رسالة أيمن نور الإلكترونية لأوباما تثير جدلاً في الوسط السياسي المصري

انتقدها متعاطفون معه قبل خصومه وقالوا إن الإصلاح لا يتحقق من الخارج

TT

في رسالة انتقدها متعاطفون معه، قبل خصومه، وجهها من سجنه بمزرعة طرة في جنوب القاهرة، للمرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية باراك اوباما، وأثارت ردود أفعال متباينة داخل مصر، طالب المعارض المصري الدكتور أيمن نور، أوباما، بموقف أكثر وضوحاً من قضايا الإصلاح والحريات، في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى ما قال إنها عمليات قمع للحريات يتعرض لها نشطاء وكوادر من عدة تيارات وصفها بالإصلاحية. وبينما قال معارضون مصريون، إنهم يتعاطفون مع الدكتور نور، إلا أنهم يرفضون الاستعانة بالخارج، لأنه ثبت أن هذا الخارج لا يعمل إلا من أجل مصالحه الخاصة. رد خصوم «نور» بتعليقات قاسية وساخرة لما قالوا إنه «استقواء من نور بالخارج ضد مصلحة الدولة المصرية».

يذكر ان «الشرق الاوسط» حاولت اكثر من مرة الاتصال بمكتب اوباما، لكنها لم تحصل على رد حتى وقت متأخر من امس.

واضاف نور، المسجون منذ نحو 30 شهراً لمدة خمس سنوات، في قضية تزويره توكيلات تأسيس حزبه الذي خاض به انتخابات الرئاسة: «أشيرُ فقط لرموز برلمانية خلف القضبان تدفع ثمناً باهظاً لموقفها ومهددة بالإعدام خارج القانون.. في سورية مثلاً هناك مجموعة إعلان دمشق التي تضم نواباً سابقين وليبراليين مثل أنور البني المحامي الليبرالي وغيرهم.. وأذكر النائب مروان البرغوثي في فلسطين والمعتقل في إسرائيل، أما عن حالة مصر.. ففضلاً عن حالتي التي لن أستفيض في شرحها، فهناك المعتقلون بقانون الطوارئ من حزب الغد الليبرالي على خلفية أحداث وإضرابات 6 أبريل (نيسان) 2008، وغيرهم من أعضاء جماعة كفاية وحزب الكرامة وحزب العمل وجماعة الإخوان المحظورة بالقانون».

ورأى متعاطفون مع قضية نور، أن الاعتماد على الخارج في الإصلاح الداخلي أمر مرفوض. وقال نائب رئيس كتلة نواب الإخوان، حسين إبراهيم، «نحن نرى أن الحكومة والنظام يتراجعان كل يوم في تحقيق الإصلاح الحقيقي، لكننا لا نراهن إلا على الشعب المصري». وقال القيادي في حزب العمل المجمد، مجدي أحمد حسين: «فوجئت بمنطق رسالة نور لأوباما، لأن استمرار مخاطبة العالم الخارجي من أجل الإصلاح في مصر، هو توجه خاطئ. الغرب هو الذي دعم كل هذه النظم غير الديمقراطية.. المصلحة هي التي تحرك السياسة الأميركية، ولو كانت العدالة تأتي من الغرب لرفعنا صوتنا مع أيمن نور، نحن متعاطفون معه.. هو مظلوم، واستمرار حبسه لا معنى له. نطالب بالإفراج الفوري عنه، لكن ما حك جلدك مثل ظفرك، ولا بد من الاعتماد على الشعب في أي تغيير أو إصلاح».

من جهتها ردت صحف مصرية شبه رسمية على رسالة «نور»، وقال بعضها، ومنها صحيفة الجمهورية اليومية: «يا أيمن لن تحكم مصر أبداً على أسنة الرماح الأميركية». وأضاف رئيس تحرير الصحيفة، محمد علي إبراهيم: «يهمني أن أكشف مخطط نور لحشد التأييد له باعتباره أهم سجين سياسي في الشرق الأوسط، وهذه مبالغة. فنور اكتسب الاهتمام الإعلامي من اهتمام أميركا به وليس لأنه صاحب قضية أو مناضل عظيم.. ونور استعدى نظام جورج بوش المكروه شعبياً ودولياً على مصر بلده.