الرئيس اللبناني في دمشق اليوم مع جدول أعمال «مفتوح»

العلاقات الدبلوماسية والمفقودون وترسيم الحدود أبرز عناوينها

TT

بعد توتر استمر نحو 3 سنوات في العلاقات بين البلدين يصل اليوم الرئيس اللبناني ميشال سليمان الى دمشق في اول زيارة له الى عاصمة عربية منذ انتخابه، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس السوري بشار الاسد. وتستمر الزيارة يومين وتبحث خلالها المواضيع ذات الاهتمام المشترك، اضافة الى تطورات الاوضاع على الصعيدين الاقليمي والدولي. ويرافق الرئيس سليمان في هذه الزيارة وزير الخارجية فوزي صلوخ ووفد إداري وإعلامي.

وعلم ان سليمان سيغادر عبر مطار رفيق الحريري الدولي، خلافا لما كان يحصل في الزيارات المماثلة السابقة، أي برا، حيث تقلع الطائرة عصر اليوم وتصل الى مطار دمشق قرابة الخامسة. وسيكون في استقبال الرئيس سليمان وعقيلته الرئيس الاسد وعقيلته. وبعد استراحة قصيرة في المطار يقام استقبال رسمي في قصر الشعب.

وافادت المعلومات ان لقاء سيعقد بين سليمان والاسد وتحضره عقيلتاهما، ثم تعقد القمة المغلقة التي يليها اجتماع موسع يحضره وفدا البلدين. وفي اليوم الثاني للزيارة يعقد لقاء ثنائي آخر يغادر بعده سليمان والوفد المرافق عبر مطار دمشق.

وقال مصدر في الوفد اللبناني المرافق ان «كل التحضيرات اكتملت. وجدول الاعمال غير محصور. وهو قابل لأي طرح او موضوع. لكن أبرز ما سيطرح هو العلاقات الدبلوماسية». وأوضح انه «سيتم الاعلان في البيان الختامي المشترك عن اطلاق الآلية القانونية والادارية لإقامة العلاقات الدبلوماسية. كما سيتم الاعلان عن تفعيل العمل باللجنة اللبنانية ـ السورية لمتابعة قضية المفقودين اللبنانيين والسوريين. وبالنسبة الى ترسيم الحدود ايضا هناك لجنة مشتركة. وقد يعلن عن بدء ترسيم الحدود بدءا من منطقة الشمال».

وأشار الى ان «تفاهما سيحصل حول وضع آلية عملية لمراجعة الاتفاقات الموقعة بين لبنان وسورية لازالة الغبن والاجحاف في اي اتفاق. وهذه الآلية هي عبر المجلس الاعلى اللبناني ـ السوري الذي لن يكون للتبادل الدبلوماسي وانشاء سفارتين في البلدين تأثير كبير عليه. فالمجلس سيبقى، لكن ستؤخذ منه الامور التي تتصل بعمل السفارتين فقط».

وعلم من مصادر مطلعة ان الجانب السوري يتعاطى مع هذه الزيارة باهتمام كبير وسيستقبل سليمان بحفاوة غير مسبوقة. وقالت هذه المصادر انه «يجب عدم توقع انجاز كل شيء في هذه الزيارة التي ينظر اليها الجانبان على انها ستعيد العلاقات الى طبيعتها تمهيدا لتصحيحها وازالة الشوائب التي تعود الى عقود».

هذا، وترأس سليمان اجتماعا ضم الوزير صلوخ واعضاء الوفد المرافق والمستشارين. وتم خلاله وضع اللمسات الاخيرة على الملفات والتحضيرات لزيارة سورية.

وصدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية البيان الآتي: «يقوم فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان غدا الاربعاء الواقع في 13 اغسطس (آب) الجاري بزيارة رسمية الى سورية تلبية لدعوة من الرئيس السوري بشار الاسد. وتتناول المحادثات بين الجانبين اللبناني والسوري المواضيع ذات الاهتمام المشترك، اضافة الى تطورات الاوضاع على الصعيدين الاقليمي والدولي».

وقد وصف وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي القمة اللبنانية ـ السورية المنتظرة بانها «محطة مفصلية لإعادة بناء علاقات طبيعية بين الدولتين». وقال: «ان الرئيس العماد ميشال سليمان يدرك حساسيات وتفاصيل الملف المعقد بين لبنان وسورية. ولنا ملء الثقة بأن محادثاته ستؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات تقوم على الاحترام المتبادل لسيادة البلدين وتثبيت الاعتراف السوري بالكيان اللبناني المستقل من خلال مقررات طاولة الحوار». واضاف: «ان المطلوب اليوم هو الوقوف الى جانب رئيس الجمهورية وتسهيل مهمته في سعيه الى اخراج العلاقة اللبنانية ـ السورية من الاطار السلبي. فالتبعية مرفوضة والعداء مرفوض».