خبير استيطان لـ «الشرق الأوسط»: الموانع الدينية وليس السياسية تؤجل اقتحام الأقصى

قال إن اليهود يصلون بكنس تحت ساحات قبة الصخرة وأعدوا حجارة الهيكل وأدوات البناء

TT

قال البروفيسور، ابراهيم ابو جابر، مدير مركز الدراسات المعاصرة في مدينة ام الفحم، داخل الخط الاخضر، انه يمكن القول الان ان مدينة القدس قد تهودت فعلا. وأكد ابو جابر ـ لـ «الشرق الاوسط» «ان اسرائيل تسابق الزمن لوأد اي احتمال لتحرير الشق الشرقي من القدس وتسليمه للفلسطينيين». واوضح ابو جابر ان اي زائر للقدس الان يلاحظ حجم الاستيطان الاسرائيلي. واضاف «انهم يستولون على منازل عربية بالقوة، وعبر وثائق مزورة، اصبحت تحاصر الاحياء العربية في القدس الشرقية والبلدة القديمة». وبحسب ابو جابر فان اسرائيل احكمت سيطرتها داخل المدينة وفي محيطها، اذ تمكنت عبر خط الجدار العازل من اخراج احياء عربية كبيرة من حدود القدس، مثل ابوديس، في الوقت الذي يجري فيه العمل على افتتاح خط «مترو القدس» الذي سيربط المدينة بالمستوطنات اليهودية الكبيرة. وقال ابو جابر ان هدف المترو هو تنشيط الحركة اليهودية من محيط القدس الى مركزها.

وطالبت حركة حماس، في بيان لها امس، الشعب الفلسطيني بإحداث هبة جماهيرية وشعبية، «للذود عن حقنا في مدينتنا المقدسة، وفضح كل مخططات العدو الصهيوني». وقالت، إن «المحتل الصهيوني بات يكثف من وتيرة تهويده لمدينة القدس علانية».

واعبترت حماس ان «حملة الاحتلال المسعورة» على مدينة القدس والأقصى المبارك المتمثلة «في بناء كنس يهودي تحت الأقصى المبارك، وكذلك إزالة الأبنية التاريخية في القدس، وطرد أهلها منها، وهدم بيوتهم على رؤوس ساكنيها، وبناء أكثر من 1761 وحدة استيطانية فقط بعد انابوليس، ما هي إلا تأكيد على فرض سياسة الأمر الواقع وإقامة الدولة اليهودية العنصرية الذي يعتبر المشروع الأخطر على المنطقة برمتها».واكد ابو جابر بناء عدة كنس يهودية تحت ساحات المسجد الاقصى قرب بابي السلسلة والمغاربة. وزاد بالقول ان اليهود فعلا يصلون الان في هذه الكنس. واوضح ان الحفريات وصلت مسافة حوالي 80 مترا من مركز قبة الصخرة. وقال ان اهالي البلدة القديمة القريبين من الاقصى يستمعون الى اعمال الحفر تحت منازلهم ليلا.

وكشف ابو جابر عن مخطط تدعمه جماعات يهودية متشددة لبناء كنيس كبير فوق 10 اعمدة ضخمة (بعدد الوصايا العشر التي نزلت على النبي موسى) يتم اقامتها في ساحة البراق (المبكى)، ومن ثم يمتد من الكنيس عمود مقدس الى قبة الصخرة حيث يعتقد اليهود انها مركز الهيكل. ويخشى ابو جابر من ان تتبنى الحكومة الاسرائيلية هذه الخطة. وينفي ابو جابر ان يكون سبب تأجيل اقتحام الاقصى، سياسيا وقال «هم غير خائفين» وما يعطل الاقتحام هي «موانع دينية». واضاف انهم يعتقدون انهم غير طاهرين لاقامة هيكلهم المزعوم. واوضح انهم ينتظرون ظهور العجل الاحمر واحراقه والتطهر برماده. ويرى ابو جابر ان الاسرائيليين اتموا الاستعدادات لاقتحام الاقصى، وبناء هيكلهم واكد ان مصنعا كبيرا قرب مدينة عراد في النقب انتج الحجارة الخاصة بالهيكل اضافة الى ملابس الحاخامات والادوات التي سيبنى فيها الهيكل. وحملت حماس مسؤولية «الاستفراد بالشعب الفلسطيني والارض والمقدسات» لما وصفته «بالدعم الاميركي المعلن والمفضوح والتواطؤ الأوروبي والصمت العربي والإسلامي المقيت على المستويين الرسمي والشعبي». ودعت حماس الشعوب العربية والإسلامية، لإطلاق هبة جماهيرية تدعم وتعزز صمود الشعب الفلسطيني في معركته، «وتفضح أيضاً هذه الجريمة النكراء وتضغط على حكوماتها كي تتحرك وتتحلل من قيودها وتنضم لخيار الجماهير في عزل العدو الصهيوني واستخدام أوراق الضغط عليه كافة ومحاصرته لثنيه عن الاستمرار في هذا المخطط الخطير».كما طالبت حماس، جميع الفصائل الفلسطينية إلى «توحيد جبهة المقاومة والاستعداد لمعركة الدفاع عن شعبنا ومقدساتنا ليدفع الكيان الصهيوني وحكومته المجرمة ثمن الاستمرار في هذه الحماقات وهذه السياسات التدميرية الإجرامية».