المصلحة المشتركة تعيد بعض الدفء للعلاقات بين الأردن وحماس

بعد انقطاع استمر حوالي عقد عقب طرد قادة الحركة من عمان

TT

بينما ذكرت مصادر اسلامية اردنية أن بوادر التقارب بين حركتي حماس والاردن بعد انقطاع دام حوالي عقد من الزمن، يعود الى المصلحة المشتركة والتطورات السياسية المتوقعة في المنطقة، ارجع مصدر مطلع في حماس عودة الدفء الى العلاقات بين الطرفين الى ما سماه حاجة الاردن للعودة الى الساحة السياسية الفلسطينية عبر بوابة حماس بعد انتقال نقطة ارتكاز السلطة الفلسطينية الى مصر. وقال المصدرُ الذي طلبَ عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الاوسط» ان حماس اصبحت بالنسبة للاردن البوابة التي تعود من خلالها للعب دور اكبر في القضية الفلسطينية، مع الحصول منها على ضمانات بعدم التدخل في الشؤون الداخلية الاردنية، وهذا ما جانبه يخدم حماس ويساعدها على وضعها الحالي، وحماس معنية بذلك جيداً. ولفت الى ان التحرك الاول جاء من الجانب الاردني. وفي عمان، اكدت مصادر مطلعة ان اللقاء الذي جمع مدير المخابرات الاردنية، الفريق محمد الذهبي، وعضوي المكتب السياسي لحماس؛ محمد نصر ومحمد نزال ممثل حماس في عمان في القطيعة اواخر التسعينات، تناول عدة قضايا مفصلية بالنسبة للطرفين، حيث رأى كل جانب انه بحاجة الى فتح قنوات اتصال من شأنها المحافظة على الحد الأدنى من العلاقات السياسية. وأضافت ان اللقاءَ كسرَ الجليدَ الذي جمَّد العلاقة قرابة عشر سنوات عندما تم إبعاد قادة حماس الى قطر عام 1999.

ووصف مصدر في الحركة الاسلامية بالأردن اللقاء لـ«الشرق الاوسط» بأنه كان دافئا، وقد يعيد العلاقة بين الحكومة والحركة إلى ما كانت عليه قبل أن تتصاعد الأزمة بين الطرفين. واكد ان لدى الاردن عدة تحفظات على اعادة فتح مكاتب حماس بالاردن حيث طلب ضمانات بعدم التعرض للقضايا الامنية. وكانت عمان قد اعلنت في مايو (ايار) عام 2006 عن اعتقال مجموعة قامت بتهريب اسلحة من سورية والعراق وتجميعها في الاردن تمهيدا لتهريبها الى الاراضي الفلسطينية. ووافقت حماس على هذا الطلب. كما طلب الاردن من حماس عدم التدخل في شؤون الحركة الاسلامية او تجنيد كوادر من الحركة للعمل لصالح حماس، وتم ابلاغ الحركة الاسلامية الاردنية بهذا الطلب. وقال مصدر اسلامي، فضل عدم ذكر اسمه، ان حماس تعرف اهمية الدور الذي يؤديه الاردن في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وكذلك دور الأردن في حماية المقدسات الإسلامية في القدس، اضافة الى علاقاته الجيدة والمتينة مع مصر التي تعتبر مفتاح قطاع غزة. واكدت مصادر سياسية ان حماس تعمل جاهدة للتوصل الى اتفاق مع الأردن لإعادة فتح مكتبها السياسي بعمان وسط خشية إبعادها من سورية في حال توصلت دمشق الى اتفاق سلام مع إسرائيل كي تبقى في الدول المجاورة لفلسطين، وعدم اضطرارها للذهاب الى ايران.

وترى مصادر مقربة من الاسلاميين إن أسبابا أخرى يمكن قراءتها من هذا الانفتاح الأردني باتجاه حماس، حيث أن اللقاء «لا يشكل انعطافاً بالسياسة الرسمية الأردنية تجاه الحركة الإسلامية وملف الإصلاح الداخلي، بقدر ما ينم عن مقاربات أكثر توازناً في علاقات الدولة الأردنية الداخلية»، وأن الأردن ما زال يتحرك بتحفظ شديد مع عدد من القضايا المصيرية للشعب الفلسطيني فهو لا يقبل أن يكون وطنا بديلا للفلسطينيين، وهو ذات موقف الفلسطينيين؛ وفي مقدمتهم حماس.