مستشار عباس لـ«الشرق الأوسط» : لن نقبل بدولة «جبنة سويسرية» ولا نريد تأجير الأغوار 99 عاما

تعقيبا على وثيقة إسرائيلية أمنية تطالب بدولة بدون سلاح يتاح للإسرائيليين اقتحامها

TT

أكدت السلطة الفلسطينية، ان الاقتراحات التي قدمتها اسرائيل عبر طاولة المفاوضات او عبر التسريبات الاعلامية، «المقصودة»، مرفوضة. وقال نمر حماد، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) السياسي، لـ«الشرق الاوسط»: «لم نتلق اي عرض مقبول خلال المفاوضات الجارية حاليا، إنهم (الاسرائيليون) لا يقدمون شيئا، ولذلك نقول اننا لم نبدأ مفاوضات جادة حتى الآن»، موضحا «ان السلطة الفلسطينية تلقت في طابا عرضا متقدما جدا قياسا بما يطرحه الإسرائيليون الآن». واعتبر حماد ان الوثيقة الامنية الاسرائليية التي تسعى اسرائيل الى اقناع الولايات المتحدة بتبنيها في اي اتفاق مستقبلي، انما تأتي ضمن سلسلة تسريبات اسرائيلية الغاية منها اظهار اولمرت (رئيس الوزراء الاسرائيلي) بأنه متشدد لخدمة مصالح حزبية وانتخابية في ظل المناكفات الاسرائيلية المستمرة.

وبحثت الوثيقة في جلستين للمجلس الأمني الوزاري المصغر، وناقشها أولمرت مع مرشحي الرئاسة الأميركية، جون ماكين وباراك أوباما، لدى زيارتهما لإسرائيل مؤخرا وسلمهما نسخة عن الوثيقة. وتطالب الوثيقة، التي أعدتها شعبة التخطيط في القيادة العامة، بتعليمات من أولمرت، بأن «تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، (بدون سلاح ثقيل وسلاح مدرعات ومدفعية وصواريخ أو سلاح جو). وتمنع عقد تحالفات بين فلسطين وأي دولة أخرى، وتؤكد ضرورة وجود محطات إنذار إسرائيلية في المناطق الفلسطينية المرتفعة. وتبقي الوثيقة على انتشار الجيش الإسرائيلي على طول نهر الأردن. وعلى وجود إسرائيلي في المعابر الحدودية الفلسطينية. وعلى سيطرة إسرائيل على المجال الجوي للدولة الفلسطينية، كما تبقي على ممرات خاصة تتيح لإسرائيل التوغل في عمق الأراضي الفلسطينية وقت الحاجة.

وتهدف إسرائيل، من تقديم هذه الوثيقة إلى الحصول على تعهد أميركي بتبنيها، وفرضها في أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين. وعقب حماد بالقول «هذا مرفوض تماما، ونحن لا نريد ولن نقبل بدولة جبنة سويسرية» (اي مخرمة). وأضاف ساخرا «يريدون أيضا الاحتفاظ بالقدس ويقولون إنه لا مفاوضات حولها ويريدون الاغوار ويريدون كل الكتل الاستيطانية ويريدون مناطق امنية ويريدون تأجيل قضايا جوهرية». وتابع «انهم احيانا يأتون باقتراحات عجيبة، يطالبون بالاغوار، ومن ثم يقولون لنا، ان الاغوار لكم، لكن نريد تأجيل تسليمها 99 سنة.. (يضحك)، فنقول لهم، طيب، نحن لا نريد تأجيرها مثلا».

وقالت مصادر أميركية إن الإدارة تفكر في تقديم مسودة اتفاق تكون بمثابة حل وسط بين الطرفين للجسر بين الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي. ولهذا الغرض طلبت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، التي تزور المنطقة الأسبوع المقبل، من كل طرف تقديم تصوره للحل الدائم. وسترعي رايس اجتماعين مشتركين، واحدا مع الوفدين المفاوضين وآخر مع وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض.

الى ذلك، نقلت تقارير أجنبية أن الولايات المتحدة وإسرائيل اتفقتا على نشر رادارات إنذار مبكر من الصواريخ المتطورة في صحراء النقب، جنوب اسرائيل، تحت إشراف الجيش الأميركي.

وقالت صحيفة «هآرتس» ان نظام الإنذار المبكر، سيربط بشبكة الإنذار المرتبطة بالأقمار الصناعية الأميركية. ونقلت الصحيفة عن ناطق باسم «وكالة الدفاع الصاروخية» بالبنتاغون، أن النظام الجديد سيرفع مدى قدرات الصاروخ التعريفية بواقع الضعف أو ثلاثة أضعاف، مما يجعل النظام فاعلاً حال شن إيران هجوماً على اسرائيل.

وبموجب الاتفاق ستقيم عناصر عسكرية أميركية بصفة دائمة في إسرائيل، وللمرة الأولى، إذ أقامت هذه العناصر قبل ذلك في اسرائيل، بصفة مؤقتة إبان حرب الخليج الأولى عام 1991، وفترات متقطعة أثناء التوتر مع العراق، في أعقاب الحرب.

ورجحت الصحيفة إمكانية تقديم موعد نشر النظام الدفاعي لإتاحة المجال أمام دمجه مع نظام «صواريخ السهم» الدفاعية الاسرائيلية، التي يتراوح مداها ما بين 800 و900 كيلومتراً.