ارتياح ليبي لنتائج أول زيارة لسلطان عمان إلى طرابلس منذ 36 عاما

مسؤولون ليبيون وعمانيون لـ : مردود الزيارة الاقتصادي لم يقل عن نتائجها السياسية

TT

عبر مسؤولون ليبيون عن ارتياحهم لنتائج أول زيارة يقوم بها، السلطان قابوس بن سعيد إلى ليبيا للمرة الأولى منذ عام 1972. فيما أكد الجانبان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن مردود الزيارة الاقتصادي لم يقل عن نتائجها السياسية.

وحظيت الزيارة بتغطية واسعة النطاق في مختلف وسائل الإعلام الليبية والعمانية، عكسته أعلام السلطنة، التي ازدانت بها تقريبا معظم شوارع العاصمة الليبية طرابلس، حتى قبل يومين من وصول السلطان قابوس بيخته السلطاني (آل السعيد) إلى ميناء طرابلس البحري.

وربما كانت تلك الزيارة فرصة لكي يستعيد السلطان ذكريات الزيارة الأولى التي مضى عليها نحو 36 عاما.

وقال مصدر ليبي في القاهرة لـ«الشرق الأوسط»، ان بلاده منفتحة على جميع الدول العربية «وليست لدينا عداوات مع أشقائنا، ومن الطبيعي أن يزورنا القادة والحكام العرب بين الفترة والأخرى لبحث تعزيز العلاقات الثنائية وتقييم الوضعين العربي والإقليمي». فاليخت السلطاني الذي حمل السلطان قابوس والوفد المرافق له إلى ليبيا، والذي أقام على متنه حفل عشاء للعقيد الليبي وكبار مساعديه، كان ينهي لتوه جولة خارجية شملت بعض العواصم الغربية، سيحمل السلطان أيضا إلى مصر، ثم لاحقا إلى دولتين عربيتين إضافيتين غير معلومتين حتى الآن.

ويعتقد عبد الله بن عبد العزيز الهنائي سفير سلطنة عمان المعتمد في القاهرة، ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، أن السلطان قابوس غير مقل في زيارته للدول العربية، «فما يجمعنا معها الكثير»، على حد قوله. وقال الهنائي إن الزيارة التي تمت بدعوة من العقيد القذافي، كانت بالتأكيد فرصة لتطوير وتعزيز العلاقات الليبية العمانية على مختلف الأصعدة، بما يخدم التعاون الثنائي والعربي.

ولفت إلى أن السلطان قابوس معني دائما بالتشاور مع أشقائه من قادة وزعماء الدول العربية، لما فيه خير شعوبها والمنطقة بأسرها، وقال إن «الاهتمام بتعزيز العمل العربي المشترك، يأتي أيضا ضمن الأولويات». ووقعت حكومة سلطنة عمان والحكومة الليبية أمس في طرابلس، على مذكرة تفاهم لإنشاء شركة قابضة مشتركة بين البلدين برأسمال يبلغ 500 مليون دولار أميركي، سيكون مقرها في العاصمة الليبية. ووقع الاتفاقية نيابة عن حكومة عمان أحمد بن عبد النبي مكي وزير الاقتصاد الوطني المشرف على وزارة المالية، فيما وقعها عن الجانب الليبي الدكتور علي عبد العزيز العيساوي وزير الاقتصاد والتجارة والاستثمار الليبي، بحضور الدكتور البغدادي علي المحمودي أمين اللجنة الشعبية العامة (رئيس الحكومة الليبية). مكي اعتبر أن هذه المذكرة تأتي تتويجا وترجمة للزيارة التي قام بها السلطان قابوس، ورغبة من البلدين في تعزيز وتنمية التعاون القائم بينهما في مختلف المجالات، وخصوصا في المجالات الاقتصادية والاستثمارات المشتركة. ولفت في تصريحات وزعتها وكالة الأنباء العمانية، إلى أن الهدف من إنشاء الشركة القابضة بين البلدين، هو البحث في مشروعات استثمارية مشتركة، تعمل في مختلف القطاعات المتعلقة بالاستثمار في المجالات الصناعية والتجارية والسياحية والعقارية والمؤسسات المصرفية في البلدين. وأشار إلى أن إنشاء شركة قابضة مشتركة متعددة الأغراض، يهدف إلى البحث في مجالات استثمارية مختلفة يمكن أن تقام في السلطنة أو ليبيا أو خارجهما، والتي من شأنها أن تحقق عوائد استثمارية تنمي الاقتصاد الوطني في البلدين. وأوضح أن الجانبين اتفقا على إنشاء لجنة مشتركة يسند إليها إعداد مشروع عقد التأسيس والنظام الأساسي للشركة القابضة، والبحث في الفرص الاستثمارية التي يمكن القيام بها. واجتمع رئيس الوزراء الليبي في وقت سابق، مع مجموعة من الوزراء المرافقين للسلطان قابوس، حيث تم التأكيد على ضرورة تبادل الزيارات والمشاركة في المهرجانات والفعاليات الثقافية، التي تقام في البلدين، كما تم الاتفاق على ضرورة الإسراع والعمل على توقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، واتفاقية النقل الجوي , وكان الاجتماع مناسبة لاستعراض.