مسيرات على ضوء الشموع في القرى العربية داخل إسرائيل تكريما لمحمود درويش

TT

القدس ـ (ا ف ب) : تشهد المدن والقرى العربية في اسرائيل مسيرات وتجمعات على ضوء الشموع حدادا على الشاعر الفلسطيني محمود درويش منذ وفاته السبت إثر عملية جراحية في القلب في الولايات المتحدة. وعبر الفلسطينيون من سكان اسرائيل عن المهم وحبهم بالشاعر المولود في قرية البروة في الجليل، من خلال نظم القصائد وكتابة مقالات رثاء، لكن وقفات الشموع ومسيراتها كانت الاكثر تعبيرا. فمنذ اللحظة التي اعلن فيها عن وفاته في مستشفى بتكساس انطلقت مسيرات الشموع بصورة عفوية في مدينة شفاعمرو وتوزعت وقفات الشموع على مفارق الطرق في مدن حيفا والناصرة ومجد الكروم وقلنسوة. وقال علي المصري من الجديدة: «أقمنا منذ اليوم الاول بيت عزاء على صوت الشاعر وهو يقرأ قصائده وزينا الشوارع بالشموع من مفرق قرية الجديدة ومدينة عكا وصولا الى البلدة». ونشر منظمو الفعاليات صور محمود درويش وملصقات كتبوا عليها «الحاضر الغائب» واستقبلوا المعزين أمس (الثلاثاء).

لكن الشاعر الفلسطيني سميح القاسم، الشطر الثاني لنصف البرتقالة كما كان يسمى هو ومحمود درويش في مراسلاتهما، سيشارك الاربعاء بكلمة وداع درويش في المقاطعة في رام الله. وقال القاسم لوكالة فرانس برس بصوت حزين ومتهدج «ساتوجه الاربعاء الى رام الله لأشارك في مراسم التشييع وسألقي كلمة هناك». وتابع: «سأتكلم يوم السبت في حفل التأبين في بلدة الجديدة في الجليل. وقد كتبت قصيدة وأرسلتها للصحف بعنوان: الى محمود درويش».

وسميح القاسم الحزين الذي اعتكف في بيته بعد الوفاة، نشر القصيدة في عدة صحف منها صحيفة «الاتحاد» الحيفاوية وفيها: «تخليت عن وزر حزني، ووزر حياتي، وحملني وزر موتك، انت تركت الحصان وحيدا.. لماذا، وأثرت صهوة موتك افقا، واثرت حزني ملاذا، اجبني اجبني لماذا؟» وعبر القاسم عن ألمه في مقاطع اخرى من قصيدته:

* «تعانقني أمنا ام احمد. في جزع مرهق بعذاب السنين، وعبء الحنين، وتفتح كفين واهنتين موبختين وتسأل صارخة، دون صوت. وتسأل اين اخوك؟

أجب لا تخبئ علي. اجب اين محمود؟ اين اخوك؟

تزلزلني امنا بالسؤال؟ فماذا اقول لها؟؟.

هل اقول مضى في الصباح لياخذ قهوته بالحليب، على سحر ارصفة الشانزيليزيه.

أم ادعي، انك الان في جلسة طارئة، فماذا اقول؟

وهل ادعي انك الان في سهرة هادئة، وهل اتقن الزعم انك في موعد للغرام، تقابل كاتبة لاجئة، وهل ستصدق انك تلقي قصائدك الان، في صالة دافئة، بأنفاس الفين من معجبيك وكيف اقول، اخي راح يا امنا الى بارئه، اخي راح يا امنا والتقى بارئه».