سليمان والسنيورة يؤكدان أن الجيش واللبنانيين لن يخضعوا للإرهابيين

بري يعتبر ما حصل محاولة لمنع تصحيح العلاقات مع سورية

TT

قوبلت جريمة التفجير الإرهابية التي استهدفت حافلة ركاب في مدينة طرابلس بشمال لبنان قبل ظهر امس وأوقعت، بحسب احصائية اولية، 15 قتيلا و51 جريحا، بموجة واسعة من الشجب والاستنكار والادانة على مختلف المستويات الرسمية والدينية والسياسية والشعبية. وقد ادان رئيس الجمهورية ميشال سليمان الجريمة مؤكدا «ان القوى الامنية لن تخضع لمحاولات ارهابها». فيما اكد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان لبنان واللبنانيين لن يركعوا ولن يخافوا ولن يستسلموا للمجرمين والارهابيين، مشددا على «ان الوحدة الوطنية هي السلاح الامضى لمواجهة المجرمين والمتربصين بلبنان». واعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري ان الجريمة من حيث توقيتها مع موعد زيارة رئيس الجمهورية الى سورية «انما تستهدف منع تصحيح العلاقات بين البلدين». ورأى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في الجريمة «رسالة ارهابية وخرقا امنيا خطيرا يجب وضع حد حاسم له سياسيا وامنيا».

موقف الرئيس سليمان ورد في بيان اصدرته المديرية العامة للرئاسة وجاء فيه: «ان فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يدين الجريمة الارهابية التي وقعت صباح اليوم (امس) في طرابلس وحصدت عددا من الشهداء الابرياء من عسكريين ومدنيين وروعت الامنين في منازلهم او في طريقهم الى اعمالهم. ويؤكد فخامة الرئيس ان الجيش اللبناني والقوى الامنية لن تخضع لمحاولات ارهابها بالاعتداءات والجرائم التي تطاول المجتمع المدني، وتاريخ الجيش يشهد بذلك».

وكرر سليمان دعوته الى «المصارحة والمصالحة والتوحد والصمود في وجه هذا الارهاب الذي يطاول الجميع بلا استثناء، ولا يصب الا في خانة العدو الاسرائيلي. وهذا ما يستوجب الوقوف صفا واحدا وسدا منيعا في وجهه».

اما الرئيس بري فتقدم بالعزاء «من قيادة الجيش وذوي الضحايا العسكريين والمدنيين جراء التفجير الارهابي الذي استهدف لبنان والجيش في عاصمة الشمال طرابلس الشهباء». ودعا اللبنانيين الى «المزيد من التضامن والوحدة والانتباه الى ان محاولة ارباك النظام العام وتهديد الامن ستبقى على الدوام هدف المجرمين الارهابيين». ولاحظ ان «توقيت هذه العملية الإرهابية اليوم وموعد زيارة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى دمشق انما يستهدف منع تصحيح العلاقة اللبنانية ـ السورية وتحريرها من كل ما يشوبها».

من جهته، قال السنيورة: «ان هذه الجريمة الآثمة في طرابلس تأتي لكي يقولوا ان المجرمين المتربصين يريدون استمرار حالة التوتر في لبنان (...) لا اكتفي بالتعزية بل اجدد العزم والعزيمة والقول والموقف ان لبنان لن يركع، لا لبنان ولا اللبنانيون سيركعون. لن يخافوا ولن يستسلموا لا للمجرمين ولا للارهابيين. لقد جربوا معنا هذا الاسلوب وثبت انه لن ينال من عزيمتنا وصلابة موقفنا. ان هذا العمل لن يؤثر ايضا على انطلاقة حكومتنا بالرغم من انه حاول ان يؤثر في الماضي وعلى مدى ثلاث سنوات الماضية».

ودعا المفتي قباني، الحكومة اللبنانية الى «ضبط الامن والمحافظة عليه بحزم وقوة في بداية مسيرتها بعد نيلها الثقة». ووصف الانفجار بانه «جريمة نكراء لإشعال نار الفتنة».

واستنكر مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار الموجود في القاهرة الجريمة واعتبرها «مؤامرة جديدة تريد ان تؤجج الوضع الامني في طرابلس».

ودان الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي «العمل الارهابي البشع الذي اختارت الايدي الآثمة ان تكون طرابلس مسرحا له». كما استنكر الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي الجريمة وشدد على «ان الرسالة الدموية التي وجهت اليوم من قلب طرابلس تقتضي من الاجهزة الرسمية اعادة النظر في الاجراءات الامنية والمعلوماتية المتخذة لكشف الفاعلين بسرعة وتطويق نار الفتنة، كما يقتضي من القيادات المعنية في المدينة رفع الغطاء عن كل مخل ومسيء، مهما كانت خلفياته واسبابه».

ودعا رئيس كتلة «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون الحكومة الى «بدء برنامج مكافحة للانتهاء من المجموعات المسلحة الفالتة في الشوارع والقرى». ورأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في الانفجار «اعتداء خطيرا يفترض ان يدفع الحكومة الى اعطاء الجيش مطلق الصلاحيات لجمع السلاح من كل الاطراف. وهذا الانفجار يؤكد ان اي دعم للتيارات الظلامية من اي جهة محلية او خارجية يؤدي حتما الى استنساخ التجربة العراقية في لبنان. ونحن بغنى عن مجالس الصحوة وغير الصحوة، لان الجيش هو الوحيد المولج بضبط الامن».

وأدان «حزب الله» الجريمة التي اعتبر انها «تستهدف المؤسسة العسكرية التي يجب الحرص عليها وعلى دورها»، واعرب نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري عن المه «لسقوط مزيد من ضحايا الفلتان الامني» داعيا الى «الاسراع في معالجة الملف الامني من جذوره». وقال الرئيس اللبناني الاسبق رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» امين الجميل: «ان ما يستهدف لبنان اكبر من اي مناسبة وان تزامنت الجريمة مع زيارة الرئيس سليمان الى دمشق». ودعا «كل القيادات اللبنانية والطرابلسية خصوصا الى العمل، كل من موقعه، لدرء الفتنة واقامة سد منيع امام كل الاخطار المحدقة بالوطن».