قمة دمشق تكلف وزيري خارجية لبنان وسورية تنفيذ الإجراءات التطبيقية لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما

اتفاق على مواصلة «التنسيق والتشاور» ودعوة إلى الأسد لزيارة بيروت

الرئيسان اللبناني والسوري في أعقاب جلسة المباحثات بينهما أمس (دالاتي ونهرا)
TT

وصف وزير الخارجية السوري وليد المعلم مباحثات الرئيس السوري بشار الأسد مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان في دمشق بأنها كانت «هامة للغاية» ومثمرة وشكلت «أساسا لعلاقات مميزة بين البلدين الشقيقين».

واختتم الرئيس اللبناني زيارته إلى دمشق بعد ظهر أمس عائدا الى بيروت بعد أن استكمل محادثاته مع الرئيس الأسد، واتفق معه على استمرار «التنسيق والتشاور بينهما وتبادل الزيارات». ووجه الرئيس سليمان دعوة لزيارة لبنان للرئيس الأسد الذي وعد بتلبيتها وسيتم الاتفاق على موعد الزيارة بالطرق المناسبة.

وتم الإعلان عن اتفاق الرئيسين «على إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين على مستوى السفراء بما ينسجم مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي بما في ذلك اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية». كما تم تكليف وزيري خارجية البلدين باتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك وفقاً للأصول التشريعية والقانونية في كل من البلدين.

وقال وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ إن مجلس الوزراء اللبناني سيجتمع بعد اسبوع لاتخاذ قرار بالتبادل الدبلوماسي ومن ثم سيتم الاتصال مع وزارة الخارجية السورية ليصار الى تنفيذ الاتفاق بخصوص التبادل الدبلوماسي. كما بحثت قمة الأسد ـ سليمان في العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات وأكد الجانبان حرصهما على تعزيزها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين. وفي نهاية المباحثات صدر بيان قرأه رئيس المجلس الأعلى السوري ـ اللبناني، تضمن تنويه الجانبين «بالتطورات الإيجابية على الساحة اللبنانية ولاسيما بعد اتفاق الدوحة الذي وضع لبنان على طريق الوفاق الوطني بما يحفظ أمنه واستقراره» وفي هذا الصدد أكد الجانبان أهمية «دعم اتفاق الدوحة بما في ذلك الحوار الوطني اللبناني الذي سيستأنف برئاسة رئيس الجمهورية اللبنانية وذلك تأكيداً على دوره كرئيس للدولة ورمز لوحدة الوطن». وتم تجديد الالتزام بالعمل على ترسيخ علاقات تقوم على «الاحترام المتبادل لسيادة واستقلال كل منهما والمحافظة على العلاقات الأخوية المميزة بين البلدين الشقيقين عبر الوسائل التي تلبي آمال وتطلعات الشعبين الشقيقين وتعمق أواصر التعاون والتنسيق بينهما». وأضاف البيان أنه سعياً لتحقيق هذا الهدف اتفق الرئيسان السوري واللبناني على: إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين على مستوى السفراء، واستئناف أعمال اللجنة المشتركة لتحديد وترسيم الحدود اللبنانية السورية وفق آلية وسلم أولويات يتفق عليهما بين الجانبين، على أن يصار إلى اتخاذ الإجراءات الإدارية والتقنية اللازمة للمباشرة بذلك. وعمل كلا الجانبين بشكل مشترك من من أجل «ضبط الحدود ومكافحة التهريب وكافة الأعمال المخالفة للقانون من خلال السلطات المعنية» لدى البلدين ووضع آليات ارتباط واتصال سريعة ودقيقة لهذا الغرض. وتفعيل وتكثيف أعمال اللجنة المشتركة المتعلقة «بالمفقودين من الطرفين» واعتماد الآليات الكفيلة بالوصول إلى نتائج نهائية بالسرعة الممكنة. كما توصل الجانبان السوري واللبناني الى الاتفاق على «مراجعة الاتفاقيات الثنائية القائمة بين البلدين بصورة موضوعية ووفق قناعات مشتركة بما ينسجم مع التطورات الحاصلة» وفي المجال الاقتصادي اتفق على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل التبادل التجاري وتأمين مقومات التكامل الاقتصادي وإقامة سوق اقتصادية مشتركة توفر مجالاً حيوياً للتبادل الحر للسلع والأموال والأفراد على طريق تفعيل تنفيذ اتفاقية التيسير. على صعيد الملفات الإقليمية جدد الجانبان التزامهما بـ«العمل العربي المشترك والسعي لتحقيق التضامن العربي الفعال خاصة في ضوء الدور الذي تضطلع به سورية في رئاسة القمة العربية» وأكدا أهمية التنسيق بين البلدين في القضايا السياسية ولاسيما «الصراع العربي الإسرائيلي». وشدد الجانبان على ضرورة «تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد ومبادرة السلام العربية» كما أكد الجانبان ضرورة انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا اللبنانية وتلال كفر شوبا والجزء الشمالي من الغجر كما تقضي قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وعبر الرئيسان الأسد وسليمان عن دعمهما لوحدة العراق أرضاً وشعباً وتأييدهما للعملية السياسية القائمة فيه بما يضمن مشاركة كافة مكونات الشعب العراقي ويؤدي إلى خروج القوات الأجنبية منه وفقاً لقرارات الجامعة العربية. واستقبل الرئيس اللبناني ميشيل سليمان صباح أمس في مقر إقامته بدمشق نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع، ومن ثم وزير الخارجية وليد المعلم.