أتباع الصدر يعملون على نشر «وثيقة البيعة» تزامنا مع الاحتفال بـ«ولادة المهدي»

قوات التحالف تشكك في مصداقية البيان ولا تعتبره خرقا للهدنة

صورة لـ«وثيقة العهد والبيعة» («الشرق الأوسط»)
TT

يعمل اتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على نشر «وثيقة البيعة» ليوقعها اكبر عدد من العراقيين للتعهد على «تحرير العراق والعالم الاسلامي من الاحتلال والاستعمار». وقال الناطق باسم التيار الصدري صلاح العبيدي من مدينة النجف لـ«الشرق الاوسط» ان الوثيقة تحمل «الدعوة للجهاد بكل معانيه جهاد فكري وجهاد مقاومة المحتل»، موضحاً ان هذه الوثيقة لها ارتباط وثيق مشروع «ممهدون» باعتبارها تؤدي نفس الغرض في «عملية الجهاد والدعوة للمبادئ السامية». وأضاف ان «الفرق ان هذه الوثيقة ستكون موقعة من قبل المسلمين والمؤيدين لسماحة السيد الصدر». ووجه الصدر اتباع المذهب الشيعي على توقيع وثيقة العهد او ما سماها بـ«البيعة»، تلزمهم بالعمل على «تحرير العراق والعالم الاسلامي من الاحتلال والاستعمار اما بالجهاد والمقاومة العسكرية او بالمقاومة الثقافية للفكر الغربي العلماني». وجاء في نص الوثيقة انه يوجه دعوته في شهر شعبان بتجديد البيعة والولاء والإخلاص للامام (المهدي) وهو الامام الثاني عشر للشيعة الاثني عشرية والذين يؤمنون بغيبته وان بخروجه خلاص المسلمين والعالم اجمع، ودعوتهم ايضا الى ان تكون البيعة هذه المرة بالتوقيع بالدم او البصمة على هذه الورقة ويقصد بها نص الوثيقة بعد توزيعها على الملأ .

وصرح العبيدي بأن «التوقيت الذي صدرت فيه هذه الوثيقة مهم للغاية لاننا مقبلون على المنتصف من شعبان حيث زيارة الامام الحسين عليه السلام بمناسبة ولادة الامام المهدي وتعتبر هذه الزيارة زيارة فرح بالنسبة للشيعة وقد ظهرت فيها بعض الممارسات غير الاسلامية وغير الشرعية مثل اختلاط النساء بالرجال وايقاد الشموع في الماء والزحام غير المنظم اضافة الى عمليات القتل التي حصلت في مناسبات مماثلة في العام الماضي من اجل ذلك كان لا بد من التذكير بمبادئ الاسلام والتوجيه بمبادئ حجة الاسلام الامام المهدي وهذا جزء مما دعت اليه الوثيقة».

وشرح العبيدي ان الية خاصة ستتبع في عملية توزيع هذه الوثائق، اذ ستوزع عبر مكاتب السيد الصدر في كل مكان وخاصة اثناء خبطة الجمعة ومن خلال المراكز الثقافية وفي كل الواجهات التي تتبع مكاتب السيد الصدر. واضاف انها ستجمع بنفس الطريقة لتصل الى مركز مدينة النجف الاشرف في وقت لاحق. وبينما توقع العبيدي نجاح هذه العملية بشكل كبير لان اتباع السيد مقتدى الصدر كثيرون ولهم امتدادات في كل مكان. الا ان رئيس تحرير صحيفة «انصار المهدي» سلام صالح توقع نجاحها بنسبة 30 في المائة فقط، باعتبار ان هناك مناطق لا يمكن تداول ختم او اسم السيد مقتدى الصدر. وقال صالح لـ«الشرق الاوسط» ان «الافكار التي يدعو اليها السيد مقتدى الصدر مستهدفة من قبل جهات كثيرة لن يرضيهم هذا النوع من الدعوات». واعتبر ان اهم مضامين الوثيقة هي تحريم الدم العراقي بشكل مطلق وان لا يقوم أي شخص بتصرف فردي دون الرجوع الى الحوزة التي يأتمر بها. واضاف ان «المسألة المهمة الاخرى هي مقاومة الاحتلال والنواصب (أي اتباع تنظيم «القاعدة») وكل من ناصب اهل البيت العداء صراحة ومن يعادي شيعة الامام علي عليه السلام». وأشار الى ان الظرف الامني الذي يعيشه العراق ربما سيخلق نوعا من التردد لدى البعض بعدم توقيع هذه الوثيقة، مشيرا الى ان الوثائق بدأت تستنسخ في المكاتب بشكل غير معلن ويتم تداولها منذ امس.

وعلى الرغم من ان الوثيقة تطالب من موقعيها لـ«مقاومة الاحتلال»، الا ان القوات المتعددة الجنسية لم تعتبر ذلك دعوة لخرق الهدنة التي اطلقها الصدر وأدت الى خفض العمليات المسلحة بين الطرفين. وقال المستشار الاعلامي لقوات التحالف عبد اللطيف ريان: «لا ارى شيئاً في الوثيقة يلغي تجميد حمل السلاح، وذلك في حال كانت الوثيقة اصلية».

وعبر ريان في اتصال مع «الشرق الاوسط» عن شكه في الوثيقة، قائلاً «اشك كثيراً في مصداقيتها»، لكنه على كل حال قال ان النص الذي اطلعته «الشرق الاوسط» عليه لا يعتبر دعوة لخرق الهدنة. وأضاف ان القوات المتعددة الجنسية «لم تلحظ اية مؤشرات على تصاعد في عمليات جيش المهدي منذ عملية مدينة الصدر»، مشيراً الى ان المجموعات الخاصة المدعومة من ايران وفصائل موالية لـ«حزب الله» تعتبر المصدر الرئيسي لعمليات تمرد الميليشيات الحالية. ولكنه اردف قائلاً ان «كل من يحمل السلاح ضد سلطة القانون ستلاحقه الحكومة العراقية، والقوات المتعددة الجنسية تدعم الحكومة العراقية في تلك الجهود».

من جهته، اكد احمد المسعودي عضو البرلمان العراقي عن التيار الصدري ان الهدف من هذه الوثيقة هو تحويل جيش المهدي الى «مشروع ثقافي»، قائلاً ان السيد مقتدى الصدر يركز على «التمهيد لظهور حجة الاسلام الامام المهدي المنتظر وان ما جاء في الوثيقة هو ما يطلب من الموالين للامام المهدي». وأكد ان عملية جمع التواقيع مشروعة وقانونية، معتبراً ان «الناس سيعبرون عن عمق محبتهم للاسلام والتزام بتعاليمه من خلال وثيقة العهد هذه لانها تدعو للقيم النبيلة والجهاد بوجهيه المقاومة والجهاد الفكري».