تبادل اتهامات بخرق الهدنة: روسيا تسقط طائرتي تجسس جورجيتين.. وتبليسي تتهم موسكو بتطويقها

أردوغان وميركل ورايس يتوجهون إلى القوقاز.. والجيش الأميركي سيبدأ في تقييم احتياجات الجيش الجورجي

TT

على الرغم من اعلان روسيا أول أمس وقف عملياتها العسكرية ضد جورجيا، فقد استمرت المناوشات العسكرية أمس وتبادل الطرفان الاتهامات بخرق الهدنة والاستمرار بتنفيذ عمليات عسكرية. وجاء ذلك في وقت يتوجه فيه مسؤولون دوليون الى المنطقة لبحث الأزمة مع القادة في روسيا وجورجيا، وأبرزهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، في وقت يسود جدل حول تفسير البند السادس من الاتفاقية التي عرضها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والتي تدعو الى حوار دولي حول مستقبل أوسيتيا الجنوبية وابخازيا.

وفي الاتهامات المتبادلة حول خرق الهدنة، اعلنت وزارة الدفاع الروسية ان القوات الروسية أسقطت طائرتي تجسس جورجيتين تعملان بدون طيار فوق تسخينفالي عاصمة اوسيتيا الجنوبية. وفي المقابل، نقلت وسائل الإعلام الجورجية عن شهود في منطقة غوري الجورجية التي تقع على الحدود مع أوسيتيا الجنوبية، ان دبابات روسية لا تزال في المنطقة وهي تدمر المباني وقد اتجه بعض منها الى العاصمة الجورجية تبليسي. كما أكد رئيس الجمهورية الجورجية، ميخائيل ساكاشفيلي، ان دبابات روسية فتحت النار على سكان ودمرت مباني في مدينة غوري. وقال: «الدبابات الروسية دخلت الى غوري ودمرت مباني. وتقوم بعمليات نهب وتطلق النار على السكان». وقال لتلفزيون الـ«سي إن إن»، ان القوات الروسية تتجه نحو عاصمة جورجيا تبيليسي وتحاول تطويقها منتقدا تساهل واشنطن في تصريحاتها الاولى. وقال: «بصراحة، رأى الروس في بعض التصريحات التي صدرت عن واشنطن ضوءا اخضر لانها كانت متساهلة جدا. الروس لا يفهمون هذا النوع من اللغات المتساهلة».

وردت موسكو على اتهامات تبليسي، ونفت ان تكون قواتها تقوم بعمليات نهب وسرقة او تطلق النار على السكان، وقال ممثل للجيش الروسي لوكالة الأنباء الروسية «نوفوستي»، ان «قوات حفظ السلام الروسية موجودة في غوري لتفريغ مستودع عسكري جورجي». وعبر الرئيس الأميركي جورج بوش أمس عن قلقه بخصوص العمليات العسكرية الروسية في جورجيا وقال انه سيوفد وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الى تبليسي لإبداء التأييد الاميركي لحكومة جورجيا. وقال متحدثا للصحافيين في البيت الأبيض انه ينبغي لروسيا ان تحافظ على كلمتها وان تتحرك لوضع نهاية للأزمة مع جورجيا، وأضاف انه سيرسل طائرات عسكرية اميركية تحمل امدادات انسانية.وكان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، قد اتهم الولايات المتحدة بأنها ساندت العملية العسكرية الجورجية ضد جمهورية اوسيتيا الجنوبية. وقال لشبكة «ان تي في» الروسية أمس: «من الصعب تصور ان يكون ساكاشفيلي خاض هذه المغامرة التي تنطوي على مجازفات بدون دعم بشكل أو بآخر، من الولايات المتحدة».

وفي اطار الوساطات الدولية، اعلن ديوان رئيس الوزراء التركي ان رجب طيب اردوغان توجه امس الى روسيا ثم جورجيا لاجراء محادثات حول النزاع بين البلدين. وافاد بيان بأن اردوغان سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو ثم الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في تبيليسي. الى ذلك، اعلنت موسكو امس يوم حداد نٌكست فيه الاعلام واُقيمت القداسات الجنائزية في انحاء البلاد. واستهلت موسكو نشاطها الدبلوماسي امس باعلان وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، عدم صحة تفسير الرئيس الجورجي للبند السادس في قائمة المبادئ الستة لوقف اطلاق النار الذي توصلت اليه الاطراف المعنية بوساطة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في موسكو تبليسي اول من امس. وقال لافروف باستحالة تقرير المسائل المتعلقة بضمان امن اوسيتيا الجنوبية وابخازيا دون مناقشة آفاق الوضعية السياسية للجمهوريتين. وكان ساكاشفيلي قد رفض قبول البند السادس في وثيقة موسكو ما اضطر الرئيس الفرنسي الى معاودة الاتصال من تبليسي بالرئيس دميتري ميدفيديف مرتين لتعديل الصياغة التي تتباين بشانها التفسيرات حتى اليوم. وأشار لافروف الى ان الصياغة النهائية التي توصل اليها ساركوزي لا تتضمن تناول قضايا وضعية الجمهوريتين، لكن الجملة التي تنص على ضرورة بدء المناقشات الدولية لسبل ضمان امن الجمهوريتين تعني بطبيعة الحال استحالة تقرير هذه القضايا بغير مناقشة المسائل المتعلقة بالوضعية السياسيةCc Georgia - Basil إلى ذلك، اعلن البيت الابيض أمس عن وصول اول طائرة شحن عسكرية اميركية من طراز سي ـ 17 الى العاصمة تبيليسي، تحمل المساعدات الانسانية لضحايا النزاع في جورجيا. وأوضح البنتاغون في وقت لاحق انه لا يعتزم السيطرة على موانئ جورجيا او مطاراتها لنقل المعونة، الا انه أضاف ان البنتاغون سيبدأ في تقييم احتياجات الجيش الجورجي خلال الايام المقبلة، وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية برايان ويتمان: «انهم حلفاء مقربون. انا متاكد ان العلاقات العسكرية ستتواصل وسندرس احتياجاتهم».