قد يفسرها البعض على انها دليل على وجود تباين في المواقف، بشأن ملف بلعيرج الذي يواجه اتهامات في المغرب تتعلق بالارهاب، في ظل اعلان بروكسل والرباط في وقت سابق وجود تنسيق وتعاون مشترك في المجال الامني والقضائي، وخاصة في هذا الملف. وكانت «الشرق الاوسط» قد نشرت في وقت سابق تأكيد بلعيرج، في معرض جوابه على أسئلة القاضي المغربي المكلف الارهاب، والمسجلة في المحضر الثاني للمتهم المدرج في قرار الاحالة، الموجه للادعاء العام، أنه اتفق مع تنظيم السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، بهدف إقامة معسكر بالجزائر، وهو ما حصل، عقب إعلان قادة التنظيم الجزائري المتطرف، ولاءهم لتنظيم القاعدة، ما حدا بهم الى تغيير اسمهم الى تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي».

وأضاف مشيرا الى سفره الى سورية يوم 5 أبريل (نيسان) 2005، حيث التقى هناك شخصا يدعى أبو زرق، وأخبره انه مختص في تجنيد عرب أوروبا «للجهاد في العراق»، على اساس أن يكون هناك خبراء في مجال الإعلاميات قصد تدمير النظام المعلوماتي الخاص بسلاح الجو الاميركي بالعراق. وأبرز بلعيرج ان تمويل عمليات التجنيد تتم من خلال الاموال المحصل عليها من السرقة، ذاكرا العملية التي نفذها عبد اللطيف بختي (معتقل في نفس الملف)، الذي سطا على 17 مليون يورو، كانت مودعة في شركة برينكس لنقل الأموال في لوكسمبورغ، عام 2000، رفقة مجموعة من الفرنسيين، بينهم دافيد سيوتي. وقال بلعيرج إنه كان حلقة وصل بين تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي واوروبا، وتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، مشيرا الى أنه تعرف على اسرائيلي يدعى زاهر، من فلسطينيي 1948 ببرلين، عام 2007، وأفصح له عن مشروعه «الجهادي بالمغرب»، وتمكن الاثنان من الاتصال بمغربي ينشط في خلية توجد بغرب ألمانيا مرتبطة بتنظيم القاعدة، وتضم في صفوفها 5 مغاربة، ومواطنين من جنسيات تونسية ولبنانية وفلسطينية.