مئات اللبنانيين الهاربين إلى إسرائيل يتظاهرون ضد إهمالهم

TT

تظاهر قبالة وزارة الدفاع الاسرائيلية في تل أبيب أمس، حوالي مئتي شخص من اللبنانيين، الذين هربوا الى اسرائيل سنة 2000، مطالبين بتغيير السياسة المتبعة ازاءهم، والرامية حسب قولهم الى اهمالهم وتيئيسهم وحملهم على الرحيل، من أجل التخلص منهم. ويحتج هؤلاء اللبنانيون على سياسة التفرقة بينهم، التي أدت الى أن يتمتع قلة منهم بعيش مريح، بينما الغالبية تعاني من الفقر. يذكر أن حوالي 8000 لبناني هربوا الى اسرائيل في أعقاب الانسحاب المهرول للجيش الاسرائيلي من لبنان في سنة 2000. ومعظم الرجال من هؤلاء، كانوا يخدمون في جيش لبنان الجنوبي بقيادة الجنرال انطوان لحد، وفوجئوا بطريقة الانسحاب وموعده، وصدموا لأن الجيش الاسرائيلي أهملهم وتركهم وراءه. وخشوا على انفسهم من حزب الله، كما يقولون، فتركوا بيوتهم وأملاكهم والبعض ترك أطفاله ونساءه، وهرب الى إسرائيل. وعانى الفارون الأمرين حتى قبلت اسرائيل ادخالهم الى تخومها، ومنذ ذلك الحين وهي تسعى للتخلص منهم وحملهم على الرحيل. ونجحت أساليبها في التسبب بعودة غالبيتهم الساحقة الى لبنان، لكن بقي منهم في اسرائيل حوالي 2600 شخص.

وقسمتهم إسرائيل الى ثلاثة أقسام: الأول ـ هم الضباط الكبار من رتبة مقدم فصاعدا، وهؤلاء أوكلت قضيتهم الى وزارة الدفاع ومنحتهم تعويضات عن خدمتهم وصلت الى 200 ألف دولار، ومبلغا مشابها لشراء بيت وسيارة ووفرت لكل منهم راتبا تقاعديا مثل الضباط الاسرائيليين، ولكن هؤلاء أقلية ضئيلة. والقسم الثاني هو الضباط الصغار والجنود، وهم الأكثرية، يشكلون حوالي 460 عائلة، تم وضعهم منذ سنة 2003، تحت مسؤولية وزارة الاستيعاب الإسرائيلية المسؤولة عن استيعاب المهاجرين اليهود الجدد. وهذه الوزارة تعطي مساعدة في أجرة السكن وفي البحث عن عمل. وقررت الحكومة وقف المساعدة في أجرة السكن عنهم، ابتداء من أول أبريل (نيسان) المقبل. وأما القسم الثالث، فهو يضم بضع عشرات من المواطنين اللبنانيين الذين كانوا يعملون في اسرائيل وعلقوا فيها بعد الانسحاب ولم يكشفوا عن هويتهم في حينه خوفا من أن يخسروا مكان العمل والحقوق وبعضهم مرضى يتلقون العلاج في اسرائيل ويخشون على حياتهم إذا عادوا الى لبنان.

وجاءت مظاهرة أمس للمطالبة بوقف هذا التمييز ومنع الحكومة من الغاء المساعدة في أجرة السكن. وفي رد على سؤال، قال المتظاهر حكيم جريس، ان غالبية اللبنانيين في اسرائيل هم لبنانيون وطنيون يريدون العودة الى لبنان ولكنهم يخشون من العودة اليوم، لأنهم ليسوا آمنين على حياتهم. ورفض الاتهام بأنهم كانوا عملاء لاسرائيل وقال: «الدولة اللبنانية هي التي أرسلتنا في سنة 1976 لكي نحمي قرى الجنوب من قوات المتمرد أحمد الخطيب والتنظيمات الفلسطينية. وظلت تدفع لنا الرواتب حتى سنة 1993.

واضطررنا للجوء الى اسرائيل بسبب الجغرافيا، وليس لأننا عملاء. فلو كانت ايران جارة لنا لكنا لجأنا اليها، حتى نحصل على لقمة الخبز والعلاج الطبي».