أبو مرزوق لـ «الشرق الأوسط» : سيكون هناك مزيد من اللقاءات بين حماس والأردن

لقاء آخر لمدير المخابرات مع ممثلي الحركة في عمان

TT

تواصلت اللقاءات بين مدير المخابرات العامة الاردني، محمد الذهبي، وممثلين عن حركة حماس هما عضوا المكتب السياسي محمد نزال (ممثل حماس في الاردن قبل ترحيله عام 1999، ومحمد نصر. وعقد اول من امس ثاني اجتماع بين الطرفين في غضون 3 اسابيع، حسب ما نسبته صحيفة «عرب اليوم» الاردنية لمصادر في الحركة الاسلامية التي قالت ان هذا اللقاء جاء لاستكمال بحث مستقبل العلاقة بين الاردن وحركة حماس ومعالجة الملفات الامنية والسياسية العالقة، كما تناول اللقاء الاوضاع في غزة. ونقلت المصادر ذاتها عن الفريق الذهبي تأكيده أن اللقاءات مع حماس لا تهدف إلى تأسيس تحالف في مواجهة حركة فتح والرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) لأن السياسة الاردنية لا تقوم على لعبة المحاور خاصة ان العلاقة مع ابو مازن لم تكن في الاساس موجهة ضد حركة حماس.

وقال موسى ابو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، لـ«الشرق الاوسط» ان لقاءات اخرى ستتبع اللقاء، واضاف ان سياسة الحركة تسعى لان تكون علاقاتها دافئة مع كل دول المنطقة خاصة العربية. ونفى ابو مرزوق، ان تكون هناك علاقة بين هذه اللقاءات وبين خشية حماس من نتائج اتفاق سلام سوري ـ اسرائيلي، مؤكدا ان وراء هذه اللقاءات قواسم واهدافا مشتركة كبيرة، واصفا حماس بانها اقرب العاملين في الساحة الفلسطينية للاهداف المتعلقة بالاردن مثل اللاجئين والقدس والدولة الفلسطينية.

وذكر ابو مرزوق بأن الاردن هو الذي بادر بالاتصال وان حماس تجاوبت مع المبادرة. وعبّر عن أمله في ان يقود اللقاءات مع المسؤولين الامنيين الى لقاء بين القيادات السياسية، لكنه اعتبر الحديث في هذا الموضوع سابقا لأوانه، كما الحال بالنسبة لفتح مكتب لحماس في الاردن. ورفض ابو مرزوق الخوض في الاسباب التي دفعت الاردن الى المبادرة بالاتصال، لكنه قال ان هناك تغييرات كبيرة وتحركات على الساحة السياسية ستشهدها المنطقة في الشهور المقبلة، اي بعد رحيل الادارة الاميركية الحالية.

واكدت مصادر في الحركة الاسلامية في الاردن ان الحوار مع حماس لا يزال في مراحله الاولية وسيتواصل في المستقبل وان اللقاء بحث ترتيب العلاقة بين الحركة والحكومة الاردنية على اساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية للاردن وشؤون الحركة الاسلامية وعدم دخول اعضاء حماس في الحركة الاسلامية او العكس، اضافة الى عدم تهريب الاسلحة او تخزينها او نقلها من الاراضي الاردنية الى الاراضي الفلسطينية وعدم اطلاق تصاريح اعلامية او بيانات من شأنها الاساءة الى علاقة الاردن مع الدول العربية او الصديقة.

ورحبت الحركة مجددا بفتح الحوار واعتبرته «عودة الى الاصل». وقال رئيس مجلس الشورى في حزب جبهة العمل الاسلامي النائب حمزة منصور ان اللقاءات «تصب في مصلحة الاردن وفلسطين». وأضاف ان الانفتاح بين الاردن وحماس يؤهل الحكومة الاردنية للعب دور الوسيط بين حركتي فتح وحماس. وأكد منصور ان التجارب السابقة لحماس أثبتت عدم تدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية، وان اعادة فتح مكتب اعلامي لها في عمان «مطلب مقبول» مشيرا الى ان الحكومة الاردنية تسمح لحركة فتح بمكاتب اعلامية، وان من باب العدالة ان تفتح مكتبا لحماس.

وشهدت علاقات الاردن وحماس قطيعة منذ ترحيل الحكومة الاردنية عام 1999 لقادة الحركة، في مقدمتهم رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، ونائبه ابو مرزوق، والناطق الرسمي باسمها ابراهيم غوشة، ونزال وغيرهم. واشترط الاردن تنازل هؤلاء عن مناصبهم ووقف نشاطاتهم لعودتهم، وعاد الى الاردن على هذا الاساس غوشة، بينما انتقل البقية الى قطر ومن ثم الى دمشق حيث يزاولون نشاطهم السياسي.