عائلة أحد أبرز قيادات حماس في الضفة تعيش صدمة بعد اعتناق أحد أبنائها «المسيحية»

صهيب حسن يوسف لـ«الشرق الأوسط»: علاقتنا بأخي طيبة ونجادله للعودة الى الإسلام

TT

ربما يحتاج الفلسطينيون وقتا أطول، ليصدقوا أن حمساويا سابقا أصبح فجأة، يدين بالمسيحية، ويبشر بدينه الجديد ويهاجم السابق. وتثير قصة اعتناق نجل القيادي البارز في حركة حماس، حسن يوسف، للدين المسيحي، جدلا كبيرا في الضفة الغربية، وتسبب حرجا اكبر، لعائلة القيادي الحمساوي، ومناصري الحركة. ويكاد لا يصدق الفلسطينيون أن مصعب حسن يوسف الذي ينتمي لعائلة متشددة، وأب يعتبر من قادة حماس الأوائل ومؤسسيها، في الضفة، ارتد عن الإسلام. ومعروف ان حركة حماس تبدي اهتماما شديدا في تربية أبنائها وأبناء قادتها وكوادرها منذ الطفولة. وبالعادة تتحول الأسرة التي يقودها حمساوي الى عائلة تناصر حماس بأكملها. وحتى مصعب الذي غير اسمه الى يوسف كان ينتمي لحماس وقد سجن في إسرائيل نتيجة ذلك، كما أكد شقيقه صهيب لـ«الشرق الأوسط». وتعيش عائلة مصعب تحت ضغط المجتمع المسلم في رام الله الذي لم يتعود ولا يتقبل ارتداد مسلم عن دينه، فكيف إذا كان ينتمي لعائلة حمساوية. وقال صهيب «نحن مصدومون اكثر من الجميع». وتابع «نحن نعاني من ضغط المجتمع ونعاني من ضغوط من العائلة أيضا.. أنت تعرف موقف المجتمع من هكذا قضايا.. هناك اسئلة متكررة حول لماذا ذلك، والاتصالات أتعبتنا.. نحتسب هذه الضغوط عند الله». ورغم حالة الذهول التي تعيشها العائلة، الا انها قررت ألا تتخلى عن ابنها الموجود حاليا في الولايات المتحدة. وقال صهيب «لا نريد ان نتخلى عنه أبدا»، وأضاف «هو الآن ارتد عن الدين، ونحن لا نريد ان نتخلى عنه، وواجبنا الشرعي ان نقف معه وندعو ان يرده الله الى الإسلام» وتبذل عائلة يوسف جهودا مضاعفة في اقناع مصعب بالعودة الى الاسلام، وقال صهيب «أحضرنا له رجال دين من رام الله وجنين لديهم خبرة كافية بالدين المسيحي، وعقدوا معه عبر الانترنت، عدة جلسات كانت تستمر احيانا 3 ساعات». ويؤكد صهيب «سنواصل معه.. علاقتنا به طيبه ونجادله في الدين». وأضاف «ندعو له ان لا يدخل النار وإن شاء الله يرجع للإسلام». وتابع «ايام الرسول ارتد صحابة كانوا مبشرين بالجنة ومن ثم عادوا، ومهمتنا ان نرد اخينا الى الدين، ولن نتخلى عنه». ويتضح من حديث صهيب ان والده القيادي في حماس، حسن يوسف، اصيب بصدمة شديدة داخل سجنه، وقال «الوالد صدم صدمة قوية وشديدة وحالته صعبه، وقد ابلغنا بأن لا نخسر مصعب وندعوه الى الاسلام وان يعود عن فكرته».

وغادر مصعب الى الولايات المتحدة قبل عام ونصف، بهدف زيارة شقيقته وعمه، والبحث عن عمل، لكنه ما زال عاطلا. ويقول مصعب لأشقائه، انه لولا الكنيسة وصديق مسيحي له لأصبح مشردا. وينفي صهيب ان يكون شقيقه قد اعتنق المسيحية اثناء وجوده في رام الله. وأضاف «لغاية سفره كان يصلي لكنه كان يعمل على دراسات مقارنه بين الاسلام والمسيحية.. كان عنده انجيل وقرأه، وسأل داعية إسلامي في رام الله عن بعض الاستفسارات ولم يجبه عن جميع الأسئلة».

ويقول صهيب بان شقيقه غير متعصب، ويريد العودة الى رام الله ومشتاق للوطن واهله ناسه. ولم يوجه صهيب إصبع الاتهام لجهة بعينها بأنها ساعدت على تنصير أخيه، وان كان لا يخفي شكوكا بان جهات محددة تعمدت «اصطياد» ابن احد ابرز قيادات حماس. وكان يوسف (مصعب) هاجم بشدة حركة حماس التي كان ينتمي اليها. وقال انه أثناء الشهور الـ16 التي قضاها في سجن «مجدو» الاسرائيلي عرف الوجه الحقيقي لحماس. «فهي منظمة سلبية وسيئة بكل بساطه، وكان زعمائهم في السجن، وبخلاف بقية المعتقلين العاديين من أعضاء حماس، يعيشون ظروفا أفضل من حيث الغذاء والاستحمام والزيارات العائلية المتكررة. إن هؤلاء الناس ليست لديهم أخلاق أو مبادئ لكنهم ليسوا أغبياء مثل حركة فتح التي تسرق في وضح النهار أمام الجميع، إن أناس حماس يستلمون الأموال بطرق غير مشروعة ويستثمرونها في أماكن سرية، ويبقون ظاهريا على أسلوب حياة بسيط».

وتابع «في نظري كلهم قبيحون وقاسون من الداخل». وعقب صهيب شقيق يوسف بقوله «ان لديه قناعات سياسية وقد اخبرنا بها وما نقله عن حماس في السجن كان صحيحا لكنه ليس مبررا ليتحدث للإعلام حوله». وتابع «على كل هناك فرق بين اعتقاده الديني والسياسي». ويحمل مصعب شهادة بكالوريوس في الجغرافيا والتاريخ من جامعة القدس المفتوحة في رام الله، ويشارك الآن في الدروس والصلوات في الكنيسة في كاليفورينا، على الأقل مرة في الأسبوع. وقال صهيب «سنواصل معه وسنظل ندعو له بالهداية كي لا يدخل النار».