عبد ربه: تسريبات إسرائيل عن مقايضة حق العودة تمهد لإقناع واشنطن بإعلان مبادئ حول قضايا الحل النهائي

قال لـ«الشرق الأوسط» : إذا رفضه الفلسطينيون يعني إفشال المفاوضات وإذا قبلوا به سيخفضون سقف مطالبهم

TT

اعتبرت السلطة الفلسطينية ان ما سربته الحكومة الاسرائيلية حول امكانية القبول بلم شمل حوالي 20 الف فلسطيني مع اسرهم في اسرائيل، مقابل اسقاط حق العودة، وما قبل ذلك من انسحابات من 93% من اراضي الضفة الغربية، هي محاولة اسرائيلية للتمهيد لاصدار اعلان مبادئ حول قضايا الحل النهائي.

وقال ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عضو طاقم التفاوض لـ «الشرق الاوسط»: «هذه محاولة لإقناع الولايات المتحدة باصدار اعلان مبادئ جديد عديم المفعول يوحي بوجود تقدم في العملية السلمية..». وأضاف عبد ربه «إن هذا الاعلان سيكون غير قابل للتطبيق».

وحسب المفاوض الفلسطيني، فان ثمة افكارا لأن يقوم الاميركيون باعلانه باسم الطرفين، خلال جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في سبتمبر (ايلول) المقبل. وتابع عبد ربه القول «نحن من جانبنا نعتبر ان لا حاجة لنا لإعلان جديد.. وان ما تطرحه اسرائيل غامض ولا يشكل نقطة بداية». وأوضح «ان حتى ما طرح حول الانسحاب من 93% من الضفة الغربية، فهو كلام منقوص.. فهم يتحدثون عن الضفة الغربية من دون القدس الشرقية ومن دون منطقة الأغوار أي عن حوالي 67% فقط من الضفة لعام 1967».

واستطرد قائلا «باختصار، فان هذه الطروحات هي فخ.. فاذا قبلنا بها نكون قد انزلنا سقف المطالب الفلسطينية. واذا رفضناها سيحملونا مسألة فشل المفاوضات» كما حصل في مفاوضات كامب ديفيد في يوليو (تموز) 2000 برعاية الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون. اذ ألقي باللوم على الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، في افشال المفاوضات برفضه عرض رئيس الوزراء الاسرائيلي في حينه ايهود باراك باعادة 96% من الضفة (من غير القدس الشرقية ايضا) الغربية اضافة طبعا الى كامل قطاع غزة. ورفض نبيل ابو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، في تعقيبه، تصريحات اولمرت، وقال إن هذه التصريحات لا يمكن قبولها على الإطلاق بما فيها التصريحات السابقة عن القدس أو مساحة الأراضي الفلسطينية. وكرر ابو ردينة ما كان رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات، قد قاله لـ «الشرق الاوسط» وهو أن هذه التسريبات جزء من مناورة وتضليل للرأي العام العالمي وتمهد لتحميل الجانب الفلسطيني مسؤولية أي إخفاقات في عملية السلام.

وأكد أبو ردينه انه لم يتم إغلاق أي ملف من ملفات المفاوضات النهائية مع إسرائيل بعد ولم يتم التوصل إلى أي اتفاق في هذا الخصوص. واعتبر ابو ردينة القدس خطا أحمر، مؤكدا ان إقامة الدولة الفلسطينية على كامل حدود 4 يونيو (حزيران) 1967 وحل عادل لقضية اللاجئين هو الحل الذي تقبله القيادة الفلسطينية. وأوضح ابو ردينة انه لن يعرض أي اتفاق على الاستفتاء الشعبي، لا يشمل الموقف الفلسطيني والعربي ومرجعيات عملية السلام. وشدد على أن أي فشل في المفاوضات يتحمل الجانب الإسرائيلي مسؤوليته بالكامل.