باكستان: مجلس محلي ثالث يمرر قرار سحب الثقة من مشرف

تحرك دبلوماسي غربي مكثف لضمان تأمين مخرج لائق لمشرف

TT

مع تمرير مجلس محلي آخر قراراً بسحب الثقة من الرئيس الباكستاني بيرفيز مشرف أمس، بدأ الدبلوماسيون الغربيون بالعمل بنشاط من أجل تلطيف الأجواء السياسية في باكستان. وكان أعضاء البرلمان في إقليم السند، موطن رئيسة الوزراء السابقة التي اغتيلت بي نظير بوتو، قد مرروا قراراً يطلب من مشرف الاستقالة حال فشله في الفوز في تصويت بالثقة داخل المجالس المحلية الأربعة والبرلمان، ليصبح بذلك المجلس الثالث الذي يمرر القرار.

إلا أن المجلس المحلي لإقليم السند أصبح المجلس المحلي الوحيد الذي قاطع فيه أحد أقرب حلفاء مشرف، حركة قوامي المتحدة، إجراءات التصويت وأعلنت أنها ستولي مشرف كامل دعمها. وقال بكر خان جوري، زعيم حركة قوامي المتحدة والوزير الفيدرالي السابق: «سنقاوم جهود سحب الثقة من الرئيس وسندعمه بشكل كامل». وحركة قوامي المتحدة تعد جزءا من الائتلاف الحكومي مع حزب الشعب الباكستاني والذي يحكم الآن إقليم السند. ومع ذلك، فقد رفضت قيادة الحركة مناشدات زعيم حزب الشعب، زوج بي نظير بوتو، آصف علي زارداري للتصويت ضد مشرف. وفي هذه الأثناء، صعد بعض الدبلوماسيين الغربيين من جهودهم في محاولة لتجنيب البلاد الفوضى. والتقت السفيرة الأميركية في باكستان آن بيترسون، رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي يعتبر حزبه أساسيا في الائتلاف الحاكم. وأشارت وسائل الإعلام المحلية الباكستانية إلى أن السفيرة الأميركية حثت شريف على دراسة توفير مخرج آمن للرئيس. وقال تقرير صحافي في صحيفة «ذي نيوز» الباكستانية الصادرة باللغة الإنجليزية، إن «نواز شريف قال إن جميع القرارات سيتم اتخاذها من قبل البرلمان بما يتوافق مع آمال وتطلعات الشعب».

وعندما طلبت «الشرق الأوسط» من المسؤول الإعلامي بحزب الرابطة الإسلامية الذي يرأسه شريف، إحسان إقبال، التعليق على هذا التقرير الصحافي، قال إنه ليس لديه فكرة عما دار خلال الاجتماع. وأضاف: «لم أكن حاضراً بالاجتماع ولا أعلم ماذا جرى هناك». وتنفي السفارة الأميركية عقد السفيرة الأميركية اجتماعا آخر كانت تحدثت عنه وسائل الاعلام مع الرئيس مشرف. كذلك، يقوم دبلوماسي بريطاني رفيع حالياً بزيارة لباكستان، وعقد اجتماعات مع قادة الحكومة الائتلافية، بينهم نواز شريف والقيادات الأخرى في حزب الشعب الباكستاني. وصرحت مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط» بأن هذا الدبلوماسي هو ذاته الذي عمل منذ عام مضى كهمزة وصل بين مشرف وبي نظير بوتو أثناء تفاوضهما للتوصل إلى اتفاق بينهما. وفي السياق ذاته، عقد ضابط عسكري متقاعد، العميد نياز، المقرب من كل من مشرف وأسرة نواز شريف، مؤخراً لقاءات مع الرئيس وشهباز شريف، شقيق شريف والمسؤول الأول عن إقليم البنجاب. وتسود البلاد تكهنات على نطاق واسع بأن مشرف يتفاوض في الوقت الراهن من اجل ضمان خروج آمن له من السلطة من خلال هؤلاء الوسطاء. بيد أنه على الصعيد المعلن، ما يزال مكتب الرئيس ينفي نيته التقدم بالاستقالة. وأكد المتحدث الرسمي باسم مشرف أن «الرئيس ينوي مواجهة قرار سحب الثقة».