داعي الإسلام الشهال: انفجار طرابلس جريمة غريبة الأطوار

زعيم للطائفة العلوية يتهم أطرافاً لبنانية بحيازة أسلحة إسرائيلية

TT

أعاد الانفجار الذي هزّ وسط مدينة طرابلس صباح أمس، إلى أذهان المواطنين ذكريات الحرب الأهلية اللبنانية ومفاجآتها المميتة. فرغم سلسلة الانفجارات المتنقلة التي جابت لبنان منذ مقتل الرئيس الراحل رفيق الحريري عام 2004، بقيت طرابلس في منأى عن هذا النوع من الصدمات المباغتة، وكل الأحداث والمعارك التي اشتعلت في الشهور الماضية كانت أطرافها المباشرة معروفة، باستثناء انفجار وقع في إحدى عمارات «باب التبانة» واعتبر في إطار المعارك المشتعلة بين هذه المنطقة ومنطقة جبل محسن. الشيخ داعي الإسلام الشهال، مؤسس التيار السلفي في لبنان، وابن مدينة طرابلس، قال لـ«الشرق الأوسط» ان «الانفجار الذي وقع أمس هو جريمة بكل المقاييس، وجريمة غريبة الأطوار وليس لها تفسير، وأرجو ان تبقى يتيمة وألا تتكرر». وأضاف الشيخ الشهال: «تفسيري انها ارتكبت من قبل طرف معين لتحقيق هدف بعينه. فإما انها ارتكبت للإيقاع بين أهالي طرابلس ومؤسسة الجيش أو لإيقاع فتنة مذهبية بين أهالي طرابلس من سنة وعلويين، وربما لإيقاع فتنة في لبنان عموماً. وقد يكون الهدف ضرب عصفورين بحجر واحد. فالهدف واضح، ويشبه ما كنا نشاهده خلال الحرب الأهلية وهو زعزعة الأمن والاستقرار، وهذا لن يحدث». أما رفعت علي عيد، وهو زعيم للطائفة العلوية في طرابلس، فقد قال في اتصال لنا معه «اننا لا نعرف من هي الجهة المنفذة، وننتظر التحقيقات في هذا الشأن، لكن الذي أوصل الأمور إلى هذه الحال، هم اؤلئك الذين جاءوا بالأسلحة الإسرائيلية إلى طرابلس، وشاهدناهم على التلفزيون. ويجب ان لا ننسى ان هناك من يريد ان يقيم إمارة إسلامية في طرابلس ولا يناسبه بقاء شيء اسمه لبنان، كـ«فتح الإسلام» وتنظيمات أخرى. ثم ان مخابرات العالم صارت كلها في طرابلس، هذا أمر نلمسه ونعرفه وان كنا لا نتكلم عنه. لا أتهم أحداً لكنني أؤكد ان ما يحدث هو في مصلحة إسرائيل، ولا يوجد لبناني مخلص له مصلحة في ضرب مؤسسة الجيش، ونحن كأقلية نتمسك بالجيش ونعرف انه لا مصلحة لنا إلا بقيام الدولة». وأضاف عيد: «بالعودة إلى الأسلحة الإسرائيلية في لبنان أقول اننا اثناء المعارك مع باب التبانة دخلنا موقعاً في «بعل الدراويش» ووجدنا صندوقاً للرصاص كان خالياً، وعليه كتابة بالعبرية».

النائب عن تيار المستقبل مصطفى علوش، له وجهة نظر أخرى في الانفجار. قال علوش وهو ابن منطقة باب التبانة: «الانفجار الذي وقع في طرابلس هو استكمال لسلسلة الانفجارات التي شهدها لبنان منذ عام 2004 بهدف تطويع اللبنانيين وإفهامهم ان مطلبهم في السيادة والاستقلال وكل الخيارات التي اتخذوها خاسرة، ولا بد من عودتهم إلى عصر الوصاية». وأضاف علوش: «هناك من يريد ان يؤكد للمواطنين ان الدولة ليست مرجعية قادرة على حمايتهم. وقد لا يكون الانفجار له علاقة مباشرة بأحداث ومعارك باب التبانة وجبل محسن، لكن الهدف من سلسلة الاحداث والانفجارات والاعتداءت المتنقلة التي نراها في كل لبنان هو وضع المواطنين تحت الضغط السياسي والأمني والاجتماعي».