«القاعدة» تستغل النزاع الإقليمي لإحكام قبضتها على باكستان

بن لادن مهتم بتجنيد أفراد ذوي أصول غربية يتمتعون بمهارة في اللغات

TT

قال مسؤول أميركي بارز في مجال مكافحة الإرهاب إن «القاعدة» تستغل اللغط السياسي الحالي في باكستان لترسيخ أقدامها في المناطق الحدودية مع أفغانستان. جاء ذلك في تقييم حذَّر فيه المسؤول من مخاطر متزايدة لهجوم محتمل خلال موسم الانتخابات الأميركية المقبل. وأضاف تيد غيستارو، الخبير في شؤون تنظيم «القاعدة»، أنه على الرغم من الخسائر في القادة البارزين جراء الضربات التي تقوم بها الولايات المتحدة، فما زال أسامة بن لادن يتمتع بملاذ آمن في المنطقة الحدودية ويتمكن مع ترسيخ تحالفاته مع عدد كبير من المجموعات الإسلامية في مساحات كبيرة بدءا من جنوب أفريقيا إلى منطقة الشرق الأوسط. وأشار غيستارو إلى أن «القاعدة» تسعى عن طريق هؤلاء الحلفاء إلى أن يكون لها عملاء إرهابيين في الولايات المتحدة والدول الغربية. وقال غيستارو في كلمة ألقاها أمام معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: «حسب تقييماتنا فإن نية «القاعدة» لمهاجمة الأراضي الأميركية ما زالت قائمة. يذكر أن غيستارو كان المسؤول الأساسي المشارك في تقرير «تقييم الاستخبارات القومي» الذي صدر في أغسطس (آب) الماضي والذي وصف عمليات «القاعدة» لبناء شبكتها داخل منطقة القبائل في الحدود الشمالية الغربية لباكستان. وتعد تلك التقييمات نظرة مجمع عليها من قبل الهيئات الاستخباراتية داخل الولايات المتحدة. وخلال العام الذي تلا إصدار التقرير، تمكن بن لادن من التعامل مع الكثير من نقاط الضعف، لاسيما في العراق، حيث عانت التنظيمات التابعة للقاعدة من خسائر عسكرية متكررة وتناقص في الدعم الشعبي. ولكن بالنسبة لباكستان، فإن وضع «القاعدة» أقوى من أي وقت مضى، حيث تمكن حلفائها في طالبان من تقويض قدرة القوات الحكومية المحلية على بسط نفوذها على المنطقة، حسبما قال غيستارو، الذي أشار إلى أن «القاعدة» «تتمتع في الوقت الحالي بالكثير من المزايا العسكرية والتنظيمية التي كانت تتمتع بها في أفغانستان» قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة الأميركية قبل سبعة أعوام. وقال غيستارو إن الحرية النسبية التي تتمتع بها الحركة ساعدتها على تدريب جيل جديد من المجندين، ومنهم صغار السن الذين يتقدمون في صفوف التنظيم ليحلوا محل المحاربين القدماء الذين قتلوا أو تعرضوا للأسر. وأضاف أن بن لادن يبدو أنه يهتم على وجه الخصوص بتجنيد أفراد جدد ذوي أصول غربية لديهم وثائق يمكنهم السفر بها ويتمتعون بالمهارة في بعض اللغات حتى يمكنهم الوصول بسهولة إلى أوروبا والولايات المتحدة. ويقول غيستارو إنه على الرغم من أن المسؤولين الاستخباراتيين ليس لديهم معلومات عن خطط معينة بشأن هجوم داخل الولايات المتحدة، فهم يتوقعون زيادة في التهديدات خلال الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأميركية، ولكن أشار المسؤول إلى أنه مع أن «القاعدة» قد تستغل الانتخابات كذريعة للقيام بهجوم، فليس ثمة دليل على أن بن لادن يرغب في أن ترجح الكفة تجاه أي من المرشحين للرئاسة. ويؤكد غيستارو أنه بالنسبة لابن لادن، فإنه «لا يوجد فرق بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري»، لأنه بالنسبة له، فإن الاثنين مدعومان من مؤسسات عالية تعارض «القاعدة» قيمها. وتأتي تصريحات غيستارو متزامنة مع تقرير لم تثبت صحته بشأن مقتل قيادي بارز في «القاعدة» في أفغانستان. وقد أفادت مصادر إخبارية باكستانية بأن مصطفى أبو اليزيد، المشهور باسم شيخ سعيد، قتل في مناوشات مع الجنود الباكستانيين. ومن جانبهم قال مسؤولون استخباراتيون أميركيون إنهم لا يستطيعون تأكيد الخبر. وعكف مسؤولون استخباراتيون أمس على تحليل آخر شريط صوتي للرجل الثاني بتنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري. وكان رجل ادعى أنه هو الظواهري قد اتهم في تسجيل باللغة الإنجليزية الزعماء في باكستان بالتبعية للولايات المتحدة، وأضاف: «يجب ألا يكون هناك لبس في أذهانكم ولتعلموا أن القوى السياسية العاملة في باكستان في الوقت الحالي تتنافس لإرضاء صليبي العصر الحديث في البيت الأبيض، كما أنهم يعملون على زعزعة الاستقرار في بلدهم الذي لديه قدرات نووية تحت رعاية أميركا».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص يـ «الشرق الأوسط»