الصومال: إثيوبيا تتدخل في الخلاف بين الرئيس يوسف ورئيس الوزراء

مقتل 6 صوماليين داخل حافلة صغيرة على أيدي القوات الإثيوبية

TT

وجهت الحكومة الإثيوبية الدعوة الى 3 مسؤولين كبار في الحكومة الصومالية للحضور الى أديس أبابا لبحث الخلاف المتفاقم بين الرئيس عبد الله يوسف احمد ورئيس الوزراء نور عدي في الأسابيع الأخيرة. ومن المتوقع أن يصل المسؤولون الثلاثة الى أديس أبابا اليوم للقاء كل من رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي ووزير الخارجية سيوم ماسفين. وكان الخلاف بين الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد ورئيس وزرائه نور عدي قد ظهر الي العلن بعد قيام رئيس الوزراء بإقالة محافظ العاصمة محمد طيري المقرب من الرئيس يوسف، وقد رفض الرئيس قرار الإقالة وأعاد تثبيت محافظ العاصمة في منصبه. وتلا ذلك استقالة ثلثي أعضاء مجلس الوزراء من مناصبهم وقيام رئيس الوزراء بتعيين وزراء جدد لملء الحقائب الشاغرة.

وقد فشلت جهود وساطة قادها المندوب الإثيوبي في الصومال «الجنرال غبري» لاحتواء الخلاف بين الرئيس ورئيس الوزراء الذي انعكس أيضا على البرلمان الصومالي الذي انقسم نوابه بين الجانبين. وظهرت أصوات نيابية تطالب بتقديم مشروع لسحب الثقة عن البرلمان. وهناك مخاوف من انعكاس هذا الخلاف علي النتائج المرجوة من اتفاقية جيبوتي التي وقعتها الحكومة مع تحالف المعارضة في يونيو الماضي برعاية الأمم المتحدة. وتعتبر إثيوبيا الحليف الأساسي للحكومة الصومالية التي تستمد بقاءها من تواجد آلاف من القوات الإثيوبية التي تقوم بتوفير الحراسة للمسؤولين الكبار في الحكومة إضافة الي محاربة الفصائل المعارضة المسلحة التي يشكل الإسلاميون أغلب عناصرها. وأوفد الاتحاد الإفريقي مبعوثه الخاص الى الصومال نيكولاس بواكيرا الي مقديشو والتقى كلا من الرئيس يوسف ورئيس الوزراء نور عدي ودعا بواكير الذي عقد مؤتمرا صحافيا بالعاصمة المسؤولين الصوماليين إلى انهاء الخلافات الداخلية. وقال بواكيرا «ندعو كلا من الرئيس ورئيس الحكومة إلى انهاء خلافاتهم وتجاوز العقبات بينهما». وذكر بواكيرا أنه لم يأت إلى مقديشو للوساطة لكنه جاء بهدف إبلاغ رسالة الاتحاد الإفريقي الى المسؤولين الحكوميين واجراء مشاورات معهما حول التطورات السياسية الأخيرة معربا عن قلق مجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقي العميق تجاه الخلافات السياسية والتوتر بين قادة الحكومة في هذه المرحلة الحساسة، والصعوبات التي تواجهها الحكومة بعد استقالة عدد من الوزراء وتأثير ذلك على جهود السلام والمصالحة الجارية. وهذه هي الزيارة الثانية لمبعوث الاتحاد الأفريقي بواكيرا خلال شهر واحد حيث زار العاصمة 14 من يونيو المنصرم وعقد آنذاك اجتماعات مع الرئيس يوسف ومسؤولين حكوميين آخرين وكذلك مع قادة قوات حفظ السلام الإفريقية.

في هذه الأثناء قتل 6 مدنيين صوماليين وأصيب 10 آخرون بجروح عندما فتحت القوات الإثيوبية النار على حافلة صغيرة للركاب كانت تعبر الطريق بين العاصمة مقديشو ومدينة بيداوا مقر البرلمان الصومالي بجنوب غربي البلاد. وكانت القوات الإثيوبية التي كانت في طريقها الى بيداوا قد تعرضت لسلسلة من الهجمات من قبل المقاتلين الإسلاميين. ووقع حادث إطلاق النار الذي أودى بحياة 6 مدنيين في منطقة ليجو على الطرق الرئيسي الذي يربط العاصمة بالمحافظات الغربية. وأفاد شهود عيان إصابة 10 من ركاب الحافلة التي كانت متوجهة الى بيداوا. وكانت القوات الإثيوبية التي أطلقت النار علي الحافلة المدنية قد تعرضت لسلسلة من الهجمات والكمائن على مدى الأيام الثلاثة الماضية من قبل المقاتلين الإسلاميين الذين قطعوا الطريق على القوات الإثيوبية التي تحرك بين العصمة وبيداوا. وقال «فرحان عِيلمَوجي» المتحدث باسم الجبهة الإسلامية الصومالية وهي أحد فصائل المعارضة الصومالية المسلحة إن مقاتليه قتلوا 35 جنديا إثيوبيا في المعارك التي جرت خلال اليومين الماضيين وأحرقوا عددا من الآليات العسكرية، لكن لم يتأكد ذلك من مصادر محايدة، كما أن القوات الإثيوبية لا تكشف عادة عن الخسائر الناجمة عن الاشتباكات بينها وبين المقاتلين الإسلاميين. وتركزت آخر المعارك بين القوات الإثيوبية والمقاتلين ألإسلاميين في المناطق المحاذية للطريق الرئيسي الذي يربط العاصمة بالمحافظات الغربية، حيث نصبت مجموعات من المقاتلين الإسلاميين كمائن لقافلة طويلة من القوات الإثيوبية التي خرجت من العاصمة يوم الإثنين الماضي متجهة الى بيداوا لكنها لم تتمكن من الوصول اليها بسبب تعرضها لسلسلة من الهجمات المتواصلة في الطريق.