موسم أصيلة.. يهدي دورة 2009 إلى محمود درويش

فوز شاعرتين من المغرب والإمارات مناصفة بجائزة بلند الحيدري للشعراء الشباب

TT

أعلن محمد بن عيسى، أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة، أن المنتدى قرر إهداء الدورة الحادية والثلاثين، من موسم أصيلة الثقافي الدولي، إلى روح الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش؛ وستقام بالمناسبة ندوة جديرة بمنجزه الإبداعي وإسهامه المميز في حركة الشعر العربي الحديث، مضيفا أنه بصفته رئيساً لمجلس بلدية أصيلة، سيقترح على أعضاء المجلس إطلاق اسم درويش، على إحدى حدائق المدينة، وفاء لذكراه واستحضاراً لروحه، وليضم اسمه إلى قائمة الشعراء الذين كرمتهم المدينة في السابق، بإطلاق أسمائهم على حدائقها وساحاتها وشوارعها، مثل الرئيس السنغالي الراحل ليوبولد سيدار سنغور، والشاعرين الراحلين الكبيرين: الكونغولي تشيكايا أوتامسي، والعراقي بلند الحيدري، إضافة إلى حديقة مكتبة الأمير بندر بن سلطان، التي أصبحت تحمل اسم الفيلسوف المغربي الراحل محمد عزيز الحبابي، التي أزيح الستار عن لوحتها الرخامية، مساء أول من أمس، في حفل مؤثر حضره ثلة من المثقفين العرب والمغاربة، فضلا عن زوجته السيدة فاطمة الجامعي.

وورد هذا الإعلان، في معرض الاحتفال الذي أقيم مساء أول من أمس، بمناسبة توزيع جائزة الشعراء العرب الشباب، التي أسفرت دورتها الثالثة عن فوز الشاعرتين، المغربية إكرام عبدي والإماراتية خلود المعلا، مناصفة، وذلك بإجماع أعضاء اللجنة، التي ترأسها الناقد المصري جابر عصفور، وعضوية سيف الرحبي، الشاعر البحريني، ومحمد بن عيسى، أمين عام منتدى أصيلة، وبنعيسى بوحمالة، الناقد الأدبي المغربي، ومحي الدين اللاذقاني، الناقد والشاعر السوري.

وقال جابر عصفور إن قيمة الاحتفال بالجائزة ترمز إلى الشعراء العرب الذين أسهموا في تأصيل القصيدة العربية الحديثة، مثل العراقيين نازك الملائكية وبندر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي، مشيراً إلى أن الجائزة تمنح للشعراء، ممن هم دون الأربعين، ما جعل لجنة الفحص تستبعد عدداً من المشاركين كونهم تجاوزوا السن المحددة، مبرزاً أن الصوتين الشعريين الفائزين يشيان بإمكانات واعدة في المستقبل، فكلاهما يتفردان بصوت خاص ومحاولة صياغة شعرية محملة بالهم الوجودي.

وقال بن عيسى إن الشاعر الحيدري، كان يتمنى أن يخصص منتدى أصيلة، جائزة للشعراء الشباب، وأنه كثيراً ما كان يهمس في أذن بن عيسى، معبراً عن تلك الرغبة التي تحققت يوم الإعلان عن وفاته في غضون إحدى دورات موسم أصيلة، التي كان مقرراً أن يحضرها كما دأب على ذلك، منذ انطلاق مواسم أصيلة الثقافية.

ومن جهته، قال الناقد بوحمالة إن كثيرين يرون أن الزمن الحالي هو زمن الرواية بامتياز، وبالتالي فالشعر، عربيا وعالميا، لا يعيش انحسارا وتقلصا فحسب، بل يتما يكاد يكون مطلقاً، لا من حيث المقروئية ولا المتابعة والاهتمام، وأن يلتفت منتدى أصيلة إلى الشعر، وبخاصة إلى شعر الذين ما زالوا يتلمسون طريقهم في كتابة القصيدة ويفرد لهم جائزة، فذلك ما يستوجب التنويه، وأن تكون باسم علم شعري من قيمة الراحل بلند الحيدري، فذلك شيء رائع.

وعبرت الشاعرة إكرام عبدي عن مشاعرها قائلة إنها تعيش لحظة استثنائية، لأنها فازت بجائزة باسم شاعر كبير، ولأنها تلقتها في مدينة أصيلة، التي يربطها بها حب سري.

ولأن اليوم كان يوم الشعر بامتياز، فقد اختتم بإزاحة الستار عن اللوحة الرخامية التي تحمل اسم الشاعر المغربي الراحل محمد الحلوي، الذي أطلق اسمه على الشارع الذي يقع فيه مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، الذي يحتضن أغلب فعاليات مواسم أصيلة. والشاعر الحلوي من الأصوات الشعرية الكلاسيكية القوية التي طبعت متن الشعر المغربي الحديث، وهو من مواليد عام 1922، مثل الفيلسوف الحبابي، وتوفي عام 2004.

يذكر أنه في ختام الحفل، أهدت مجلة «العربي» الكويتية، درعا لمؤسسة منتدى أصيلة، تسلمه محمد بن عيسى، أمينها العام، كما تم عرض فيلم وثائقي قصير عن مسيرة المجلة على مدى نصف قرن من الزمن.

وتجدر الإشارة إلى أن موسم أصيلة الثقافي، كان خصص جلسة لتأبين الشاعر الراحل محمود درويش غداة الإعلان عن وفاته، بحضور مثقفين مغاربة وعرب، كانوا موجودين بأصيلة للمشاركة في فعاليات موسمها الثقافي.