الجامعة العربية تفتتح مكتبا تمثيليا دائما في مقديشو

قالت إنها خطوة تأتي في إطار تنشيط العمل العربي الخاص بالصومال

TT

افتتحت الجامعة العربية، مكتبا تمثيليا دائما لها في العاصمة الصومالية مقديشو للمرة الأولى، منذ أكثر من 16 عاما، يقوده الدبلوماسي إبراهيم الشويمي بمساعدة موظفين من الأمانة العامة للجامعة العربية، وموظفين صوماليين محليين، في محاولة لإعطاء دفعة لمحادثات المصالحة بين الحكومة المدعومة من اثيوبيا والمسلحين الاسلاميين.

وقال السفير هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الخطوة تأتي في إطار تنشيط العمل العربي الخاص بالصومال، مشيرا إلى أن المكتب سيتابع المشروعات التي ستشارك فيها الجامعة لاحقا التنمية هناك. وتم افتتاح المكتب رسميا أول من أمس. ورغم أن يوسف اعتبر أن الأوضاع في هذا البلد، الذي يشهد حربا أهلية مستمرة منذ عام 1991 «صعبة ومعقدة»، إلا أنه شدد في المقابل على أنه «من المهم مع هذا الجهد أن نرى ضوءا في نهاية المطاف»، على حد تعبيره. ولم يتضح على الفور حجم البعثة الرئيسية لمكتب الجامعة العربية أو طبيعة الترتيبات الأمنية لتوفير الحماية لأعضائها في العاصمة مقديشو، التي تشهد يوميا أعمال عنف واشتباكات بين الحكومة المؤقتة المدعومة من إثيوبيا وقوات حفظ السلام الأفريقية في مواجهة المتمردين والمقاومة المحلية. وتدعم الجامعة العربية اتفاق السلام الذي تم توقيعه في يونيو(حزيران) الماضي بجيبوتي بين الرئيس السابق للتحالف المعارض الشيخ شريف شيخ أحمد ورئيس الحكومة الصومالية الانتقالية العقيد نور حسن حسين (عدي). وسيجتمع الطرفان مجددا في جيبوتي (السبت والأحد) لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق، الذي ينص على انسحاب القوات الإثيوبية من الصومال في وقت لاحق قبل نهاية العام الحالي.

من جانبه حث الشويمي الصوماليين على نسيان الماضي والتركيز على انجاح اجتماع جيبوتي المقبل. وقال «للأسف لم يحدث الاتفاق انفراجا. ولكن الآن يجب علينا أن ننسى ما حدث في الماضي ونتجه الى المستقبل. المستقبل يقول انه يوجد الآن اتفاق قابل للتطبيق على أرض الصومال». واضاف الشويمي قائلا «اللجنة الامنية واللجنة السياسية.. وكلتاهما تعمل من أجل وضع الترتيبات الأمنية وترتيبات سياسية لتطبيق هذا الاتفاق». وسينضم مسؤولون آخرون من الجامعة الى الشويمي في الايام القليلة المقبلة للمساعدة في الاعداد لاجتماع جيبوتي. ويقول مسؤولون ان اتفاقا نهائيا للسلام سيوقع في وقت لاحق في المملكة العربية السعودية.

إلى ذلك، أبلغ أحمد ولد عبد الله مبعوث الأمم المتحدة الخاص لشؤون الصومال، «الشرق الأوسط» أمس، أن خطته الرامية إلى تفعيل اتفاق جيبوتي، تسير وفقا لما هو مقرر.

ويأتي هذا الاجتماع رغم استمرار انقسام وانشطار تحالف المعارضة الصومالية إلى جناحين متضادين، بعدما أقال التحالف الذي يتخذ من العاصمة الاريترية أسمرة مقرا له، رئيسه السابق الشيخ شريف شيخ أحمد، وعين مكانه الزعيم الاسلامى المتشدد الشيخ حسن طاهر أويس، وخلافات حادة في السلطة الانتقالية بمقديشو بين الرئيس الصومالي ورئيس وزرائه. وقال الدبلوماسي الموريتاني السابق من مقر عمله في العاصمة الكينية نيروبي، لـ«الشرق الأوسط» إن اجتماعات اللجنتين الأمنية والعليا بين جناح الشيخ شريف داخل تحالف المعارضة، ورئيس الوزراء عدي في العاصمة الجيبوتية، ستشهد مشاركة ممثلين من مختلف المنظمات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الجامعة العربية والاتحادان الأوروبي والأفريقي، في محاولة لتحقيق السلام والاستقرار في الصومال. ودعا ولد عبد الله البرلمان الصومالي إلى تعليق أعماله في مقره في مدينة بيداوة بجنوب الصومال لإتاحة الفرصة أمام البرلمانيين الأعضاء في وفد الحكومة الانتقالية الصومالية، للمشاركة في هذه الاجتماعات. ولم يتضح على الفور رد فعل البرلمان الصومالي على هذا الطلب، الذي يأتي في وقت يشهد فيه البرلمان، انقساما حادا بين أعضائه البالغ عددهم 270 عضوا حول مصير حكومة رئيس الوزراء عدي.

وقال عمر طلحة نائب رئيس البرلمان لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من مقره في مدينة بيداوة جنوب الصومال، «مع احترامنا للمبعوث الأممي، لكن البرلمان صاحب قراره ولا يعتزم تغيير أجندته المقررة لمحاسبة الحكومة ومناقشة التقرير النهائي،الذي أعدته اللجنة البرلمانية المكلفة تقصي الحقائق حول الوضع المالي للحكومة والسلطة الانتقالية في البلاد».