اتهام «أميرة الثورة البرتقالية» بالعمالة لروسيا وخيانة مصالح أوكرانيا

بسبب إدانتها الصامتة للتأييد الرسمي للرئيس الجورجي

TT

اختلف رفاق الامس الذين سبق واعلنوا راية العصيان ضد موسكو متسلحين بشعارات الليبرالية الغربية والاختلاف في هذه المرة مضى بهم الى ما هو ابعد من مجرد الصراع حول اقتسام المناصب القيادية كما حدث في اعقاب الفوز في الانتخابات الرئاسية في ديسمبر (كانون الاول) 2004 والتي اسفرت عن تنصيب فيكتور يوشينكو رئيسا وتعيين «أميرة الثورة البرتقالية» يوليا تيموشينكو رئيسة للحكومة. فبعد سلسلة من الخلافات التي سبق وكانت سببا في اتخاذ الرئيس الاوكراني يوشينكو لقراره اقالة تيموشينكو من رئاسة الحكومة وتعيين غريمها فيكتور يانوكوفيتش في هذا المنصب، عادت الغيوم لتخيم على علاقات رفاق الامس بعد جنوح يوشينكو نحو تأييد الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي زميله في التحالف الموالي لحلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي في حربه ضد روسيا. وكان يوشينكو قد اعلن ان بلاده لن تسمح بعودة سفن اسطول البحر الاسود التي شاركت في حصار الشواطئ الجورجية ودعم القوات الابخازية في حربها ضد القوات الجورجية، الى قاعدتها في سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم.

وقد سارعت تيموشينكو بشجب هذا التصريح الذي قالت انه يتناقض مع بنود اتفاقية استئجار الاسطول الروسي لقاعدته في سيفاستوبول حتى عام 2017 وان اوكرانيا ملزمة بمراعاة بنود هذه الاتفاقية فيما اتخذت موقف الادانة الصامتة لوقوف ساكاشفيلي الى جانب «صديقه القديم» ميخائيل ساكاشفيلي الذي يرتبط معه بعلاقات صداقة عائلية تجمعهما مع زوجته يكاتيرينا الاميركية الجنسية وزوجة ساكاشفيلي ساندرا الهولندية الاصل في الحرب التي اشعلها في منطقة القوقاز. ورغم تراجع يوشينكو عن تهديداته بعدم السماح بعودة السفن الروسية الى قواعدها في سيفاستوبول فانه لم ينس لرفيقة الامس ما قالته بحقه ليرد عليها عن طريق غير مباشر عبر سكرتارية الرئاسة التي اعلنت عن اتهامها لرئيسة الحكومة بالخيانة العظمة والعمالة لروسيا رغم كل المواقف التي سبق واتخذتها ضد المصالح الروسية في اوكرانيا واعلان تأييدها لانضمام اوكرانيا للناتو والاتحاد الاوروبي. واعلن اندريه كيسلينسكي نائب رئيس ادارة سكرتارية الرئيس الاوكراني ان تيموشينكو تجاوزت الخطوط المحددة لها وانه لا مجال امامها للعودة الى مواقعها بعد ما قالته بشأن الحرب في جورجيا على حد قوله. وتبدو هذه الاتهامات اشبه بمحاولة تصفية الحسابات استعدادا لمعركة الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2010 والتي اعلنت تيموشينكو عن استعدادها لخوضها امام يوشينكو. وقالت مصادر سكرتارية الرئاسة الاوكرانية ان تيموشينكو بدأت عمليا معركتها الانتخابية فيما اتهمتها بمغازلة مجموعات رجال الاعمال والصناعة وجمع ما يقرب من مليار دولار للانفاق على حملتها الانتخابية.