محللون: أزمة أوسيتيا الجنوبية كانت خطة مبيتة مسبقا

TT

موسكو ـ أ.ف.ب: رأى محللون ان النزاع الروسي الجورجي في اوسيتيا الجنوبية، نجم عن خطة مبيتة مسبقا من هذا الطرف او ذاك، وليس مجرد نتيجة لتصاعد التوتر خلال الأشهر الأخيرة.

وفي نظر الرئيس الجورجي ميخائيل سكاشفيلي كل شيء واضح، ويتهم روسيا بأنها هي التي اضطرته الى شن تلك العملية عبر استفزازاتها.

وصرح الرئيس ساكاشفيلي لصحيفة «كومرسنت» ان القوات الجورجية «اطلقت النار على تسخينفالي» في الثامن من اغسطس «بعد مقتل (عناصر) من قواتنا لحفظ السلام ومدنيينا لعدة ايام». واضاف متهما ان التدخل الروسي، الذي تلا ذلك كان مبيتا «منذ أشهر».

وقال ان الروس «كانوا يعدون العدة بدقة» و«اختير التوقيت ليتزامن مع الألعاب الأولمبية، مشددا على ان روسيا «اعدت كافة البنى التحتية لتدخلها، سواء في ابخازيا او في اوسيتيا الجنوبية».

ويشاطر المحلل المستقل بافل فلغنهاور الرئيس الجورجي رأيه. وقد كتب في مقالة نشرتها صحيفة «نوفويا غازيتا» «اليوم اتضح لي كثيرا ان الاجتياح الروسي في جورجيا كان مبيتا مسبقا، وحتى القرار السياسي النهائي لإنهاء الاستعدادات وشن الحرب في اغسطس، اتخذ على ما يبدو في ابريل».

ويستند في ذلك الى أن الاسطول الروسي في البحر الأسود، وكذلك وحدات من القوات البرية والمظليين، كانت «مستعدة» للتدخل.

كما أن جهاز دعاية الدولة أخذ يعمل قبل الاحداث لاقناع السكان الروس بأن العدوان الجورجي «واقع لا محالة» وأن الولايات المتحدة والغرب تحركان الخيوط من الكواليس.

لكن فيدور لوكيانوف رئيس تحرير مجلة «روسيا في السياسة الشاملة» يدافع على الفرضية المناقضة. وصرح «لا اظن أن الروس اعدوا لتلك الحرب. يبدو انها كانت غير متوقعة بالنسبة لنا. كان علينا انتظار 14 ساعة لتقييم الوضع وايجاد رد».

وأضاف لوكيانوف ان «سكاشفيلي بشنه الحرب، لم يكن مجنونا ولا مغامرا، بل كان فقط في حاجة الى عشر ساعات اضافية». وتابع «لو ان ساكاشفيلي تجاوز تسخينفالي، واقترب من نفق روكي (عند الحدود الروسية الجورجية) واغلقه عبر تفجير، لحال دون وقوع العملية البرية الروسية، ولكان بسط نفوذه على تلك الاراضي بشكل يستحيل استعادتها منه». وتابع ان الدعم الاميركي الكبير الى جورجيا طمأن ميخائيل سكاشفيلي. ويرى سرغي ماركوف المحلل السياسي والنائب في مجلس النواب (الدوما) القريب من الكرملين ان «روسيا كانت تريد تفادي الحرب».

أما مشاريع جورجيا فإنها لم تخف عن عين واشنطن. وقال «لم يفاجأ الاميركيون. سكاشفيلي ليس رئيسا مستقلا، وقواته هي تقريبا شبه أميركية، مثل سلاحه ومدربيه الخ».

وخلص الى القول إن «هدف الولايات المتحدةإ هو دفع روسيا الى رد عسكري. ليس تصرف روسيا بل اميركا هو المشين».