نيجيريا تسلم الكاميرون شبه جزيرة باكاسي وتنهي صراعا استمر 15 عاما

الأمم المتحدة ترحب.. وجماعات نيجيرية مسلحة تهدد باستهداف الجيش الكاميروني

TT

بعد صراع استمر 15 عاما وادى الى اعمال عنف متفرقة، تنهي نيجيريا اليوم أزمة الصراع على شبه جزيرة باكاسي مع الكاميرون بعد أن وافقت على أن تسلمها شبه الجزيرة الغنية بالثروة النفطية رسميا، لتطوي بذلك صفحة صراع مرير بين البلدين أدى الى مقتل 50 شخصا في الاشهر الاخيرة فقط.

وبينما أشادت الأمم المتحدة بالحل السلمي لهذا النزاع، هددت جماعات نيجيرية مسلحة في باكاسي بتصعيد الهجمات ضد القوات الكاميرونية إذا تم تسليم هذه المنطقة بشكل نهائي إلى الكاميرون. وتعالت اصوات في نيجيريا تحتج على تسليم المنطقة التي يبلغ عدد سكانها نحو أربعين ألف نسمة معظمهم من النيجيريين، بينما اصرت أبوجا على موقفها قائلة: «ان بلادنا التزمت بتسليم شبه الجزيرة بحلول 14 اغسطس (آب)». ودفعت المخاطر الجديدة السلطات الكاميرونية الى تعزيز يقظتها وتعزيز الانتشار الدفاعي قبل ايام من بسط نفوذها الكامل على شبه الجزيرة. وسينظم حفل التسليم الذي ستنسحب بمقتضاه القوات العسكرية النيجيرية نهائيا من اخر مواقعها في الاراضي الكاميرونية، في جاباني.

ورحب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالقرار، وقال «انه حدث بارز وذروة حل سلمي لنزاع حدودي ينطوي على خطر كبير، يحترم القانون الدولي وفي اطار التعاون وحسن الجوار».

واضاف: «انه نموذج يقتدى به كحل تفاوضي لخلافات حدودية في مواقع اخرى» من العالم.

ولجأت الكاميرون في مارس (آذار) 1994 الى محكمة العدل الدولية لاسترجاع الجزيرة، وبعد ثماني سنوات من الاجراءات وسط اجواء من التوتر في كثير من الاوقات قررت المحكمة في اكتوبر (تشرين الاول) 2002 ان شبه جزيرة باكاسي، والمنطقة المتنازع عليها من بحيرة تشاد تعود الى الكاميرون. الا ان الازمة لم تنته عند هذا الحد، اذ احتاج الامر لتنظيم انسحاب نيجيريا خلال اجتماعات كثيرة بين رئيسا الدولتين ونحو عشرين جلسة لجان مشتركة. وفي 12 يونيو (حزيران) 2006 وبفضل وساطة اميركية، وقع البلدان اخيرا على الاتفاق النهائي. وبعد اتفاق غرينتري (ضاحية نيويورك) حيث جرت المفاوضات، بدأ الانسحاب فعلا في 14 اغسطس (آب) 2006 في بلدة اكوا وسينتهي الخميس 14 اغسطس (آب) بعد سنتين.