الناطق بلسان «كديما»: باراك فاوض شارون أن يضعه بالمرتبة السابعة في لائحة الحزب

احتدام المعارك بين قادة حزبي الائتلاف الحاكم في إسرائيل

TT

تحتدم المعارك الشخصية والحزبية بين المتنافسين على زعامة حزب «كديما» وبين شريكهم في الائتلاف الحاكم، زعيم حزب العمل وزير الدفاع، ايهود باراك. وكان في مركز هذه المعارك، أمس، ما قاله باراك، أمس، من ان «كديما» هو حزب عابر يستخدم لمرة واحدة مثل صحون البلاستيك. ورد عليه الناطق بلسان حزب «كديما»، قائلا: إنه عند تأسيس حزب «كديما»، توجه باراك شخصيا الى أرئيل شارون، مؤسس الحزب، وراح يفاوضه على الانضمام اليه ورجاه أن يضعه في المكان السادس على لائحة الحزب، فرفض.

ونفى الناطق بلسان باراك هذا الادعاء وقال ان حزب «كديما» لم يجذبه في الماضي أبدا وانه لم يفكر في حزب سوى حزب العمل.

وكان الصراع بين باراك وبين حزب «كديما» قد انفجر بحدة واتخذ طابع الاتهامات القاسية والكلمات العنيفة، اثر نشر استطلاعات الرأي التي تشير الى هذا الحزب ورغم وضعه الصعب، فإنه يحظى بشعبية أكبر من شعبية حزب العمل تحت قيادة باراك. فقرر المستشارون الاعلاميون والاستراتيجيون من حول باراك أن هذا الضعف في حزبهم ناجم عن فقدانه هويته السياسية المميزة كحزب ليبرالي وعن مسايرته لحزب «كديما»، وان عليهم أن يغيروا تكتيكهم الحزبي بمهاجمة هذا الحزب.

ومنذ ذلك الحين، يلقي باراك ورفاقه وجبة يومية من الانتقادات والتهجمات على حزب «كديما» المرشحة الأقوى لرئاسته، تسيبي ليفني. فقال ان هذا حزب عابر ومؤقت وانه حزب بلا هوية. واضاف ان تسيبي لفني عاجزة عن القيادة وغير قادرة على اتخاذ قرارات مصيرية «لا في الليل ولا في النهار» (تلميحا الى الدعاية الانتخابية للرئاسة الأميركية، حيث اشتهرت المقولة ان أميركا بحاجة الى رئيس عندما يوقظونه في الثالثة فجرا، يكون قادرا على لاتخاذ القرار الصائب). وقال ان منصب رئيس الحكومة الاسرائيلية يحتاج الى شخصية قوية ذات رصيد عسكري قوي.

وردت لفني على ذلك بالتساؤل، أمس: «وهل هذا يعني ان رؤساء حكومات اسرائيل من غير العسكريين، مثل مؤسس الدولة دافيد بن غوريون، وموشيه شريت وليفي اشكول وغولدا مئير ومناحم بيغن، كانوا فاشلين؟... والى متى يظل باراك يتعامل مع الجمهور بالاستهتار بذاكرته، فالجميع يذكرونه كرئيس حكومة فاشل اضطر الى الاعتزال بعد سنتين في رئاسة الحكومة».

وجدير بالذكر ان وزير الأمن الداخلي، آفي ديختر، المرشح الثالث على خلافة أولمرت في رئاسة «كديما» ومن ثم رئاسة الحكومة، أعلن الليلة قبل الماضية بشكل رسمي عن خوضه التنافس مع ليفني، ووزير الشؤون الاستراتيجية، شاؤول موفاز. وهاجم ديختر كلا من ليفني وموفاز وقال ان كليهما لا يصلحان لمنصب رئيس الحكومة. فالأولى تفتقر للتجربة الأمنية الضرورية لاسرائيل في مواجهة التحديات الجديدة، والثاني يمتلك التجربة الأمنية ولكنه ضعيف في التجربة السياسية ومحدود في الحسابات الاستراتيجية، يطلق تصريحا واحدا غير مسؤول فتقفز أسعار النفط في العالم (يقصد تصريحات موفاز، التي هدد فيها بضرب ايران). وقال ديختر انه واع لضرورات الاعتدال السياسي في هذا العالم، لذلك فإنه يوافق على المشروع الأميركي للسلام في الشرق الأوسط المعروف باسم «خريطة الطريق»، وفي الوقت نفسه لا يركض نحو تطبيقه، حيث ان القيادة الفلسطينية غير قادرة على تطبيق أي مشروع سلام. وانتقل ديختر فجأة للتكلم باللغة العربية الى مؤيديه العرب (من فلسطينيي 48)، ليقول انه يؤيد المساواة لهم كاملة ويريد التعاون المشترك معهم في ادارة شؤون اسرائيل.

بيد ان استطلاعات الرأي لا تعطي ديختر أية آمال في الفوز، حيث ان الفارق بينه وبين موفاز وليفني يزيد على 20% ـ 25% من الأصوات. مصر: إسرائيل تواصل إغلاق معبر كرم أبو سالم أمام حركة الشاحنات