اللواء المصري: جريمة طرابلس محاولة يائسة لزعزعة الاستقرار

الجيش يكرّم العسكريين الشهداء في احتفال رسمي وشعبي

رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، ونائبه عصام ابو جمرا، يتوسطان موظفي السرايا امس اثناء الوقوف حدادا على ضحايا انفجار طرابلس (دالاتي ونهرا)
TT

كرمت أمس قيادة الجيش اللبناني العسكريين الشهداء الذين سقطوا الى جانب عدد من المدنيين في التفجير الارهابي الذي وقع اول من امس في طرابلس وألبسها الرايات السود التي رافقتها الأعلام اللبنانية واللافتات المنددة بالجريمة، والموقعة من التيارات والأحزاب والقوى اللبنانية كافة.

وفي احتفال أقيم في الملعب الأولمبي لعاصمة الشمال، سلمت القيادة جثامين العسكريين القتلى إلى ذويهم في حضور ممثلي رؤساء الجمهورية وزير الداخلية زياد بارود، ومجلس النواب النائب بدر ونوس، والحكومة وزير الدولة خالد قباني، فضلا عن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي ممثلا وزير الدفاع والنائب مصباح الأحدب وقائد الجيش بالانابة اللواء الركن شوقي المصري وممثل المدير العام لأمن الدولة العقيد طارق عويدات وممثل المدير العام للأمن العام العقيد طوني ووفد من كبار ضباط القيادة وعدد كبير من العسكريين وذوي الشهداء والاهالي.

وتحدث اللواء المصري، فقال: «قدر لبنان أن يواجه الصعاب واحدة تلو الأخرى. وقدر أبنائه أن يضحوا في سبيله مقدمين الغالي والنفيس في ساحات الحرية والكرامة. ليس غريبا على هذه المنطقة الحبيبة، أن ينبري أبناؤها دائماً للبذل والتضحية والعطاء ملبّين نداء الواجب. إنها قافلة جديدة من الأبطال يتسابق أفرادها إلى دار الخلود بعدما افتدوا وطناً تتربص به أيدي الإرهاب الجبان بين ستائر الظلام وخلف خيوط الصباح. لكنّ ذلك لن يثني جيشنا عن متابعة مسيرة الدفاع عن لبنان وتوطيد سلمه الأهلي ومواكبة طريقه نحو الازدهار والتقدم».

وأكد ان «الجريمة النكراء التي اقترفتها يد الغدر صباح أمس (الاول) في هذه المدينة الباسلة، هي موضع استنكار واستهجان من قبل المواطنين جميعاً.. إننا نرى في ذلك دعماً معنوياً ومادياً يستحق الاحترام والتقدير، ويدفع أبناء مؤسستنا إلى المزيد من التكاتف وضم الجهود وزيادة السهر دفاعاً عن الوطن وترسيخاً لوحدته الوطنية واستعادة لدوره الريادي في الحضارة والإبداع والتطور وحماية لمنجزات أبنائه ودعماً لمسيرة عهده الجديد».

وتوجه الى العسكريين قائلا: «كان رفاقكم في طريقهم من خزان الجيش وملعب خيله في قرى عكار وحدائق المنية وأحياء طرابلس ومينائها، إلى الجنوب إلى بلدات الانتصار من رأس الناقورة إلى مزارع شبعا... لقد كان رفاقكم في طريقهم لحماية الحدود والوقوف بجانب المواطنين في وجه هذا العدو المتربص شراً بالوطن، فأتت يد الإرهاب لتنال منهم في الداخل في محاولة جديدة يائسة لزعزعة السلم الأهلي وإضعاف القدرة اللبنانية على مقاومة العدو ومواجهة أطماعه وردع مخططاته».

وأضاف: «ضريبة الدم السخية هذه التي قدمها جنودنا صباح أمس والتي يندفع رفاقهم لتقديمها كل صباح، في مواجهة الإرهاب وأعداء الوطن، هي تلبية عفوية للقسَم الذي صدحت به حناجرهم جميعاً لحظة التحاقهم بمؤسسة الشرف والتضحية الوفاء. وإن المشاعر الوطنية الصادقة التي عبّر عنها أبناء هذه المنطقة، بمدينتها وبلداتها وقراها، حين راحوا يتسابقون للتبرع بالدم وتضميد الجراح واستقبال الشهداء بالإجلال والتهيّب، ليست غريبة أبداً عنهم ولا عن عقولنا وأفكارنا. فهنا مدرسة الشعب الذي يلتف حول جيشه...».

وقد التزمت طرابلس دعوة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة للتوقف عن العمل ساعة واحدة بين الثانية عشرة ظهرا والاولى من بعد الظهر حدادا على أرواح الشهداء. كما التزمت المؤسسات والمصالح الخاصة هذه الدعوة. وللمناسبة نفسها، وقف المواطنون حيثما وجدوا لخمس دقائق ابتداء من الاولى من بعد الظهر.

وكتب مندوب «الشرق الاوسط» في طرابلس انه على رغم مرور 48 ساعة على الانفجار فان المدينة مازالت تعيش تداعيات هذه الجريمة الارهابية لجهة الحذر في الحركة.