هل تهزم كتب الشائعات والأخبار المضللة أوباما كما فعلت مع كيري؟

كتاب جديد يتحدث عن صلة المرشح الديمقراطي الوثيقة بالإسلام ويشكك بمسيحيته وحقيقة تخطيه تناول المخدرات

TT

في صيف عام 2004، اعتلى كتاب شارك في تأليفه جروم كورسي، يحمل عنوان «غير مناسب للقيادة» (Unfit for Command)، قوائم الكتب التي حققت أكثر مبيعات. هاجم هذا الكتاب سجل السيناتور الديمقراطي جون كيري في حرب فيتنام ليدشن حملة أكبر استهدفت النيل من تاريخ كيري الحربي الذي كان يعول عليه في سعيه لمنصب الرئيس. والآن وبعد مضي نحو أربعة أعوام يصدر كورسي كتابا جديدا يقول عن السيناتور باراك أوباما، مرشح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية القادمة، إنه ليبرالي راديكالي يحاول التغطية على «صلته الوثيقة بالإسلام» ـ على الرغم من أن أوباما مسيحي، ويشكك فيما إذا كانت تجربته التي أقر بها مع المخدرات في المدرسة العليا وفي الكلية قد طويت تماما. يُطعن في الكثير من الفقرات المهمة التي أوردها الكتاب، وتُوصف بأنها مضللة أو عارية من الصحة، ومع ذلك فإن الكتاب سيكون على رأس قائمة أكثر الكتب مبيعا التي ستصدرها صحيفة «نيويورك تايمز» يوم الأحد. وقال كورسي في مقابلة حول كتابه الجديد: «الهدف هزيمة أوباما، لا أريد أن يصبح أوباما في منصب الرئيس». وأضاف أنه يخطط لمساعدة العديد من المؤسسات المحافظة التي تنوي أن تنشر إعلانات معارضة لأوباما، ولكنه لم يسم تلك المؤسسات. ويقول كورسي، الذي انتقد في كتاباته على مدى عدة أعوام المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية جون ماكين، إنه لم يجر أي اتصالات مع مساعدي ماكين وأن ما يقوله عن أوباما يهدف البحث والاستقصاء وليس توجيه اتهامات. ومع ذلك، فإنه على ضوء التوقيت الذي ظهر فيه الكتاب، فإنه يذكر بصورة كبيرة بالكتاب الذي كان كورسي قد كتبه بالتعاون مع جون أونيل حول كيري والذي تضمن الكثير من الاتهامات، أظهرت التقارير الإخبارية في نهاية المطاف التناقضات التي اعترتها. ولكن أصبحت تلك النوعية من الكتب، التي تضم الكتاب الذي ألف لمهاجمة كيري والكتاب الجديد الذي يحمل عنوان «دولة أوباما (The Obama Nation)، وسيلة فعالة في الهجمات السياسية. وألفت كتب ضد كل من هيلاري وبيل كلينتون، وكتب ضد بوش، وتلك الكتب هي كثيرة لدرجة أنه يصعب إحصاؤها. وتسيطر الحقائق التي توردها تلك الكتب على المناقشات السياسية في الإعلام وخاصة على شاشات التلفزيون الأرضية. وقد يحتاج التأكد من صحة تلك الحقائق المدرجة في تلك الكتب إلى جهد كبير يفوق قدرات الصحافيين المستقلين. وبدأت بعض المواقع الإلكترونية تبحث في الحقائق المدرجة بالكتاب الأخير لكورسي، ويسعى مركز «قضايا الإعلام»، الذي يديره ديفيد بروك، وهو صحافي ذو ميول يمينية، إلى التحقق من الحقائق المدرجة في الكتاب، وقد اهتمت بعض القنوات الأرضية بالبيانات التي يصدرها المركز حول الأخطاء المدرجة في الكتاب. وفي الواقع فإن الكثير من الاتهامات التي أدرجت في الكتاب لا أساس لها ومضللة ولا تتسم بالدقة. فعلى سبيل المثال، يقول كورسي، إن على أوباما أن يجيب ما إذا كان قد أوقف تعاطي القنب الهندي والكوكايين بصورة نهائية في الكلية أم أنه كان يتعاطاهما وهو يدرس في كلية القانون أو حتى بعد ذلك ويتساءل «وماذا عن فترته في مجلس الشيوخ؟». وفي المقابل، كتب أوباما في مذكراته أنه قد توقف عن ذلك عندما انتقل إلى نيويورك في بداية الثمانينات من القرن الماضي. وفي عام 2002 نقلت عنه إحدى الصحف قوله، إنه «لم يقم بأي شيء منذ أن بلغ العشرين من عمره». وفي مقابلة مع كورسي قال: «كلام من تعاطوا مخدرات عن أنفسهم لا يعتمد عليه بصورة تلقائية».

لم تمعن حملة أوباما حتى الآن النظر في الاتهامات التي ساقها كورسي ضد أوباما، اذ يبدو أنها تدرس خياراتها المتمثلة بين مواجهة مخاطر الرد على الإدعاءات التي ساقها الكاتب، أو تركها تذوب في مناقشات المواطنين دون أن يكون هناك إجابة عليها. ويقول تومي فيتور، وهو متحدث باسم أوباما: «لا يخرج هذا الكتاب عن سلسلة من الأكاذيب التي لا تفتقر إلى المصداقية كتبها شخص تعوزه أيضا المصداقية بعد ان ألف كتابا مشابها لمساعدة جورج بوش وديك تشيني للفوز بفترة جديدة قبل أربعة أعوام. والحقيقة هناك الكثير من الكتب المملوءة بالأكاذيب المجمعة مع على شبكة الإنترنت بهدف جني الكثير من المال من الحمل الرئاسية، وسنرد على تلك الاتهامات بحزم».

وأعرب الكثير من الديمقراطيين الذين كانوا على صلة بحملة كيري خلال عام 2004 في مقابلات أجريت معهم عن ارتياحهم لصمت أوباما حيال هذا الكتاب. وقال كورسي إن الكتاب الحالي لم يحظ بما حظي به كتابه ضد كيري.

* خدمة «نيويورك تايمز»