مقتل 10 مسلحين بقصف صاروخي في منطقة القبائل الباكستانية

أصوليو لندن ينفون مقتل سعيد المحاسب زعيم «القاعدة» في أفغانستان

آثار القصف الصاروخي على قرية باغار جنوب وزيرستان القبلية الباكستانية (أ.ب)
TT

قال مسؤولون امس ان 10 متشددين إسلاميين على الاقل، بينهم بعض الاشخاص يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة، قتلوا في غارة جوية أثناء الليل، استهدفت منطقة جنوب وزيرستان القبلية الباكستانية الواقعة على الحدود مع أفغانستان.

وكانت عدة صواريخ قد استهدفت مقرا يستخدمه أتباع الملا نظير، القيادي القبلي المتشدد الموالي لطالبان في قرية باغار، التي تقع على بعد نحو 30 كيلومترا غرب بلدة وانا الرئيسية في المنطقة في وقت متأخر من الليلة الماضية. وقال مسؤول أمني بارز، اشترط عدم ذكر اسمه، بسبب حساسية الموضوع «تقول التقارير الاولية إن أربعة صواريخ على الاقل ضربت المقر وقتلت أكثر من 10 متشددين من بينهم أجانب». وأضاف أن حصيلة قتلى الهجوم قد ترتفع حيث يعتقد في أن بعض الاشخاص دفنوا تحت الانقاض. وأشار إلى ان القوات عبر الحدود (القوات الأميركية) أطلقت صواريخ موجهة، بينما قال السكان المحليون إنهم شاهدوا طائرة اميركية تحلق في سماء المنطقة وقت الغارة. وأفادت تقارير أيضا بتحليق مروحيات عسكرية باكستانية فوق المنطقة بعد الانفجارات.

من جهة اخرى، قلل اصوليون في لندن من اهمية خبر مقتل الرجل الثالث في القاعدة الشيخ سعيد المحاسب، الذي يعرف باسم مصطفى ابو اليزيد زعيم «القاعدة» في افغانستان. وقال الدكتور هاني السباعي مدير مركز المقريزي للدراسات بلندن: «ان الخبر يبدو مفبركا من قبل الباكستانيين، لانهم اولا قالوا ان الذي قتل هو ابو سعيد المصري، وهذه ليست كنية مصطفى ابو اليزيد الذي عرف لسنوات بانه سعيد المحاسب، وهو من جماعة الجهاد المصرية. واضاف ان قيادات «القاعدة» لا يخافون الموت، ولا يتسترون على قتلاهم، لانهم يعرفون انهم سيقتلون او يؤسرون او ينتصرون، ولا بديل عن ذلك، لانهم في حرب لا تتوقف. واضاف ان حسم المسألة ستكون بيد «القاعدة»، التي ستصدر بيانا تنعى فيه مقتل ابو اليزيد، كما فعلوا مع ابو خباب خبير المتفجرات قبل اسبوعين». واوضح ان ابو اليزيد تتضاءل اهميته بجانب قيادات «القاعدة» الذين قتلوا من قبل، مثل ابو عبيدة البنشيري، الذي غرق في بحيرة فكتوريا وابو حفص المصري، الذي قتل في معارك قندهار نهاية عام 2001، وابو خباب الخبير الكيماوي، الذي قتل بقصف صاروخي مماثل قبل اسبوعين. واشار الى ان اعلان مقتل من يسمونه ابو سعيد المصري هو من نوع تبرير القصف الصاروخي على منطقة الشريط الحدودي، بزعم اختباء قيادات «القاعدة» هناك. وشنت قوات اميركية في أفغانستان العديد من هجمات الصواريخ العام الحالي في المنطقة القبلية الباكستانية التي تأوي متشددي طالبان و«القاعدة»، الذين يشنون هجمات عبر الحدود في أفغانستان.

وقتل خبير الاسلحة الكيميائية في «القاعدة» أبو خباب المصري المعروف أيضا باسم مدحت مرسي في هجوم مماثل بجنوب وزيرستان يوم 28 يوليو (تموز) الماضي.

وفي حادث منفصل قتل زعيم فصيل متشدد عندما أطلق مسلح النار عليه بمكتبه في مسجد ببلدة تقع في شمال غرب البلاد. وتشهد باكستان حليف الولايات المتحدة أعمال عنف يقوم بها متشددون، مما يساعد في تقويض ثقة المستثمرين، بينما تلوح في الافق بوادر أزمة بشأن محاولات الحكومة الائتلافية الجديدة الاطاحة بالرئيس برويز مشرف، الذي لا يتمتع بشعبية. ونفذت قوات اميركية متمركزة في افغانستان عدة هجمات صاروخية هذا العام في الاقاليم الحدودية لباكستان، التي تعرف بأنها مخابئ لمتشددي «القاعدة» وطالبان.

وقال مسؤول مخابرات في منطقة وزيرستان الجنوبية، طلب عدم نشر اسمه، لرويترز ان اربعة صواريخ على الاقل اطلقت عبر الحدود اصابت احد معسكري تدريب بالمنطقة.

وقال في اشارة الى فصيل متشدد متحالف مع طالبان، هذا المعسكر كان يديره الحزب الاسلامي وكان يوجد نحو 15 شخصا بينهم اجانب عندما وقع الهجوم. وقال سكان ان المجمع المبني من الطوب والطين دمر وانه تم انتشال ثماني جثث على الاقل من تحت الانقاض. ولم يتسن على الفور الاتصال بمتحدث عسكري للتعقيب.

وفي بلدة بارا باقليم خيبر قتل حاج نامدار، وهو زعيم فصيل اسلامي بالرصاص وهو يحضر اجتماعا بمكتبه حيث نجا في مايو (ايار) الماضي من تفجير انتحاري. وقال زهير شاه وهو حليف مقرب من نامدار كانوا ثلاثة رجال وقفوا فجأة اثناء الاجتماع وأطلق أحدهم النار عليه. وقال شاه انه تم احتجاز المهاجم، بينما هرب الرجلان الاخران. وكان نامدار يتزعم مجموعة يطلق عليها تشجيع الفضيلة والنهي عن الرذيلة، تروج لحكم يماثل نظام طالبان، لكن يعرف انه كان على خلافات مع حركة طالبان الرئيسية في باكستان.

وتتنافس الجماعات المتشددة على النفوذ في منطقة خيبر غرب مدينة بيشاور، حيث قامت قوات الامن في الاونة الاخيرة بحملة لطرد المتشددين من ضواحي بيشاور.