موسكو وقعت على اتفاق وقف القتال.. وقواتها تعزز مواقعها داخل الأراضي الجورجية

بوش: سيادة جورجيا على أوسيتيا وأبخازيا غير قابلة للنقاش

لاجئون جورجيون من أوسيتيا الجنوبية في مخيمات خصصت لهم بالقرب من تبليسي (أ.ف.ب)
TT

لم تتوقف الأعمال العسكرية الروسية داخل جورجيا، رغم توقيع اتفاق وقف الأعمال القتالية من جانب موسكو امس. وترافق ذلك مع تصعيد من جانب واشنطن، اذ اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش، ان ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين، يجب ان تبقيا جزءا من جورجيا، مشيرا في الوقت نفسه الى ان توقيع روسيا على اتفاق وقف اطلاق النار يبعث على «الأمل».

وقال بوش في خطاب القاه في مزرعته في كروفورد (تكساس، جنوب)، ان المنطقتين «تشكلان جزءا من جورجيا (...) وستبقيان كذلك»، مضيفا ان «هذا الموضوع غير قابل لأي نقاش محتمل»، ومؤكدا ان «على روسيا الآن ان تحترم الاتفاق وتسحب قواتها».

وكذلك صعدت بريطانيا لهجتها، اذ قال ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني، ان «العدوان الروسي على جورجيا والتهديدات لدول الجوار، مثل بولندا أمور غير مقبولة».

وفي بيان، رحب ميليباند بتوقيع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف على خطة السلام، وقال إن الأولوية هي ضمان «التنفيذ السريع والكامل» للالتزامات التي قطعت في الاتفاق.

وغداة توقيع جورجيا عليه، أعلن الكرملين ان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف وقع أمس على خطة فرنسا لوقف اطلاق النار مع جورجيا في النزاع حول اوسيتيا الجنوبية. وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الروسية ناتاليا تيماكوفا لوكالة الصحافة الفرنسية، ان مدفيديف «أبلغ اعضاء مجلس الأمن في الاتحاد الروسي انه وقع الوثيقة».

الا ان وزير خارجيته سيرغي لافروف، أعلن أن اتفاق وقف اطلاق النار الذي وقعته تبيليسي وموسكو، لا يحدد فترة زمنية لوجود قوات حفظ السلام الروسية في اوسيتيا الجنوبية ولا عدد هذه القوات التي ستبقى «كل الوقت اللازم» في جورجيا.

ورغم توقيع وقف اطلاق النار، فإن العمليات العسكرية الروسية لم تتوقف اذ قال رئيس الوزراء الجورجي لادو جورجينادزه، ان الجنود الروس فجروا جسرا رئيسيا للسكك الحديدية، مما قطع الخط الرئيسي، الذي يصل بين شرق وغرب البلاد.

الا أن هيئة الاركان العامة في روسيا نفت بشدة ان تكون القوات الروسية دمرت الجسر.

وقد واصلت القوات الروسية امس تعزيز مواقعها في الاراضي الجورجية، وتمركزت على بعد اربعين كيلومترا من تبيليسي، وفي محيط مدينة غوري الاستراتيجية.

وأشار مصور وكالة الصحافة الفرنسية، الى ان آليات مدرعة ودبابات روسية كانت لا تزال متمركزة عند المدخل الرئيسي لمدينة غوري، النقطة الاستراتيجية بين شرق جورجيا وغربها والواقعة قرب اوسيتيا الجنوبية الانفصالية.

وتحدثت وزارة الداخلية الجورجية، عن تحركات للقوات الروسية، مشيرة الى تمركز قوات ومدرعات وناقلات جند في محيط كاتشوري في المنطقة نفسها.

واعلن الناطق باسم الوزارة ان حوالي الف جندي روسي، ومن القوات الاوسيتية غير النظامية تمركزوا ايضا في مدينة اكالغوري الصغيرة شمال شرقي غوري. وفي موسكو، اعلن الجيش الروسي انه استولى على اكثر من مائة مدرعة جورجية بينها 65 دبابة، وخمس آليات مجهزة بصواريخ ارض جو في «منطقة النزاع بين جورجيا واوسيتيا الجنوبية»، بحسب ما افادت وكالات الانباء الروسية.

وقال الكولونيل ايغور كوناشنكوف من قيادة سلاح المشاة الروسي، ان «معظم المدرعات التي استولى عليها الجيش الروسي مصنعة في اوكرانيا»، أو من صنع سوفياتي «محدثة في اوكرانيا»، مشيرا ايضا الى وجود ناقلات جند لم يحدد عددها من صنع أميركي، ومدافع من صنع تشيكي.

وفي تسخينفالي، دعا المدعي العام في اوسيتيا الجنوبية، جورجيا الى سحب جثث جنودها، التي تعد بـ«المئات»، حسب قوله، والتي لا تزال في الجمهورية الانفصالية منذ بدء النزاع المسلح بين جورجيا وروسيا.

على صعيد المساعدات لضحايا النزاع، ينتظر وصول طائرتي نقل عسكريتين اميركيتين الى تبليسي، بينما وصلت طائرتان أخريان امس الى العاصمة الجورجية. من جانب آخر، انتقد المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الاميركية جون ماكين، العمليات العسكرية الروسية ضد جورجيا، قائلا ان الصراع يشكل تهديدا خطيرا لامدادات الطاقة العالمية.

من جهة اخرى، أعلنت اوكرانيا امس، انها مستعدة لإتاحة نظم الانذار الصاروخي، التي لديها للدول الغربية، بعد ان أعلنت روسيا انها ستنسحب من اتفاقية التعاون الطويلة الأجل التي تشملهما.

وجاء في بيان الوزارة ان قيام روسيا في وقت سابق من هذا العام بإلغاء اتفاقية تتعلق بمحطتي رصد سمح لأوكرانيا، بالتعاون مع دول أخرى بشأن نظم الانذار الصاروخي والرصد بالأقمار الصناعية.

وقال البيان «نظرا لأن اوكرانيا لم تعد طرفا في اتفاقية 1992، فإن هذا يسمح لها ببدء تعاون نشط مع الدول الاوروبية، من اجل تكامل محطاتها مع الحكومات التي لديها اهتمام بتلقي معلومات عن الموقف في الفضاء» كما نقلت وكالة رويترز.