كتاب «أمة أوباما» يثير جدلا والمرشح الديمقراطي يصفه بـ«الحثالة السامة»

تعليق ماكين على الكتاب اعتبر تأييدا ضمنيا له

TT

ردت حملة المرشح الديمقراطي باراك أوباما على كتاب حقق مبيعات واسعة يتهمه بأصول اسلامية تحت عنوان «أمة أوباما» للكاتب جيروم كورسي. وجاء رد الحملة في وثيقة طويلة من 41 صفحة حملت عنوان «غير ملائم للنشر»، في اشارة الى كتاب سابق للشخص نفسه حمل عنوان «غير قابل للقيادة» وتوجه بالنقد الحاد للمرشح الديمقراطي للحملة الانتخابية عام 2005 جون كيري واعتبر آنذاك احد مسببات فشل المرشح الديمقراطي.

ووصفت الوثيقة التي ردت على الكاتب ما ورد في الكتاب بأنه «حثالة» و«قذارة سامة»، كما وصفت كورسي بأنه «كاتب متحيز» يعتمد على «اكاذيب مطبوخة»، كما تعمدت الوثيقة الرد بالتفصيل على الأمور المسوقة ضد أوباما. وقال تومي فيتور، احد المتحدثين باسم حملة اوباما «انه واحد من كتب كثيرة ملئية بالأكاذيب يرجح ان تنشر بسرعة لمواكبة الحملة الانتخابية. وهو يعتمد على مصادر من الانترنت وهدفه تحقيق الربح وتأييد اجندة» خصم أوباما، حسب ما نقلت صحيفة «التلغراف» البريطانية.

ولا يحتوي كتاب كورسي على الكثير من المعلومات الجديدة او البحث المعمق عن اوباما، الا انه يعتمد الى حد كبير على المصادر الصحافية والانترنت، وهو يدعي بأن لدى اوباما «علاقات وثيقة بالاسلام» (والده كان مسلما لا يمارس دينه)، كما يقول إن تناوله المخدرات في شبابه كما سبق ان اعترف، قد يكون مستمرا الى حد الآن. والكتاب صادر عن دار نشر متخصصة في اصدار كتب المحافظين وتديره ماري ماتالين، الناشطة منذ وقت طويل في صفوف الجمهوريين والمساعدة السابقة لنائب الرئيس الأميركي ديك تشيني.

وحتى الآن طبعت 475 ألف نسخة من الكتاب.

وكان اوباما قد تميز بفاعلية في الرد على الإشاعات عبر الانترنت وخصوصا تلك التي اشارت الى انه مسلم، كما ان حملته أطلقت موقعا خاصا على الانترنت يحمل عنوان (fightthesmears.com) أو حارب الأكاذيب. كما ان اوباما تعلم من غريمته الديمقراطية هيلاري كلينتون التي كانت ترد على الكتب أو المنشورات حول سيرتها الذاتية والتي تصورها بشكل سلبي بالاعتماد على كتاب أكثر صدقية وأحيانا قبل صدور الكتاب المسيء اليها.

وقد شجعت حملة أوباما الصحافيين على الاشارة الى ان الكاتب كورسي كان قد نشر تعليقا على الانترنت عام 2004 يتساءل حول الحياة الجنسية لهيلاري كلينتون.

وكان كورسي الذي يحمل شهادة دكتوراه في العلوم السياسية من هارفارد نشر كتابا يتهم جورج بوش بالسعي سرا الى اقامة اتحاد شمال أميركي عبر ضم الولايات المتحدة لكندا والمكسيك.

وقد تفاعلت قضية كتاب «امة اوباما» مع التعليق الذي أدلى به المرشح الجمهوري جون ماكين على الكتاب، ردا على سؤال صحافي، واعتبرته حملة اوباما انه تأييد له. وكان صحافي سأل ماكين عن موقفه من كتاب جيروم كورسي عن اوباما، فكان جواب المرشح الجمهوري «عليكم ان تتحلوا بروح النكتة» فيما اعتبرته حملة اوباما تأييدا ضمنيا للكتاب.

الا ان الناطق باسم حملته، بروك بوكانان، قال في وقت لاحق ان ماكين لم يستمع جيدا للسؤال وظن ان السؤال كان عن دعاية سياسية كما نقلت صحيفة «لوس انجليس تايمز».

الا ان ذلك لم يقنع الديموقراطيين. وقالت رسالة بريدية بعث بها فريق اوباما عبر الانترنت «رغم اعلانه انه يقود حملة انتخابية محترمة فان ماكين لا يفعل شيئا، في حين ان كورسي وناشرته مساعدة ديك تشيني السابقة ماري ماتالين سمما هذا السباق الانتخابي». وقد ارسلت هذه الرسالة الى 3.4 مليون ناخب.

ومن الاتهامات التي ساقها الكتاب ان اوباما «يريد ان يتخلص من كل الدم الأبيض ليصبح اسود بكل معنى الكلمة».

وكانت الاتهامات السابقة التي ساقها الكاتب نفسه ضد جون كيري وقرار الأخير عدم الرد عليها للحؤول دون منحها مساحة واسعة اعتبرت من الأسباب الرئيسية وراء خسارته الحملة الانتخابية آنذاك.