15 قتيلا و51 جريحا معظمهم جنود لبنانيون في انفجار استهدف محطة حافلات في طرابلس

قيادة الجيش: الانفجار يستهدفنا مباشرة ويصب في خانة استغلال السجالات السياسية

TT

لم يكد اللبنانيون يرتاحون لنيل الحكومة الجديدة ثقة مجلس النواب وانصرافها لمعالجة القضايا العامة العالقة منذ سنوات، حتى فاجأتهم جريمة ارهابية مروعة ضربت صباح امس في وسط مدينة طرابلس حيث استهدف تفجير عبوة ناسفة ساحة يتجمع فيها جنود ومدنيون للانتقال بحافلات ركاب كبيرة الى مختلف المناطق اللبنانية. واسفر الانفجار عن سقوط 15 قتيلا تقطعت اجساد معظمهم اشلاء تناثرت لمسافات بعيدة، وبينهم تسعة عسكريين. كما احصي سقوط 51 جريحا، غالبيتهم من عناصر الجيش، اضافة الى وقوع اضرار مادية جسيمة.

وقالت قيادة الجيش، في بيان صدر عن مديرية التوجيه ان «هذا الانفجار الارهابي يستهدف بشكل مباشر الجيش ومسيرة السلم الاهلي في البلاد». ولفتت الى انه «يصب في خانة الاستغلال الواضح من قبل الارهاب لتداعيات السجالات السياسية التي ازدادت وتيرتها في الآونة الاخيرة».

وجاء في بيان القيادة انه «عند الساعة 7.45 من صباح اليوم، وفي محلة التل، شارع المصارف في طرابلس، انفجرت عبوة ناسفة موضوعة داخل حقيبة عند نقطة توقف لباصات (حافلات) يقصدها العسكريون للانتقال الى مراكز عملهم، ما ادى في حصيلة اولية الى استشهاد تسعة عسكريين ومدنيين اثنين، واصابة نحو 30 عسكريا ومدنيا بجروح مختلفة، تم نقلهم الى المستشفيات القريبة للمعالجة، فيما فرضت قوى الجيش طوقا امنيا حول المكان وباشرت التحقيق بالحادث.

ان قيادة الجيش اذ تشير الى ان هذا الانفجار الارهابي يستهدف بشكل مباشر الجيش ومسيرة السلم الاهلي في البلاد، تلفت الى ان ما حصل يصب في خانة الاستغلال الواضح من قبل الارهاب لتداعيات السجالات السياسية الحادة التي ازدادت وتيرتها في الآونة الاخيرة، مع ما جاء في بعضها من تنكر وإغفال لتضحيات المؤسسات العسكرية، ولدورها في حماية الاستقرار العام، وضمان وحدة الوطن وصيغة العيش المشترك بين ابنائه».

وذكرت مصادر امنية ان الانفجار نجم عن عبوة تراوح زنتها بين 1500 و2000 غرام من مادة الـ«تي. ان. تي» محشوة بكرات حديد ومسامير. واوضحت ان العبوة انفجرت بينما كانت الحافلة متوقفة على مسافة امتار بمحاذاتها في انتظار صعود الركاب اليها وانه نتج عن الانفجار اصابة عدد كبير من العسكريين الذين كانوا داخلها.

وافاد مندوب «الشرق الاوسط» في طرابلس انه قرابة الثامنة الا خمس دقائق من صباح امس هز انفجار قوي وسط مدينة طرابلس، وتحديدا في ساحة التل شارع المصارف، حيث اعتاد عسكريون ومدنيون ان يتجمعوا كل يوم لانتظار سيارات النقل المدنية لنقلهم الى بقية المحافظات اللبنانية.

وأفاد الخبير العسكري ان المسامير والكرات الحديد التي وضعت في العبوة كانت السبب في ارتفاع عدد الاصابات التي وصلت الى حدود 15 قتيلا بينهم تسعة عسكريين و51 جريحا بينهم 38 عسكريا. وسجل حصول تشوهات في الجثث ولدى عدد من الجرحى.

وتحدث شهود عيان وصلوا بعد دقائق الى موقع الانفجار عن «مناظر مروعة نتيجة عدد القتلى والجرحى ونوعية الاصابات. فالى جانب القتلى الذين احترق بعضهم، كان هناك جرحى بترت ارجلهم او ايديهم او تشوهت وجوههم». وقد تم توزيع القتلى والجرحى على مستشفيات مدينة طرابلس. فيما نقل بعضهم بالطوافات العسكرية الى بيروت او الى مستشفيات زغرتا والكورة. وسجل تضرر عدد كبير من الحافلات والسيارات التي كانت متوقفة في محيط موقع الانفجار، فضلا عن تضرر عدد من المحال التجارية والمصارف.

وقد ضرب الجيش طوقا امنيا حول مكان الانفجار الذي انتشرت فيه اشلاء بعض القتلى وامتعتهم. وفضل وزير الداخلية زياد بارود الذي زار طرابلس ظهرا عدم الكشف على مكان الانفجار حفاظا على الادلة. وهو ترأس اجتماعا في مركز المحافظة شارك فيه محافظ الشمال ناصيف قالوش وقادة الامن. واعطى التوجيهات اللازمة لمواكبة تداعيات الجريمة التي قال انها تلحق الضرر بكل اللبنانيين.

وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان اتصل قبيل مغادرته بيروت في زيارة رسمية الى دمشق بالوزير بارود وقيادة الجيش، مشددا على وجوب تكثيف التحقيقات والاسراع في كشف الجناة وإحالتهم على القضاء.