قوات البيشمركة الكردية ترفض طلب وزارة الدفاع العراقية إخلاء مواقعها شمال ديالى

أحد قادتها الميدانيين: لا انسحاب بدون قرار من رئاسة الإقليم وبالاتفاق مع الحكومة المركزية

جندي عراقي قرب نقطة أمنية عليها علما العراق وكردستان شمال محافظة ديالى (رويترز)
TT

أكد اللواء جبار ياور منده، وكيل وزارة شؤون قوات البيشمركة في حكومة اقليم كردستان والمتحدث الرسمي باسم قوات حماية الاقليم، ان قوات البيشمركة المتمركزة في المناطق الكردية من محافظة ديالى، مثل خانقين وجلولاء وقره تبة وغيرها، ما زالت في مواقعها ولم تنسحب منها شبرا واحدا .

واضاف منده في تصريح لـ«الشرق الاوسط» ان قوات البيشمركة توجهت الى تلك المناطق بناء على طلب من وزارة الدفاع العراقية وبموافقة قيادة الفرقة الخامسة من الجيش العراقي التي تتولى مسؤولية حماية تلك المناطق وبمباركة القوات المتعددة الجنسيات في العراق. ونفى اللواء منده إبرام اي اتفاق بين حكومة الاقليم والحكومة المركزية بخصوص سحب قوات البيشمركة من المناطق الكردية لمحافظة ديالى وقال «ان تلك القوات تتولى مسؤولية حفظ الامن في المنطقة وستبقى هناك طالما دعت الضرورة الى ذلك وليس هناك اي داع للقيام بالمزيد من العمليات العسكرية في المناطق الكردية من محافظة ديالى من قبل الجيش العراقي الذي ينفذ عملية بشائر الخير في المحافظة لملاحقة عناصر الجماعات المسلحة». وكان اللواء محمد العسكري، الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية، قد اعلن في وقت سابق لوكالة «اصوات العراق» ان قوات البيشمركة وافقت على الانسحاب من منطقة خانقين بموجب اتفاق بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم. من جانبه قال الدكتور فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان «ان قوات البيشمركة لعبت دورا مشهودا في حفظ الامن والاستقرار في المناطق الكردية من محافظة ديالى وقد اشادت بذلك وزارة الدفاع العراقية ايضا» مضيفا انه لم يتخذ لحد الآن اي قرار لسحب تلك القوات من مواقعها الحالية .

الى ذلك، قال العميد ناظم كركوكي، آمر اللواء 34 للبيشمركة، لوكالة الصحافة الفرنسية «ابلغنا اللواء الركن علي غيدان قائد القوات البرية في العاشر من الشهر الجاري بسحب قواتنا من شمال ديالى (...) لكن حرس الاقليم مرتبط برئاسة الاقليم ولن ننسحب بدون قرار منها». واضاف «لدينا لواء كامل من قوات البيشمركة ينتشر في منطقة قرة تبة وجلولاء والسعدية (شمال ديالى) لكن حتى الان ليس لدينا امر بالانسحاب من رئاسة اقليم، لذا نحن باقون في مواقعنا». واوضح ان «قوات البيشمركة انتشرت في مناطق قره تبة وجلولاء والسعدية قبل عامين بطلب من القوات الاميركية والعراقية». واضاف «حركنا هذا اللواء (يضم اربعة آلاف مقاتل) للمشاركة في عمليات حفظ الامن شمال بعقوبة وشاركنا مع الجيش العراقي والقوات الاميركية منذ ذلك الوقت في عمليات عديدة لحفظ الامن في هذه المناطق».

وكانت وزارة الدفاع العراقية التي بدأت قبل نحو اسبوعين عملية «بشائر الخير» لملاحقة تنظيم القاعدة في ديالى، قد طلبت من اللواء 34 التابع للبيشمركة الانسحاب من المحافظة والعودة الى كردستان العراق، لنشر اللواء الرابع التابع للفرقة الاولى من الجيش العراقي. ومناطق شمال بعقوبة التي تقطنها غالبية من الاكراد الشيعة، من المواقع المتنازع عليها ويطالب الاكراد بضمها الى اقليم كردستان.

من جانبه، قال جعفر مصطفى وزير الدولة لشؤون البيشمركة في حكومة الاقليم ان «قواتنا تبقى في مواقعها حتى حسم الموضوع بين القيادة السياسية في الاقليم والحكومة المركزية في بغداد». واكد ان «اللقاءات مستمرة مع المسؤولين في الحكومة المركزية ووزارة الدفاع من أجل التوصل الى حل وتنسيق بين قوات البيشمركة وقوات حرس الاقليم». واضاف ان «قوات البيشمركة لن تترك هذه المناطق وستبقى تدافع عن امن المواطنين فيها حتى وصول الحكومة المركزية الى اتفاق مع رئاسة الاقليم». وقال مسؤول كردي طلب عدم كشف اسمه ان «القيادة الكردية لديها تخوف من نجاح الجيش العراقي بإخلاء المنطقة من البيشمركة». واضاف «اذا ما نجحت حكومة بغداد في ذلك فهناك خوف من ان يتكرر الامر في المناطق الاخرى مثل كركوك ومناطق كردية في الموصل»، مؤكدا ان «هناك خوفا وقلقا من جانب الاحزاب الكردية حول تفتيش مقار الاحزاب الكردية في المنطقة من قبل الجيش العراقي». واضاف ان «هناك قرارا من رئاسة الاقليم بمنع تفتيش مقار الاحزاب ومنع الجيش العراقي من القيام بهذا العمل».