المرشحون لانتخابات الكونغرس الأميركي يتواصلون مع الناخبين المسلمين

قالوا إن اهتماماتهم لا تختلف عن اهتمامات الأميركيين الآخرين

TT

بعضهم جاء ليأكل الدجاج المتبل، والبعض الآخر ليشاهد الأشكال المكونة من البالونات اللينة. لكن مورا ياسين جاءت لتنقل رسالة محددة إلى المسؤولين والمرشحين الذين اختلطوا مع أعضاء الجالية المسلمة في فيرجينيا الشمالية. «جئت إلى هنا لأكون جزءا من الجماهير، كي أظهر للسياسيين المحليين في فيرجينيا أننا موجودون ونود لو ينظروا إلينا بجدية خصوصا في القضايا التي تعنينا. لا نريد أن يتم تجاهلنا»، قالت مورات البالغة من العمر 46 عاماً، والتي ارتدت العلم الأميركي كحجاب على رأسها.

كانت مورا واحدة من بين قرابة 500 مسلم احتشدوا بمتنزه فيرفاكس كنتري للمشاركة في لقاء أشبه بيوم نزهة، نظمته مجموعة من مساجد فيرجينيا الشمالية والاتحادات المسلمة، للالتقاء بالمرشحين المهتمين بالفوز بأصوات أفراد المجتمع المسلم المتنامي داخل الولاية. يقول المنظمون أن هذا اللقاء يمثل التجمع الأول من سلسلة تجمعات هدفها تشجيع مشاركة الناخبين المسلمين في الانتخابات القادمة. وحضر اللقاء إضافة الى الأميركيين المسلمين، قرابة اثني عشر مسؤولاً من الولاية ومن السلطة المحلية ومرشحين سياسيين. وخلال اللقاء، قدم ممثلون عن الحملات الانتخابية لكل من المرشحين الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين معلومات عن المرشح الذي يمثلونه. تقول جودي فيدير، عضو الحزب الديمقراطي، والتي تنافس فرانك وولف، عضو مجلس النواب عن الحزب الجمهوري داخل الدائرة الانتخابية العاشرة في فيرجينيا في انتخابات الكونغرس التي تجري في اليوم نفسه لانتخابات الرئاسة الأميركية، إن رسالتها واحدة إلى كافة الناخبين، بما في ذلك المسلمين. وتضيف: «تجربتي مع هؤلاء الناس (المسلمين) أثبتت أن القضايا التي تعنيهم هي تلك التي تهم جميع الفئات الأخرى»، مشيرة إلى الأوضاع الاقتصادية وتوفير خدمات الرعاية الصحية بتكلفة مناسبة وإعادة القوات من العراق. ويقول مقيت حسين، رئيس لجنة فيرجينيا للعمل السياسي المسلم، أن فيرجينيا تضم نحو 71 ألف ناخب مسلم، يتركز حوالي 85 في المائة منهم فيرجينيا الشمالية. وتعنى هذه اللجنة بصورة رئيسية بالتوجهات السياسية السائدة والمرشحين في الانتخابات المحلية. ويؤكد حسين أن المسلمين باستطاعتهم الاضطلاع بدور مهم في المنافسات الانتخابية البرلمانية والرئاسية.

ويضيف: «هذا العام، هناك احتمالات كبيرة أن تتمكن مجموعة صغيرة من الناخبين في فيرجينيا الشمالية من حسم اختيار الرئيس المقبل... أعتقد أن 71 ألف ناخب يشكلون كتلة كبيرة بمقدورها إحداث تغيير في مسار الانتخابات».

ويقول روبرت مارو، رئيس قسم العلاقات الحكومية داخل الجمعية المسلمة لجميع مناطق دالاس، إنه مع استقرار المسلمين في هذه المنطقة، أصبحت لديهم رغبة في إبداء نشاط أكبر على الساحة السياسية، ويضيف: «هؤلاء الأفراد (المسلمون) قد يبدون مختلفين قليلاً، وربما يتحدثون بشكل مختلف قليلاً، لكن لديهم نفس اهتمامات الأميركيين الآخرين»، مشيراً إلى قضايا الاقتصاد وأزمة الرهن العقاري وارتفاع أسعار الوقود. إلا أنه يحذر من أن الكثير من المسلمين يشعرون بالقلق حيال التوجه العام المعادي للمسلمين على المستوى الوطني، ويقول: «نرغب بالفعل في الوقوف إلى جانب الأفراد الذين سيدعمون مجتمعنا».

وأثناء اللقاء، أبدى الكثيرون اهتمامهم بما يقوله المرشحون، بينما أعرب آخرون عن اعتقادهم بأن السياسة الخارجية الأميركية تجاه الشرق الأوسط لن تشهد تغييراً كبيراً، أو حتى النظرة العامة تجاه المسلمين داخل البلاد. ويعلق حسن ادجلالي البالغ من العمر 70 عاماً والمولود في طهران وجاء إلى الولايات المتحدة في العام 1970، بالقول: «أود الاستماع إلى ما سوف يقولونه، لكنهم دائماً ما يكررون أقوالهم، ولا يأتون بجديد».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»