الرئيس الروسي يلوح بـ«العقاب» والبيت الأبيض يدعو موسكو للانسحاب «من دون إبطاء»

موسكو تؤكد أن قواتها بدأت بالانسحاب من جورجيا وتبليسي تنفي

TT

حذر الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف، من أن ما فعلته القوات الجورجية في أوسيتيا الجنوبية «يجب ألا يبقى دون عقاب» كما ذكرت وكالات الأنباء الروسية. وقال الرئيس الروسي أمام وحدات روسية شاركت في العملية العسكرية في جورجيا إن «ما فعلته السلطات الجورجية فاق التصور الإنساني. إن أفعالهم لا يمكن تفسيرها، وأكثر من هذا يجب ألا تمر من دون عقاب».

وأضاف، حسبما نقلت عنه وكالة «انترفاكس»: «سنواصل خطا حازما في ما يتعلق بأمن المنطقة برمتها وبالمحافظة على السلام والاستقرار في أوسيتيا الجنوبية»، مؤكدا «سنفعل كل ما يلزم».

يأتي ذلك في حين أعلن البيت الأبيض أن على روسيا أن تسحب قواتها من جورجيا كما وعدت «من دون ابطاء».

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، غوردون جوندرو، في ولاية تكساس حيث يقضي الرئيس جورج بوش بعض الوقت في مزرعته، إن الولايات المتحدة تواصل مراقبة الموقف. وقال انه اذا كانت القوات الروسية «دخلت على وجه السرعة بعد السادس من أغسطس فينبغي ان تنسحب على وجه السرعة».

وقالت روسيا إنها بدأت سحب قواتها من جورجيا اليوم الاثنين لكن جورجيا قالت انها لم تر اي دلائل على انسحاب القوات الروسية كما وعدت موسكو بل انها توسع وجودها في البلاد.

وقد وصل الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمس جوا الى مدينة روسية قريبة من الحدود مع أوسيتيا الجنوبية الإقليم الانفصالي الذي تدور حوله حرب مضى عليها عشرة ايام مع جورجيا. وقال مسؤولون في الكرملين ان مدفيديف سيقوم بتقليد أوسمة قرب مدينة بلاد القوقاز لأفراد الجيش الروسي الذين شاركوا في القتال ضد القوات الجورجية.

من جانبه، دعا الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في خطاب متلفز أمس الى «التفاوض» مع روسيا «لتجنب طلاق نهائي» بين البلدين.

وقال ساكاشفيلي «نطالب بانسحاب قوات الاحتلال (الروسية) بدون تأخير»، الا انه أبدى استعدادا للحوار، إذ أضاف «لنبدأ في التفكير والتفاوض حول طريقة تجنبنا طلاقا نهائيا بين بلدينا» بعد الانسحاب الروسي، متبنيا بذلك للمرة الأولى لهجة تصالحية نسبيا مع موسكو. في ذلك الحين، بدأ المجلس الدائم في منظمة الأمن والتعاون بأوروبا في فيينا اجتماعا للبحث في إرسال مراقبين إضافيين من المنظمة الى جورجيا. وأعلنت رئاسة المنظمة ان وزير الخارجية الفنلندي، الكسندر شتوب، الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة المنظمة، دعا الاعضاء الستة والخمسين في المجلس الدائم للاجتماع لبحث إرسال «مائة مراقب إضافي الى منطقة النزاع».

وقال شتوب ان دور المراقبين «يتمثل في مراقبة تطبيق وقف اطلاق النار كما تقرر»، موضحا ان ثمانية مراقبين وصلوا الى هناك، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. من جانب آخر، لا تزال مسألة الانسحاب الروسي من جورجيا موضع جدل، إذ أعلن الجنرال اناتولي نوغوفيتسين، نائب رئيس هيئة الأركان الروسية، ان القوات الروسية بدأت الانسحاب من جورجيا بموجب اتفاق السلام. كما اتهم الجنرال نوغوفيتسين القوات الجورجية بالسعي الى اعادة تشكيل قدراتها وبأنها «مستعدة للقيام باستفزازات ضد أهداف عسكرية ومدنية».

إلا ان وزارة الداخلية الجورجية أعلنت انها «لم تلاحظ اي مؤشر» يدل على ان القوات الروسية تستعد للانسحاب من الأراضي الجورجية. وأكدت ان القوات الروسية كانت لا تزال تتوغل في الأراضي الجورجية من مدينة خاشوري في وسط البلاد رغم التزام موسكو بسحب قواتها. وقال المتحدث باسم الوزارة، شوتا أوتياشفيلي: «هناك ست آليات مدرعة روسية تتقدم من خاشوري باتجاه ساتشخيري، وست آليات اخرى باتجاه بورجومي».